نقاط على الحروف
واشنطن تسعى لاستنزاف مفتوح شمال غرب سوريا.. هل تغير دمشق استراتيجيتها؟
خليل نصر الله
عام ٢٠٢١، رتبت الإستخبارات البريطانية العلاقة بين الأمريكيين و"هيئة تحرير الشام" الإرهابية. كان الهدف تأمين غطاء للهيئة، وتحريرها بما يلزم من الحضن التركي ومن خلفه القطري، واستخدامها كورقة في الجانبين العسكري والسياسي.
مجريات الأحداث، إن في شكل تريتب ابو محمد الجولاني البيت الداخلي ومأسسة الهيئة أكثر فأكثر في مختلف الجوانب، أو من خلال الضربات التي تنفذ بين الحين والآخر، كانت تدل على هندسة خارجية لواشنطن لها ذراع طويلة فيها.
ينظر الأمريكيون إلى جبهة شمال غرب سوريا، تحديدًا إدلب حتى أطراف ريف حلب الشمالي، كحاجة تعزز وتثبت وجودهم شمال شرق البلاد. وسياسيًا، إمكانية المشاغبة عبر الجبهة في أي لقاءات تهدف إلى الحل السياسي أمر ممكن بمنظورهم، ويرون فيها ورقة مساومة كبيرة في مواجهة دمشق.
في المرحلة الماضية، وبعد فاجعة الزلزال بشهرين، ومن خلال إشعال الجبهات في غرب وجنوب ادلب وشمال اللاذقية، وريف حلب الجنوبي، تزامنًا مع بوادر تطورات جنوب البلاد وشمال شرقها، كان واضحًا التوجيه الأمريكي للنصرة.
شكل التصعيد تمثل باعتداءات بواسطة مسيّرات اتجاه قرى آمنة في ريف حماة الشمالي، وقصف مدفعي لمواقع الجيش، وتنفيذ عمليات انغماسية في أكثر من مكان عند خطوط التماس أوقعت خسائر في صفوف الجيش.
ردُّ الجيش السوري وحلفائه كان ولا يزال يتمثل باستهدافات مدفعية وصاروخية مكثفة وضربات جوية في عمق المحافظة المحتلة، وبعض الضربات الأمنية. والهدف لجم "النصرة" عن تغيير قواعد اللعبة لصالحها من جهة، ومن جهة أخرى توجيه رسائل للأمريكيين مفادها أن إشعال الجبهات لن يغير في واقع الأولويات بالنسبة لدمشق، أو يلهي عن الشرق تحديدًا.
ما يُستَنتَج أن واشنطن حركت "النصرة" بشكل إشغالي للأهداف التي ذكرناها، وأنها لا تريد معركة واسعة تعلم مسبقًا أنها لن تكون إلا في صالح الجيش السوري وحلفائه.
ما ساعد الأمريكيين في ذلك هو يقينهم بأن دمشق وحلفاءها ليسوا بوارد الذهاب نحو عملية واسعة، لاعتبارات تتعلق بالدرجة الأولى بالوساطة الروسية - الايرانية بين دمشق وأنقرة، لكن هل يبقى هذا الاعتبار لوقت طويل؟
وفق بعض المؤشرات يمكن كسر القاعدة بما لا يؤثر على أي مسارات تفاوضية ويراعي مصالح كافة الحلفاء عبر عمل عسكري محدود ربما في جنوب إدلب، وظروف عمل من هذا النوع مهيأة خصوصًا فيما يتعلق بطريق إم 4 الذي لم تف أنقرة بالتزماتها المتفق عليها حوله في مارس عام 2020.
وعليه، يمكن القول إن عملًا عسكريًا محدودًا قد يقع في أي وقت، ما لم تتوقف المشاغبة الأمريكية عبر مجموعات الإرهاب الذي ترعاه في إدلب.
جبهة النصرةالقواعد الأميركية في سوريا
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024