ابناؤك الاشداء

نقاط على الحروف

اتفاقيات اقتصادية تكرس التحالف الاستراتيجي بين طهران ودمشق
06/05/2023

اتفاقيات اقتصادية تكرس التحالف الاستراتيجي بين طهران ودمشق

دمشق - علي حسن

غنية هي الحصيلة الإقتصادية التي كرستها الزيارة التاريخية للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي إلى سورية فالزيارة بالإضافة إلى مضمونها السياسي والاستراتيجي العميق الذي ثبت حقيقة تجذر العلاقات بين دمشق وطهران فإنها في نفس الوقت اثمرت عن توقيع اتفاقيات اقتصادية سيكون من شانها  الانتقال بالعلاقة بين البلدين من مستوى الشراكة السياسية والعسكرية إلى مستويات جديدة يلعب فيها الاقتصاد دورا كبيرا

خطة تعاون شاملة وطويلة الأمد

وحول فحوى الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وتأثيرها على اقتصاد كل منهما قال الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف أن أهمية هذه الاتفاقيات تظهر جليا من خلال ضخامة الوفد الوزاري المرافق للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي والذي ضم وزراء الخارجية والدفاع ووزير الطرق وبناء المدن ووزيري النفط والمواصلات كما أن هذه الاتفاقيات شملت جميع النواحي الإقتصادية تقريبأ الزراعة والطاقة والنفط والسياحة الدينية والاتصالات وانشاء مصرف مشترك بين البلدين يتم فيه التعامل بالعملة المحلية لكل منهما بالإضافة إلى الصناعات الدوائية والفوسفات والنقل البري والبحري.

واوضح الخبير الاقتصادي أن الجمهورية الإسلامية التي خبرت التعامل مع العقوبات الإقتصادية واجترحت دائما الحلول المناسبة للتغلب عليها لديها الكثير من الخبرة والامكانات التي من الممكن أن تقدمها لسورية من أجل إعادة الحياة إلى عجلة اقتصادها الذي عانى كثيرا أثناء الحرب.

وحول أسباب ضعف التبادل التجاري بين البلدين رغم متانة علاقتهما الاستراتيجية قال الدكتور عمار إن هذا الأمر عائد إلى الدمار الشديد الذي لحق بالاقتصاد السوري فالتبادل التجاري يكون من الجانبين وسورية أثناء الحرب لم يكن لديها الكثير من المنتجات التي تفيض عن حاجتها لتقوم بتصديرها .

وعن تأخر توقيع هذه الاتفاقيات ميز الخبير الاقتصادي بين التعاون الاقتصادي أثناء الحرب والتعاون في فترة إعادة البناء مؤكدا أن الفارق بينهما كبير جدا فالجهود الايرانية المبذولة لدعم سورية أثناء الحرب كانت جهودا اسعافية الغاية منها دعم الاقتصاد السوري في الثبات أمام الحرب التي تشن عليه أما مرحلة إعادة الاعمار فهي مختلفة تماما من حيث الاولويات والامكانات ولو أن البلدين وقعا هذه الاتفاقيات أثناء الحرب لظلت شكلية ودون محتوى حقيقي حتى يومنا الحالي وأضاف الخبير الاقتصادي أن هذه الاتفاقيات لم يتم ابرامها بين ليلة وضحاها بل تم التحضير لها جيدا عبر جولات من الاجتماعات المشتركه بين أعضاء اللجنة السورية الايرانية  والتي استمرت لشهور عده ميديا تفاؤله في تأثير هذا التعاون على اقتصاد البلدين ونتائجه الإيجابية التي ستظهر تباعا.

رسالة واضحة لكل المراهنين على تخريب العلاقة بين البلدين

وحول مضمون الزيارة ونتائجها قال الكاتب السياسي خالد عامر إن الزيارة ومانتج عنها من تفاهمات هي رد واضح على كل الجهود الاقليمية والدولية لتخريب العلاقات بين البلدين خاصة وانها جاءت بعد اجتماع عمان حول إعادة سورية إلى الجامعة العربية وكثرة اللغط الذي ساد عن اشتراط بعض الدول العربية قطع سورية لعلاقاتها مع ايران مقابل اعادتها إلى الجامعة.

واوضح عامر أن سورية لم تفاوض على هذا الأمر في ذروة الحرب التي شنت ضدها فكيف تقبل اليوم بعد الانتصارات التي حققتها مع حلفائها على الجماعات التكفيرية والدول التي وقفت خلفهم.

المتغيرات الدولية اثرت على مواقف بعض الدول العربية
 
وفي السياق ذاته قال الكاتب السياسي أن صعود قوى دولية وزيادة نفوذها على حساب الهيمنة الأمريكية فرضت على بعض الدول العربية التي تدور في الفلك الأمريكي أن تعيد حساباتها  وأن تقبل بالدور الصيني الذي اعاد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وساهمت بالتالي في التخفيف من الضغوط الخليجية على سورية بشأن علاقتها بايران.

ورأى عامر أن العلاقة السورية الايرانية هي نموذج فريد للعلاقات القائمة على الوفاء والثقة المتبادلة التي صمدت أمام جميع العواصف التي حاولت الاطاحة بها واثمرت نصرا عبر عنه السفير الايراني في دمشق حسين أكبري في تغريدة على تويتر بالقول زيارة الرئيس رئيسي إلى دمشق  هي احتفال بانتصار المقاومة ودلالة على السياسة المبدئية لايران في دعم الحكومة والشعب السوري نحن وقفنا في الجانب الصحيح من التاريخ وانتصرنا معا.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف