نقاط على الحروف
"الموت لآل سعود": شعارٌ ينضح بالثورة واليقين
ليلى عماشا
في الفيديوهات المروّعة التي كان الإرهابيون التكفيريون يوثقون فيها جرائمهم ويعلنون عنها مصوّرة بهدف الترويع، كان وجه القاتل المموّه باسم "داعش" أو غيرها من الفصائل الإرهابية يُخفى أحيانًا خلف قناع، أمّا وجهه في المجزرة الأخيرة والذي لم يحتج إلى تمويه بأسماء فصائل خارجة عن القانون والإنسانية فكان ظاهرًا علانية، دونما حاجة إلى قناع ولا إلى تصوير: بنو سعود.
"بقطع الرؤوس" بلغ أبناء القطيف والإحساء المظلومون رتبة المظلومية الأعلى، فاستشهد منهم فتية وشبّان كلّ ذنبهم أن انتمت قلوبهم إلى فطرة أهل الأرض الساكنة في دفء أهل البيت (ع)، وكلّ ذنبهم أنّهم ما انتزعوا فطرتهم تلك وما سجدوا خاضعين لملك من سلالة القتل والغدر والخيانات. قُطعت رؤوسهم في الظلام، أُخفيت جثامينهم، وبعد، مُنع ذووهم من إقامة العزاء، بل مُنعوا من البكاء على أبنائهم.
نفّذ النظام السعودي الإرهابي جريمته هذه على مرأى العالم، وهو يدري أن ما يسمى بالقانون وبالشرعات الدولية ليست سوى واجهة يمكن أن يجري خلفها كلّ ما يناقض شكلها ومضامينها، ما دام الفاعل قد حاز على الرضا الدّولي. ولا ينال هذا الرضا إلّا خسيس أو عميل.
من بين الشهداء، مقطوعي الرؤوس، مفقودي الأثر، أسيران يمنيان كان اسماهما في لوائح التفاوض على تبادل الأسرى. ومن بينهم من اعتقلوا أطفالًا وشبّوا في دهاليز المعتقلات واستشهدوا على يد الإرهاب الذي يقدّم نفسه هناك باسمه الرسمي المعترف به دوليًا: آل سعود.
من بينهم من اُتّهموا بمخالفة النظام الإرهابي، ومن بينهم من كانت تهمتهم "التشيّع".
ومن بينهم، يا رب المظلومين، من لم يُسجّل له اتّهام قبل قطع رأسه.
دسّ القاتل بينهم بعض مَن استأجرهم لممارسة أفعاله الإرهابية ثم أراد أن يحاسبهم على تأديتهم ما كلّفهم به، كي يخرج ويقول أعدمنا إرهابيين، ولا إرهابيين سوى من درّبهم وجهّزهم ووزّعهم على البلاد كي يعيثوا فيها قتلًا.
في العام ٢٠١٦، قام بنو سعود بارتكاب مجزرة مشابهة لمجزرة الأول من أمس، استهدفت ٤٧ مظلومًا من بينهم الشيخ نمر النمر. يسمّون "التشيّع" باعتناق الفكر الضال، ويعتبرون اعتناق المذهب الشيعي المعترف به كمذهب إسلامي ينتمي إليه تقريبًا ربع المسلمين في العالم، أي الملايين، جرمًا يُعاقب عليه قانونهم إلّا بحال واحدة، وهي أن يكون هذا الشيعي أداة سياسية تؤدي لهم ولسياستهم خدمات مدفوعة، ولا داعي لذكر الأمثلة فالأسماء كثيرة ومنها من يعتلون مناصب سياسية مرموقة، ومنها من يعتمر أصحابها العمامة السوداء!
تتعدّد الأسباب التي يبيح فيها النظام السعودي لنفسه قتل الناس سواء بشكل يخترع له مسوّغات قانونية كالإعدام، أو بشكل موارب يتمثّل بتجهيز وإعداد الفصائل الإرهابية وتكليفها بمهام القتل في مختلف البلاد، ومنها العراق وسوريا ولبنان، أو بشكل عدواني صريح كالحرب على اليمن واستهداف المدنيين في بيوتهم ومدارسهم ومراكز عملهم. ولهذا، يرتبط اسم "سعود" بالإرهاب ارتباطًا لا يمكن تفكيكه تحت أي عنوان وأي تحليل.
لن تعيد الإدانات الرؤوس إلى الأجساد المخفية، نعم،
لن يتراجع عبيد بني سعود عن تصفيقهم المتواصل لكل ما يرتكب أسيادهم، نعم.
لن تُشفى جراح القلوب التي شهدت هذا المقدار من المظلومية، نعم.
لن يغيّر العالم المنافق ذو الشرعات الكاذبة رأيه في بني سعود ونظامهم، نعم.
لكن كلّ ذلك لا يعني أن سنن الكون ستتغير، فالحتميات لا تخضع لمزاج القوي مهما استقوى، ولا تغفل حق المستضعفين مهما طال زمن استضعافهم، ومن هذه الحتميات أن ارتفاع منسوب الظلم الذي يرتكبه بنو سعود، بكل الأشكال التي ذكرناها، يسرّع من سقوطهم لأنّ الغضب والقهر الذي يتولّد من الصدور المظلومة سيتشكّل قوّة تطيح بالظالم على الملأ، ومنها أن "يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم". هذا يقين علي (ع) ويقين من عرفوا الحقّ بـ(عليّ). ولهذا، لهذا كلّه، لعلّ من أجمل الشعارات الثورية المعاصرة: الموت لآل سعود.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
25/11/2024
بيانات "الإعلام الحربي": العزّة الموثّقة!
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024