معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

عدي التميمي.. وأدوات المشهد الأخير
21/10/2022

عدي التميمي.. وأدوات المشهد الأخير

هدى محمد رحمة

لم يكن مشهداً مقتطفاً من فيلم أكشن هوليوودي، البطل هنا استخدم أدواته، لكن لم تكن لغاية التمثيل، بل أدوات لصنع الحياة بعينها.

وفي الحديث عن الحياة، أجاد حبها، صادق وتسامر وسهر ولبس وضحك وارتاد النادي الرياضي محافظاً على رشاقة بدنه.

أما لرشاقة روحه، هنا الأدوات خاصة، الوصفة هنا لها أهلها، يتقنون اختيار الأدوات، واستخلاص عصارتها لصهرها في بوتقة روحهم المحلقة.

أما أجسادهم، فهي بيننا، على هذه الأرض. لهم حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الإجتماعي، يلتقطون الصور وينشرونها ويتفاعلون مع مجتمعهم.

أحبوا الحياة، عاشوها بكل ما أوتوا من شبابٍ وحيوية وابتساماتٍ وسهرات، مقتوا الخمول، والخنوع. هم من عرفوا معنى الحياة، فصنعوها.

عدي التميمي، الأسطورة الطالع من هذا الزمن، بطل من أحرار هذا العصر، يشبه من سبقه، أحمد نصر جرار، وباسل الأعرج المثقف المشتبك، وغيرهم. عدي مثلهم، لم يكن هو المطارَد، لم يكن هو المفعول، بل كان الفاعل، على بعد أمتارٍ واجههم، وقتل منهم، سلبهم الأمان لليال وأيام، فكان كمن هو الذي يطاردهم، وهم الذين استنفروا قواتهم بحثاً عن واحد، فإذا به وكأنه جحافل مقاتلين.

هو أتقن استخدام الأدوات، بعد أن وجد معنى الحياة، هذا العشريني صنع حياته وطواها كما أراد، كما فهم معنى الحياة. أن تتقدم وتواجه، أن تشتبك، أن تكمش جراحك بيد، ويدك الثانية لا زالت تصوب الرصاص نحو المحتل، أن يعانق رأسك السماء وأنت ممدد على الأرض، أن تقاوم حتى آخر طلقة، أن تستشهد وسلاحك بيدك.

هذه الحياة التي أرادها هذا الشاب اليافع، لمن يفهمها، هكذا رسم آخر مشهد من حياة بطل. هكذا ينتقل إلى الحياة الأبدية، شهيداً عزيزاً مخضباً بدمه.

هذا المشهد حجة على كل المطبعين الخانعين الخاضعين الجبناء.

عدي التميمي، رسم المشهد الأخير درساً في معنى الحياة في عز، والموت في عز، بطل من أحرار فلسطين، شهيد على طريق القدس.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف