نقاط على الحروف
عن جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم
حسن نعيم
شهدت العاصمة اللبنانية - بيروت مؤخراً إطلاق الدورة الثانية لفعالية توزيع جوائز مسابقة سليماني العالمية للأدب المقاوم في مجالات الشعر والقصة القصيرة والرواية والسيناريو. وقد برز في الدورة الثانية تزايد أعداد المشاركات مقارنة مع العام الماضي أضعاف المرّات لتصل إلى المئات من مختلف الأقطار العربية. هذا التفاعل والتزايد في الاهتمام والمشاركة من قبل الأدباء والكتاب العرب إنما يعكس ترسخ فكرة المقاومة وتجذرها في الوجدان العربي اذا انطلقنا من فكرة أن الأدب يعكس النظرة الحسية والوجدانية للعالم.
تشق الجائزة طريقها بقوة لتنضم إلى مجموعة المسابقات العربية والخليجية كجائزة كتارا للرواية العربية وجائزة الشيخ زايد وجائزة نجيب محفوظ وجائزة الطيب صالح العالمية وجائزة آسيا جبار وغيرها من الجوائز العربية التي ساهمت في إثراء الحياة الثقافية والأدبية وأوصلت الأعمال الفائزة إلى قرّاء أكثر وحفّزت القرّاء على اقتناء هذه الأعمال وقراءتها، كما أثرت بشكل إيجابي على المنتج الأدبي كمًّا ونوعًا لا سيّما بعد ترجمتها إلى لغات أجنبية عدة الأمر الذي ساهم في إحداث حراك إيجابي في الساحة الثقافية العربية.
الخصوصية التي تتميز بها جائزة سليماني أنها أدخلت الأدب المقاوم كتلوين أساسي من تلوينات الفنون الأدبية، فكما هو واضح، يتخذ الصراع مع القوى الاستعمارية أشكالًا وصورًا عدّة، وما عاد يقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية. وبات الميدان الثقافي جنبًا إلى جنب مع بقية ساحات المواجهة الاستراتيجية الكبرى تمامًا كما الساحة الإعلامية التي تحمل مسؤوليتها وسائل إعلام المقاومة. هنا تأتي جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم لتدخل هذه المواجهة الكونية من البوابة الثقافية باسم الشهيد القائد قاسم سليماني لتبرز ملامحه السيمولوجية كأيقونة ثورية عالمية شاملة تنزع إلى قيم الحق والخير والجمال وترفض الإذعان إلى قيم الهيمنة والاستعلاء والاستغلال ونهب خيرات الشعوب.
بهذا المعنى تغدو شخصية القائد سليماني حيّة بامتياز مع تنوع مجالات الإبداع الإنساني وبينها المجال الثقافي والأدبي. وما المشاركة الغزيرة بمئات النصوص الأدبية والشعرية هذا العام إلا دليل على هذا المنحى التصاعدي الذي تخطته مسيرة هذه الجائزة العالمية.
شخصية سليماني الاحيائية هنا هي منبع للإلهام والاقتداء، تشهد على ذلك آخر دفعة خرجتها التعبئة العسكرية في حزب الله هذا العام والتي ضمت قرابة عشرة آلاف مجاهد تحت عنوان "أنا قاسم" وهذا ما سيجد تعبيراته الفنية في أعمال قادمة تتسابق للفوز بالجائزة في فعاليتها الآتية.
قاسم سليمانيجمعية أسفار للثقافة والفنون والإعلام
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024