ملكُ الإجرام.. كفّاه تقطران دمًا

محمد باقر ياسين

تطوي اليوم الثورة البحرينية عامها الثاني عشر. انطلقت الثورة السلمية يوم 14 (فبراير شباط) لعام 2011، والى اليوم تستمر بالعزم والثقة نفسها والأمل بالوصول إلى الهدف المنشود، ألا وهو الحرية والعيش بكرامة. لكن إلى يومنا هذا يجثم على صدور البحرينيين ملكٌ مجرمٌ كفاه تقطران من دماء البحرينيين، رغم ذلك، يروج لنفسه على أنه "ملك الإنسانية"، فلنرَ ما هي الإنسانية التي يمتلكها حمد بن عيسى آل خليفة.

يروج إعلام البلاط الملكي في البحرين في هذه الآونة، أن ملكهم هو "ملك الإنسانية"، من بوابات المساعدات للمتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا مؤخراً، وبهذا الصدد، نشرت صحيفة التطبيل للسلطة "صحيفة الوطن" مقالاً تحت عنوان "إنسانية العالم عندما تتجسد في ملك الإنسانية" كتبت فيه "لم تكد تمضي ساعات على وقوع الزلزال الأول الذي ضرب سوريا وتركيا، وأوقع الآلاف من القتلى والمصابين والمشردين؛ حتى صدرت التوجيهات الملكية السامية للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بسرعة تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة للضحايا. أمر ليس بالمستغرب على ملك الإنسانية ورمزها الأول، جلالة الملك المعظم، فالتاريخ الحاضر كان دائماً مليئاً بالمبادرات الإنسانية الرائدة لجلالته، حيث امتدت يد البحرين إلى كل الأشقاء والأصدقاء في كل أصقاع الأرض، حاملة رسالة البحرين الإنسانية، وواحدة من أهم قيمها أننا جميعاً شركاء على هذه الأرض".

نعم إنه ملك الإنسانية، ويشهد على ذلك قتله للمتظاهرين السلميين النائمين في دوار اللؤلؤة مستخدماً قواته المسلحة من المجنسين، وكذلك جلبه لقوات درع الجزيرة كقوة لضمان البقاء في عرشه، وما ارتكبته هذه القوات من جرائم قتل وفض اعتصامات بالقوة، بالإضافة إلى اعتقال الناشطين السياسيين والحقوقيين، ونفي بعضهم وسحب الجنسية من آخرين.

تتلخص إنسانية ملك الإجرام، بما يلي:

- قتله لمئة وتسعة وتسعين (199) شهيداً خلال حملاته القمعية الإجرامية، وهؤلاء الشهداء هم 132 رجلاً (من بينهم شبان أصيبوا إصابات فظيعة كالشهيد أحمد فرحان الذي أصيب برأسه بطلق مباشر من سلاح الشوزن)، و29 شهيدة من بينهم الشهيدة بهية العرادي (لتعرضها لإطلاق نار على الجزء الخلفي من رأسها)، 20 جنيناً ومنهم  فدك مشيمع (ولدت ميتة بعد حزن والدتها على استشهاد ابنها علي مشيمع)، و8 شهداء أجانب.

- استمرار اعتقال الثوار المطالبين بحقوقهم السياسية، حيث اعتقلت اليوم قوات النظام البحريني ثلاثة شبان من منطقة المرخ وضمتهم إلى لائحة المعتقلين السياسيين الذين فاق عددهم الألف، أبرزهم الشيخ علي سلمان (زعيم المعارضة والأمين العام لجمعية الوفاق)، والذي اتهم بتهم تعسفية وباطلة وليس لها أي مرتكز قانوني، بل ترتكز على الأحقاد والضغائن وتهدف بشكل أساسي للقضاء على نبض الثورة.

- ومن أكبر المظالم التي يرتكبها الحاكم انتزاع الجنسية من أفراد شعبه، وهذا ما حصل مع أكثر من ألف بحريني نزعت منهم جنسيتهم، وأهمهم القامة الوطنية الكبيرة ومن واضعي الدستور البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم، الذي اقتحم داره عنوةً وأخذ غصباً من قريته الدراز وبعدها رُحِّل عن البحرين وما زال مبعداً قسرياً عنها ليومنا هذا.

- الضغط على الجمعيات الوطنية المعارضة التي تتعاطى السياسية تمهيداً إلى حلها، وقد حل هذه الجمعيات وعلى رأسها جمعية الوفاق الوطني التي أمر القضاء البحريني بحلها وتصفية أموالها لصالح خزينة الدولة، وفق قرار قضائي صدر عالم 2016. وبهذا الإجراء تم عزل 90 ألف عضوٍ منتمٍ لهذه الجمعيات عن المشهد الوطني في البلاد.

- بإجراء تعسفي من قبل الملك، أمر بشطب كل من قاطع الانتخابات النيابية عام 2018 من القوائم الانتخابية للانتخابات النيابية التي أجريت عام 2022، وبهذا الإجراء حرم الآلاف من البحرينيين من حقهم في التعبير عن رأيهم.

- وقف صدور وتداول صحف بحرينية معارضة، على غرار صحيفة "الوسط" المستقلة، التي أعلنت الحكومة البحرينية عن وقف صدورها حتى إشعار آخر.

- الأحكام الجائرة بحق بعض المعارضين التي وصلت إلى حد الإعدام، مستندةً إلى اعترافات انتزعت بالإكراه تحت التعذيب.

بناءً على ما تقدم، ليس ملك البحرين سوى مجرم وقاتل لشعبه، تلطخت كفاه بدماء البحرينيين السلميين، ولن تُمسح الدماء عنهما مهما حاولت أبواقه تلميعهما لإظهاره حملاً وديعاً و"ملكاً للإنسانية"، فهو سيبقى بعيون البحرينيين مجرماً سفك دماء أبنائهم وشرّد عائلاتهم، وظلم شبابهم وأعدمهم ظلماً وعدواناً.

جمعية الوفاق البحرينيةالثورة البحرينيةالمعارضة البحرينية

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف