معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

اسمه الجولان العربي السوري المحتل
22/03/2019

اسمه الجولان العربي السوري المحتل

حسين مرتضى

يكاد لا يمر اسبوع الا ويترك دونالد ترامب بذور جنونه في زوايا منطقتنا، ويطلق الرصاصات على مفاصل مهمة في قضيتنا المركزية، محاولا تصفيتها عبر صفقته المشهورة، وتمهيداً لإعادة رسم خريطة المنطقة سياسيا وديمغرافيا، وحتى امنيا وعسكريا، فيما يبيع معه قادة بعض الدول العربية، القضية الفلسطينية ومعها الجولان، بصمت مفزع، اثار حفيظة حتى الدول الاوروبية التي انتابتها موجات من التحذير من خطورة هذه الخطوة.

38 عاما مرت على قرار الكيان الاسرائيلي ضم الجولان السوري المحتل، وصدور قرار واضح من مجلس الامن حول هذا القرار، والان بعد فشل مشروع تقسيم سوريا، والنصر الذي حقق فيها على المشروع الامريكي الاسرائيلي، يعود دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو من زاوية الجولان في اقصى الخارطة السورية، بهدف تحقيق مشروعه كجزء من صفقة القرن، وشرعنة الاحتلال، وتنفيذا لمطامع الكيان التاريخية في المنطقة، وهذا يأتي ضمن سياق محاولات الكيان التي لم تتوقف منذ احتلال الجولان عام 1967، وقرار الضم الذي تصدى له بكل بطولة اهالي الجولان عام 1981، وجاء في سياق تاريخي لم يتوقف فيه قادة الكيان عن المطالبة بضم الجولان او فرض اعتراف دولي بما اسماه سيادته عليه، من اتفاق كامب ديفيد حتى اتفاق وادي عربة، مروراً بقرار نقل السفارة الامريكية الى القدس، وبعدها الهرولة الخليجية للتطبيع مع الكيان، والتي شكلت نقطة تحول في سياق المعركة مع الكيان، ما جعل الادارة الامريكية والكيان، تدرك ان اي قرار من هذا المستوى لن يلقى اي رفض لدى عرب الرمال في الخليج، او حتى التابعين لهم في دول اخرى كالاردن ومصر، وهذا يؤكد ما كنا قد تحدثنا به سابقا في عدة محطات، ان ترامب يعمل على تطبيق صفقة القرن على مراحل، وهذا يعزز من ايماننا ان محاولة تقسيم سوريا، كان جزء من صفقة القرن، وان فشل هذه الجزئية، فرض صيغ اخرى بحق الجولان المحتل، بالاضافة الى صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية، جعل الامريكي يسعى لتطبيق وقائع على الارض، هذه الوقائع تتلخص بشرعنة الاحتلال، ودفع الدول العربية السائرة في ركب الامريكي، للتعامل معها على انها حقائق ثابتة.

الادارة الامريكية التي تحاول استغلال فائض القوة المتوحش لدى حلفائها السياسيين في البيت الابيض وتل ابيب، دمغت الدبلوماسية الامريكية بصفة العونة، وكأنها سمة اساسية، والتي لا تتقن حتى توظيف الوقت والزمن، فعادة الدول التي تكون في انتظار زيارة احد حلفائها، تجعل من الوقت عامل قوة في مصلحة هذا اللقاء، الا ان عبث ترامب على "تويتر"، اختار توقيتا مختلفاً، ما جعل منه مطية لتحصين فساد نتنياهو في داخل الكيان، واعطائه دعما في الانتخابات القادمة وانقاذه من السجن، فكان القرار الذي جاء على شكل تغريدة، والذي استغله نتنياهو كمكسب شخصي، وكأن المسألة ضمن مسرحية هزلية، يتكلم فيها نتنياهو بتأثر بالغ، ويعود افراد الادارة الامريكية، للقصف الاعلامي والسياسي ضد محور المقاومة وسورية، في تمهيد واضح للخطوات الامريكية القادمة، ما يعني ان ملامح المرحلة المقبلة هي مرحلة اللعب بالنار من قبل الامريكي والاسرائيلي، وان هذه النار هي على حافة منطقة قابلة للاشتعال بأي لحظة، ستحرق معها كل غباء الادارة الامريكية وغطرسة الكيان الاسرائيلي، وان هذه القرارات ستولد ميتة، فالتاريخ يشهد ويعي من يطلع عليه، ان ارادة الشعوب لا تخضع لنزوات الامريكي، وان الجغرافية لا تصنع وترسم من خلال تغريدات ترامب، وان الاحتلال زائل لا محالة، وانه على المستشارين في البيت الابيض ان يعيدوا لترامب سرد ما فعله اهالي الجولان عام 1981، وان ما يقوم به هذا الارعن، لا يتعدى نشر الخراب والدمار.

الموقف واضح والقرار حاسم، الجولان عربي سوري، وعدا ذلك لن يكون.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف