نقاط على الحروف
روح ثورية
زهراء جوني
لا موت للشهداء. هؤلاء يخرجُ منهم ألف رجل ورجل. كلّما ارتفعت روح أحدهم وُلدت حياةٌ في أرواح آخرين إلى أن تُمسي أرواح الشهداء أنفاس المجتمعات، متى انقطع وصلها انقطعت حياة المجتمع، فيصير واجباً إحياء ذكراهم، وقد أمست العلاقة بين الطرفين علاقة فناء الفرد بحياة المجتمع.
لا يموت الشهداء. تخبرنا هذه الأرض الخصبة بما أخرجت وأنبتت مع كل زرعٍ لدم جديد. ولا تفنى أرواحهم، فتتلازم صفة الشهادة مع الحياة لأنّ الروح التي لا تفنى تبقى حيّة. هذه الروح نفسها التي تحوّلت إلى مكمن قوة، حين قاتلت داخل أجساد المجاهدين والشهداء كما قال يوماً الشهيد القائد الحاج عماد مغنية "الذي يقاتل فينا هي الروح".
هكذا خرجت "روح ثورية"، المبادرة الشبابية الجماعية لطلاب تعبويين أرادوا نسج قصص شهداء جامعيين بقالب إعلامي مصوّر، ليشكلوا نموذجاً للشباب العربي والإسلامي وشباب محور المقاومة. وقد عايش هؤلاء الشهداء نفس ظروف الشباب من قهرٍ وتحدٍّ وظروفٍ اقتصادية صعبة، لكنهم مع ذلك كانوا قادرين على مواجهة هذه التحديات، وتحديد طريقهم ورؤيتهم وهدفهم للمواجهة. خرجت "روح ثورية" لتقدم لهؤلاء الشباب "نموذج شهيد حزب الله" كما يقول القائمون على المبادرة.
وما كانت الروح لتحيا دون دافع الثورة، فجاءت "روح ثورية" مسمىً لما يجب أن يلازم الشباب من ثورة واندفاع نحو مواجهة الظلم ونصرة المظلوم وتحسين الواقع القائم في المجتمع، والاستلهام من الثورة الأولى "كربلاء" ومن فكر الإمام الخميني (قدس) الذي وجد في علاقة الشباب مع الثورة تلازماً وانصهاراً، ليكونوا شباباً بأرواح فاعلة ومؤثرة ومحرّكة نحو التغيير والقوة، فالثورة برمزيتها لا تنتج عن ضعف أو نقص، إنما تحتاج إلى أرواح مليئة بالقيم، وقادرة على تصديرها.
وهكذا كان الشهيد جهاد عماد مغنية الذي انطلقت منه المبادرة لتزامن ولادتها مع ذكرى استشهاده، ولما كان عليه الشهيد جهاد من مؤثر وفاعل في الساحة الجامعية وأساساً في العمل التربوي، لكنّه لن يكون الوحيد كما يؤكد أصحاب المشروع، بل ستمتدّ الروح الثورية لتشمل على مدار عام كامل "كل الشهداء الجامعيين التعبويين، لنكون أمام سلسلة متكاملة من اثني عشر شهيداً جامعياً، تُنشر قصصهم شهرياً على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما بعد التفاعل اللافت الذي شهدناه منذ انطلاق المبادرة".
يعمل الشباب في "روح ثورية" بنفس مسمى مبادرتهم. أغلبهم عايش هؤلاء الشهداء واستمدّ من أرواحهم طاقة المضيّ على نفس الطريق. يرون في سعيهم "مقتضى الواجب والوفاء لهذه الأرواح التي صنعت أمة حرّة قوية، ليكونوا حاضرين في يوميات المجتمع كلٌّ بحسب مكانته ومسؤوليته ومهامه".
يوم وقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله ليتحدث عن الشهيد القائد الحاج عماد مغنية كان يقدّم للعالم "القائد النموذج" لنتعلّم منه كيف نحيا حياة الشهداء وكيف نزرعُ في أرواحنا طريقاً بدايتها عشق وثورة وآخرها وصال بالحبيب الأول "الله"، فكان حقاً علينا أن نعرف الشهداء لأجلنا لا من أجلهم، وكان حقهم علينا أن ننصفهم من أجلنا لا من أجلهم، وأن نستلهم روحهم ودرسهم وجهادهم من أجلنا لا من أجلهم.
هكذا تُسقى الروح، ببذل الحبّ لله، وما كان لله ينمو.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024