نقاط على الحروف
فلسطين بانتظار "يوم تحرير الأرض"
فيصل الأشمر
مرّت ملحمة الصبر والمقاومة الفلسطينية منذ بدايات التآمر على فلسطين وأهلها إلى يومنا هذا بـ"أيامٍ" ومحطات صبغت القضية الفلسطينية بلونها الأحمر القاني، بانتظار يوم العودة الذي لا شكّ آتٍ، يبشر به صمود وجهاد الفلسطينيين في الضفة وغزة وفي الأراضي المحتلة منذ العام 1948، - تباً لتلك التسمية الملعونة القبيحة - ويبشر به لمعانُ سكين المجاهد قبل أن يغرسه في صدر جنديّ صهيوني محتلّ، وقدمُ شاب يضغط بأقصى ما لديه من قوة على دواسة البنزين في سيارته، ليدهس ما تيسّر له من غرباء محتلين.
في العام 1976 قام العدو "الإسرائيلي" بالاستيلاء على آلاف الكيلومترات من الأراضي الخاصّة بالفلسطينيين حارمةً إياهم من كل أشكال التصرف فيها، ورافق القرار "الإسرائيلي" إعلان حظرٍ للتجول في عدد من القرى الفلسطينية، من الساعة الخامسة من مساء يوم 29 آذار 1976. واستنكاراً لما حصل دعا الفلسطينيون إلى إضراب عامّ ومسيرات امتدّت من الجليل إلى النقب، وحصلت مواجهات مع الجيش "الإسرائيلي" ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين العزّل في الثلاثين من آذار 1976.
منذ ذلك اليوم يحيي الفلسطينيون "يوم الأرض" زارعين أشجار الزيتون في كل بقعة مهما صغرت من أرض فلسطين، متحدّين جبروت الجيش الغاصب، كما يقومون بنشاطات مختلفة لها علاقة بالتراث الفلسطيني عارضين منتجاتهم الغذائية وأشغالهم اليدوية، مقيمين الاحتفالات والمهرجانات المؤكدة على فلسطينية الأرض منذ الأزل إلى الأبد.
مرت بالفلسطينيين أحداث جسيمة منذ أول "يوم أرض" أحيَوه، ومع ذلك لم يضعفوا ولم يقصروا في الإحياء، مع كل المحاذير الأمنية والإجراءات التعسفية "الإسرائيلية"، وأحيوه يوم كانت الدول العربية واقفةً إلى جانبهم، تؤيد حقهم في فلسطين كاملةٍ، وأحيوه يوم طالبت هذه الدول بفلسطين بحدود 1967، ويحيونه اليوم وقد تخلى معظم زعماء الدول العربية عنهم وعن فلسطين، مسارعين إلى كسب ود المحتلّ "الإسرائيلي"، بل ومدافعين عن حقه في أن تكون لديه دولة على أرض فلسطين.
يوماً بعد يوماً يشتد الحصار على الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة، ويحاصَر في غزة من قبَل العدو والشقيق، ويشتد عليه الحصار السياسيّ والعسكريّ، في محاولة خاسرة حتماً، لثني هذا الشعب عن المقاومة، وعن المطالبة حتى بآخر ذرة من تراب أرضه، لكن في المقابل، يوماً بعد يوم، يزيد تشبث هذا الشعب بفلسطينه، كل فلسطينه، كما يتشبث بسكينه وبندقيته، بانتظار يوم قادم، في القريب قادم، سيكون اسمه: "يوم تحرير الأرض".
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024