نقاط على الحروف
كفوا سهامكم عن جمهور المقاومة.. فحصونه منيعة
خليل نصر الله
ليس صدفة، الهجوم على جمهور المقاومة، عند كل مفترق. الجمهور الذي لم تسقطه لا ضربات طائرات العدو الحربية، ولا السيارات المفخخة التي أرسلتها قوى التكفير المسيرة عربيًا واقليميًا وأميركيًا لتمزق أجساد أطفاله في ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع.
مؤخرًا، جريمة مستنكرة تستهدف الناشط السياسي لقمان سليم، وقعت في الجنوب. وفيما كانت الجهات الأمنية المختصة تبدأ تحقيقاتها الأولية، خرجت فرقة من الناشطين والإعلاميين والسياسيين المعادين للمقاومة وبيئتها - لأسباب تخصهم لكنها معلومة الهدف - لتتهم حزب الله باغتيال سليم وتبني على الأمر، وتصدر حكمها. إستدلوا باتهامهم للحزب بمناطق "النفوذ"، كما يسمونه. من راقب المشهد لاحظ بأن عبارات الاتهام والاستدلال قد وحدت بين الجميع من أفراد ووسائل إعلام محلية وعربية وعالمية، وساسة محليون وخارجيون، وبيانات صدرت من واشنطن المقبلة إلى المنطقة بإدارتها الجديدة من بوابة "حقوق الانسان".
الهجوم على المقاومة، يمس شعبها وجمهورها، وهذا من المسلمات. وهو الجمهور الذي إن دخلت منازله لرأيت صورة شهيد هنا، أو قابلت جريحًا بترت بعض أطرافه هناك، أو ضريرًا أصابت عيانها شظايا الغدر إن في مواجهة العدو أو الهجوم التكفيري التي تشهده المنطقة منذ عشرة أعوام. هذه البيئة التي تعد المقاومة روحها، وهي الولّادة دائمًا لمن يحملون هم وطن مزقته الفتن على مدى عقود من الزمن، وهناك من يريد إحياءها.
ليس خافيًا على أي مطلع أو مراقب أن الهجمة الأخيرة والمستمرة ليست وليدة اللحظة، هي بدأت بشكلها الحالي، منذ عام ألفين وخمسة وبدأت تستعر تباعًا. وما كشف عن تمويل أميركي وآخر عربي ليس إلا غيضًا من فيض ما عُدّ ويُعًد. والملفت أن القيمين على الحملات، من دول وأفراد، ما زالوا يصرّون على الهجوم، وهناك من أقنعهم بأن "كثر الضرب يفك اللحام"، لذلك هم مستمرون ويجب توقع المزيد.
مؤخرًا، ارتفع مستوى الإبتزاز الذي يستهدف أهل المقاومة وجمهورها. فُهم، بحسب مراقبين للمشهد، أن المطلوب هو رد فعل يمكن البناء عليه داخليًا وخارجيًا، خاصة بعد فشل متراكم لجر جمهور المقاومة في الجنوب والبقاع إلى مكمن ردات فعل إبان فترة قطع الطرقات المشبوهة أواخر عام ألفين وتسعة عشر وطوال عام ألفين وعشرين.
هنا، يمكن التوقف عند الأجواء التي ترافقت مع جريمة قتل الناشط لقمان سليم، لطرح عدة أسئلة: لماذا أُخذت الأمور بسرعة باتجاه حزب الله وجمهوره على وجه الخصوص؟ ولماذا حصر الأمر إعلاميًا بالإغتيال السياسي؟ ولماذا تم تصوير جمهور المقاومة كقتلة؟ ولماذا لجأ البعض إلى إعادة بث تصريحات لإعلاميين يؤيدون محور المقاومة، عمرها تسع سنوات، وعرضها بالشكل الذي شهدناه، وبغير موضعها؟ ولماذا وحد الخطاب بين القوى والشخصيات المناوئة للمقاومة بالشكل الذي شهدناه ونشهده؟
أليس المطلوب فتنة، أو تأليب الناس بعضهم على بعض؟ تساؤل ربما يجيب عن شيء من أفعال من استغلوا دماء رفيق لهم.. وربما ليس رفيقًا لبعضهم الآخر.
يمكن القول إن السعي إلى جر جمهور المقاومة إلى رد فعل قد دفن في مهده، وهذا تؤكده أحداث خمسة عشر عامًا مضت. وما شهدته الأيام الأخيرة سبقته استفزازات أعمق وأكبر وأشمل، أقله ما حصل إبان حراك 2019، ولم يقع جمهور المقاومة بفخ ردات الفعل. وهو ما يعتبر فشلًا لمن يسعى إلى فتنة أو صدام، سواء عن قصد أو غير قصد.
إن جمهور المقاومة أكثر من يتمتع بالنفس الطويل والبصيرة التي تهديه إلى المعركة الأساس عند حدود فلسطين المحتلة، لذا كفوا سهامكم عن المقاومة وجمهورها فإن الحصون منيعة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024