معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

أهل المقاومة.. وجه يعجز الإعلام عن تشويهه‎
23/09/2020

أهل المقاومة.. وجه يعجز الإعلام عن تشويهه‎

ليلى عماشا

في سوق الإعلام، يقاس ثقل الخبر بمكان حدوثه. لذلك لم يكن غريبًا أن يتوجّه الإعلام المعادي للمقاومة وبيئتها صوب الخبر الجنوبي بكلّ سمّه، وأن ينسج حوله ألف شرنقة من إشاعات مغرضة وأخبار كاذبة.

دويّ الإنفجار جنوبًا تردّد صداه أخبارًا عاجلة تتسابق فيما بينها لتبث أكبر قدر ممكن من الأكاذيب قبل صدور النبأ اليقين. ترافق ذلك مع نشاط فوق العادي للمجموعات الإخبارية عبر منصات التواصل والتي تتورّط عند كلّ حدث في إسداء خدمات مجانية للعدو، سواء عن جهل أو عن تعمّد.

فُتحت بعض شاشات التلفزة للتحليلات التي أقل ما يُقال فيها سخيفة ومضحكة بشكل تفوّق فيها البعض على نفسه بالتحليل التافه الذي وصل حد التلميح إلى تدخل دولي قد يحدث على خلفية الحادث كونه يمس بالقرار ١٧٠١ على اعتبار أنّه وقع في جنوب الليطاني.. هنا مسّت المهزلة التحليلية بكل القرارات الدولية وبالخرائط وبالجغرافيا.. فبلدة عين قانا تقع في الإقليم أي شمال النهر!

بعد قليل من الوقت، وبعد تغطيات من مكان الحدث، انتقل البث من مرحلة تخيّل تفاصيل الحدث إلى مرحلة التفجّع على الجنوبيين: إحدى القنوات لم تخجل من الظهور بمظهر الجاهل تمامًا بطبيعة أهل الإقليم وخياراتهم المقاومة فلم تتوان عن الحديث عن "حالات نزوح" يحاول الأهالي القيام بها ولكن حزب الله يمنعهم. فيما اكتفى أحد المواقع باختلاق خبر نزوح أدى إلى زحمة سير.. كلّ هذا فيما كانت كاميرات محطات التلفزة ذاتها تنقل مباشرة مقابلات وصور من المنطقة التي حدث فيها الإنفجار. ويظهر فيها الناس يتابعون الحدث القريب منهم بهدوء ولا يبالغون في أي فرضية من تلك التي كانت تتناقلها المحطات والوكالات والمجموعات الإخبارية بحماس مريب.

مرّ اليوم طويلًا.. غضّ هذا الإعلام نظره عن كلمة الحق والصدق التي تشارك في قولها كلّ أبناء البيئة المقاومة: بيوتنا فداء للمقاومة، وعيوننا مقاومة.. بل أكثر من ذلك، أصرّ هذا الإعلام على اختلاق كلمات لم يقلها أحد ونسبها لأبناء البيئة.. فهبّ من حيث لا أحد يدري صوت يخبرنا أن النّاس في المنطقة يشعرون بأنّهم دروع بشرية.. وآخر يتباكى خوفًا على أطفال الجنوب.. فيما وصل الأمر بثالث حدّ مناشدة "لا ندري مين" للتدخل وصون حياة الجنوبيين.. كلّ ذلك فيما الجنوبيون يتسابقون على شرف إعلان الفداء للمقاومة، ويتفاخرون بما بذلوا ويعتبرونه قليلًا قليلًا مقابل كل قطرة دم بذلتها المقاومة حرصًا على الناس، كلّ الناس. اجتهد الإعلام في محاولة تشويه الصورة الناصعة التي تُظهر حقيقة أن المقاومة هي الناس، وأن وجوه الناس تضيء حبًّا ولهفة حين تلتف حول السلاح درعًا.. وضاعف جهوده بالأمس عسى يجد في دخان الإنفجار قطرة من سم يرمي به وجه أهل المقاومة فيشوهه.. ولم يجد، ولن.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف