نقاط على الحروف
"الرضوان" تباغت "غولاني"
فيصل الأشمر
في شهر أيار من العام الحالي كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن تنفيذ "لواء غولاني" أحد السيناريوهات الجديدة التي لم يواجهها الجيش الإسرائيلي، وهو سيناريو القتال لساعات عدة ضد قوة من المقاومة الإسلامية، ومنعها من محاولة احتلال منطقة مفتوحة أو مأهولة داخل فلسطين المحتلة بالقرب من الحدود.
أضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الحديث يدور في الحقيقة عن الضربة الأولى لحزب الله في الحرب القادمة والتي ستقودها قوات النخبة من وحدة الرضوان.
وفق الصحيفة، كان على مقاتلي "غولاني" تحديد مكان مسلحي حزب الله الذين عبروا الحدود وتمركزوا في عدد من نقاط القيادة في الجليل بقوات مداهمة. وبعد هذا التحديد كان على جنود اللواء وقف تدفق عناصر حزب الله في العمق و”تدمير العدو”، ثم انتقل الجنود إلى مرحلة التدرب على السيطرة على المنطقة حتى الأراضي اللبنانية وعبور الحدود شمالًا.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير شارك في التدريب: “هذا سيناريو صعب التدرب عليه وتنفيذه، ويعتمد كثيرًا على الصورة الاستخباراتية التي ستكون لدينا”.
كما جرى التدرب على مهام القنص من مسافات بعيدة وبطلقة واحدة في محاولة لإصابة الهدف من المحاولة الأولى وعن مسافة نحو 880 مترًا.
وقد استُعمل في مناورة "لواء غولاني" أسلحة ووسائل قتالية متنوعة، كقاذفات الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات من دون طيار.
ماذا كانت نتيجة المناورة؟ يقول أحد الضباط المشاركين فيها: “لقد تمكّنّا من تحديد موقع 85% من "الإرهابيين" في التمرين، لكن 15% لا يزالون يفاجئوننا. هذا إنجاز، لكننا بحاجة إلى الاستفادة بشكل أفضل من قدرات جمع المعلومات الاستخبارية لدينا”.
يعدّ "لواء غولاني" أحد أقدم وأهم وأكبر ألوية النخبة في جيش العدو، وهو معروف باسم "لواء الشعب"، وهو اللواء الوحيد الذي يميّزه جيش الاحتلال بميزات متنوعة منها استعماله بعض أنواع الآليات والأسلحة التي لا يستعملها غيره من الألوية. وهو يتألف من كتائب عدة، ويضم سرية الاستطلاع "إيغوز".
شارك "لواء غولاني" منذ العام 1948 في الحروب التي وقعت بين الكيان الصهيوني والجيوش العربية وكان شعاره "الانتصارات في الحروب لا تتحقق بكثرة العدد". وكان اللواء رأس حربة جنود الاحتلال الإسرائيلي في اجتياح لبنان في العام 1982.
وفي حرب تموز 2006، تلقى "لواء غولاني" وسريته "إيغوز" ضربات شديدة من المقاومين لا سيما في قرية الطيبة ومدينة بنت جبيل التي سقط للواء فيها باعترافه خمسة عشر قتيلًا.
يوم أمس، أي بعد مرور نحو شهرين على مناورة "لواء غولاني" لمواجهة قوة الرضوان، عرضت قناة المنار شريط فيديو لسيناريو عملية اقتحام قوات الرضوان لأحد مواقع "لواء غولاني"، وقد حمل الفيديو الكثير من الإشارات والرسائل التي لا شكّ أن العدو ما زال يدرسها منذ يوم أمس، بدايةً من النفق الذي استعمله مجاهدو الرضوان، والمجهّز بشكل جيد حتى بوسائل الإضاءة التي تعمل على الحسّاسات، والقريب من حدود فلسطين المحتلة، ثم النفق الآخر الذي انطلق منه المجاهدون مستعملين مركبة عسكرية صغيرة شاهدنا رجال المقاومة يستعملونها في سوريا، والتي يمكن تجهيزها برشاشات الدوشكا و12.7 وغيرهما، وخلال ذلك كان هناك تمهيد بالقدرات النارية المختلفة واستعمال صاروخي مالوكا وفاغوت بالإضافة إلى سلاح القناصة، الذي أعمى بصر العدو بعد استهداف كاميرات الموقع المعادي هذا بالإضافة إلى استعمال الطائرة من دون طيار.
ثم تولت مجموعة من المجاهدين عملية الانقضاض والتقدم نحو السياج الذي يحول دون الوصول إلى موقع "غولاني"، واجتازه المجاهدون، الذين تدرب لواء "غولاني" على منعهم من العبور إلى داخل فلسطين المحتلة ولسان حالهم "لقد عبرنا"، مزيلين راية "لواء غولاني" رافعين راية حزب الله.
ويدوس المجاهدون راية "غولاني" مقتحمين متاريس الموقع ونشاهد على أحد الجدران صورة مجاهد من قوة الرضوان، لنعود ونشاهده واقفًا بلحمة ودمه وجبروته عند باب الغرفة، وينتهي الفيديو بدخول سيارة مفخخة تدمر الموقع بعد انسحاب المقاومين، في إشارة إلى أن لا عودة لهم إلى أرضنا.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024