نقاط على الحروف
شبح حزب الله يلاحق "إسرائيل" في جنين
خليل نصر الله
كمين محكم نفذته المقاومة الفلسطينية في جنين. مجاهدون ينتشرون في المكان، وآخرون زرعوا عبوات في طرق محتملة لمرور آليات العدو التي تتوجه نحو جنين.
وما إن وصلت ارتال جيش العدو، تتقدمها وحدات المستعربين، حتى وقع المحذور.
مقاومون يفتحون النار بكثافة اتجاه القوة الإسرائيلية المقتحمة، فيما كُشف أمر المستعربين وباتوا عراة من دون دعم الجيش، قبل أن تستهدف العبوات عددًا من الآليات.
كل شيء كان مرتبًا. الحديث عن فشل استخباري إسرائيلي كنا نراه في أم العين من خلال مجريات نهار يوم الاثنين، وكشف المقاومين للقوات الإسرائيلية وتحضير مسرح موقعة جنين، سبقه ربما علم مسبق لقدوم الاسرائيليين، وعليه رتب كل تفصيل.
يجمع معلقون عسكريون على حرفية ودقة في التخطيط والتنفيذ وتحقيق جدوى الكيمن، وإيصال الرسائل العسكرية والسياسية في آن، وكذلك ارتقاء عمل المقاومة إلى مستويات عالية، وربما هو ما قصده الجيش الإسرائيلي بحديثه عن تغير قواعد اللعبة.
أمام كل ما جرى، حضر حزب الله على لسان أكثر من معلق ووسيلة إعلامية إسرائيلية، منهم من قال إن الضفة "تتلبنن" أي أن ما جرى يذكرهم بكمائن للمقاومة في لبنان، ومنهم من عبر صراحة عن لمسات حزب الله فيما جرى، فيما أشار آخرون إلى الدعم المفتوح للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة الذي تقف خلفه بشكل رئيسي إيران.
شكل العبوة أو العبوات وفعاليتها، بدوره، كان ينظر لها من خلال العبوات الناسفة التي كانت تلاحق جيش العدو الإسرائيلي وعملاءه في لبنان قبل التحرير، وبعده في مزارع شبعا، وهو ما يربط الاسرائيليون من خلاله بين المقاومة في الضفة وغزة ولبنان.
بغض النظر عن روايات العدو وتكهناته، لكن استحضار حزب الله وطرق عمله العسكرية وفعاليتها، هو مؤشر على ما بدأ يواجهه جيش العدو في الضفة، هم يعنون بوضوح أن مجموعات المقاومة المنظمة التابعة لسرايا القدس تحديدًا طورت من أدائها، وباتت تخوض حرب أدمغة، وهو ما يعني أن هناك أرضية تنظيمية بلغت مستويات متقدمة تدير تلك العمليات، تخطيطًا وتجهيزًا.
حقيقة، إن إعلام العدو عبّر بالأمس في كثير من النقاط عما يدور في تفكير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي بات التحدي الأمني في الضفة الغربية على سلم أولوياتها، لخطورته، حسب ما هم يعبرون، وعليه إن صورة قتال حزب الله في جنوب لبنان حضرت أمامهم في جنين، وهي صورة تعني أن ثمة مأزقًا أمنيًا قد يصعب علاجه، وأن عمل المقاومة الفلسطينية آخذ بالتطور والتقدم.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024