نقاط على الحروف
الصوت اليهودي المعادي لـ"إسرائيل" يرتفع: أوقفوا الحرب
بتول الزناتي
احتشد الآلاف من أعضاء منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" (JVP) في المحطة المركزية الكبرى في مدينة نيويورك مساء الجمعة 28 أكتوبر استنكارًا للانتهاكات الإسرائيلية والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. وقالت المنظمة "نرفض السماح بتنفيذ الإبادة الجماعية بأسمائنا". وارتدى المتظاهرون قمصانا مكتوبا عليها "وقف إطلاق النار الآن" و"ليس باسمنا".
تجدر الإشارة الى أن هذا التحرّك ليس الأول الذي تنفذه المنظمة وسبقه تحرّك في العاصمة واشنطن أمام مبنى الكابيتول وكذلك داخل المبنى، حيث دخل مائة متظاهر على الأقل مبنى تابعا للكونغرس لمطالبة النواب وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بالضغط للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأيضًا وقفات احتجاجية أمام البيت الأبيض ضمت مئات المتظاهرين لحث إدارة بايدن على الضغط على "إسرائيل" لإسقاط خططها لغزو عسكري بري لغزة والإعلان بدلا من ذلك عن وقف فوري لإطلاق النار.
عن المنظمة
تأسست المنظمة في الولايات المتحدة في العام 1996 من قبل نشطاء مناهضين للكيان الاسرائيلي، بما في ذلك الكاتب والمؤلف الأميركي توني كوشنر، والفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي.
صنفت المنظمة توجهها باليهودي اليساري، وأوضحت أنها تناضل من أجل تحرير جميع الناس ووقف الظلم. وعبرت المنظمة بوضوح عن رفضها لجدار الفصل العنصري على الأرض الفلسطينية التي وصفتها بـ"الحرة"، وكذلك عن اعتقال الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وتدعم المنظمة عودة اللاجئين الفلسطينيين، ولم شملهم مع عائلاتهم ومجتمعاتهم، منتقدة سياسات الحركة الصهيونية لمحو تاريخ الشتات اليهودي ولغاته وتقاليده. وتضيف: "لدينا آلاف السنين من التاريخ اليهودي حيث لم تكن تقاليدنا ومجتمعاتنا مرتبطة بدعم حكومة الفصل العنصري.
منظمات ومجموعات يهودية معارضة لوجود الكيان
العدوان الإسرائيلي المتكرر على الفلسطينيين وجرائمه ضد الإنسانية تمخض عنها نقلة نوعية وغير مسبوقة في أوساط اليهود في أميركا وأوروبا نحو مناهضة الممارسات والسياسات الإسرائيلية. وعملت مجموعات قادرة على الضغط والتعبئة من أجل تطبيق العدالة في فلسطين و"إسرائيل".
بالإضافة إلى منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، هناك مجموعة "على اليهود قول كلمة لا"! ومجموعة "يهود من أجل حق العودة للفلسطينيين"، و"شبكة اليهود العالمية المعادية للصهيونية" وكلها رافضة لممارسات العدو الصهيوني في فلسطين.
اليهودية الدينية والصهيونية السياسية
هيرتزل هو أبو الحركة الصهيونية وصاحب مشروع الدولة اليهودية التي تحدث عنها بإسهاب في كتاب أصدره عام 1896 وحمل عنوان "الدولة اليهودية" تمحورت أفكاره حول تهجير اليهود إلى فلسطين. وبعد الكثير من المفاوضات وصدور وعد بلفور في نوفمبر 1917 والكثير من المكاسب السياسية المتتالية، كانت المنظمات الصهيونية تُنظم الهجرة إلى فلسطين لتدارك التخلف الديمغرافي مقابل الفلسطينيين، لكن الحركة الصهيونية واجهت تحديا آخر هو الرفض داخل المجتمع اليهودي نفسه، إذ كانت فئات واسعة من هذا المجتمع غير مقتنعة بفكرة الدولة. وبعد قيام الكيان في 1948 بدأت تتجلى الصهيونية المتطرفة التي تطالب بإقامة دولة تجمع اليهود على أنقاض دولة فلسطين وطرد العرب منها وإقامة دولة يهودية خالصة.
بالمقابل ظهرت الكثير من الجماعات اليهودية من بينها "ناطوري كارتا" (Neturei Karta) تعني بالآرامية "حارس المدينة"، تؤكد على إنكار حق "إسرائيل" بدولة قومية يهودية، كما رفضت الجماعة اعتبار الصهيونية الوكيل المزعوم لمصالح اليهود حول العالم. مؤكدة أن ممارسات "إسرائيل" بحق الفلسطينيين مستهجنة في الديانة اليهودية التي تنص على تحريم القتل والظلم.
تنطلق جماعة "ناطوري كارتا" في كل مشاركاتها وأنشطتها الإقليمية من شعار "اليهودية لا تساوي الصهيونية". وتؤكد أن دعم الشخص اليهودي للصهيونية يجرده من يهوديته، وتستمر في مواقفها الحادة ضد الصهيونية والدولة التي خلفتها على أرض فلسطين. ومنذ تأسيسها تعرض الكثير من أعضائها للاغتيال من بينهم المبعوث "يعقوب داهان" في القدس في العام 1924، بعد أن أجرت الحركات المناهضة للصهيونية اتصالات مع عدد من الزعماء والسياسيين لدولة بريطانيا العظمى، للضغط بهدف إلغاء وعد بلفور.
وأخيرًا تجدر الإشارة إلى أن "إسرائيل" تصنّف في كثير من أرجاء العالم، كيانًا عنصريًا ليس لمواقفه من العرب، وإنما لتمييزه بين اليهود أنفسهم، ومن أمثلة ذلك تهميش يهود الفلاشا الأحباش ويهود المشرق والمغرب الإسلامي.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024