نقاط على الحروف
اليوم الدوليّ للتضامن مع فلسطين.. مزنّر بالدم وأكثر من عشرين ألف شهيد
ليلى عماشا
اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في العام ١٩٧٧، تاريخ ٢٩ تشرين الثاني/نوڤمبر يومًا دوليًّا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو التاريخ نفسه الذي صدر فيه عن الجمعية نفسها قرار تقسيم فلسطين العام ١٩٤٧. بكلام آخر، تحتفي الجمعية العامة للأمم المتحدة بذكرى قرارها الجائر بحق الفلسطينيين عبر إعلانها يومًا دوليًا للتضامن مع الفلسطينيين.. ويذكّر الأمر بمقولة "قتل القتيل ومشى في جنازته" أو دعا للتضامن معه!
سُلبت أرض فلسطين بالقرارات الدولية، هُجّر شعب فلسطين إلى الشتات بحمى القرارت الدولية، ارتكبت بحقّه أفظع المجازر أمام أعين القرارات الدولية، ثمّ يأتي من يخبرنا مثلًا بضرورة الخضوع للقرارات الدولية ويبشّرنا بقدرتها على صون الأرض وحماية أهلها! ولا نعود ندري أيّهما أشدّ وقاحة.. الذين يتخذون هذه القرارات التي في أحسن الأحوال لا تعدو كونها حبرًا على ورق مرميّ أم الذين يدعون إلى أخدها على محمل الجد؟!
خبرتنا مع القرارات الدولية لا تدعو للتفاؤل عمومًا، وكذلك تلك التي مع المحافل الدولية التي لطالما تواطأت واشتركت في العدوان ضدّ أصحاب الحقّ لصالح الغرب وأدواته. وهو أمر طبيعي؛ فهذه المحافل هي مؤسّسات صنعها ويديرها هذا الغرب. لكن المستغرب دائمًا هو إصرار البعض على التعامي عن هذه الحقيقة الواضحة ومطالبتنا بالالتزام بالقرارات الدولية من طرف واحد، والاحتماء بها بالرغم من إدراكنا بكونها طرفًا معاديًا يدير العدوان علينا، يشرّعه ويختلق له مبرّرات وأعذارًا واهية حدّ الاستخفاف بالعقول.
بكل الأحوال، تم اعتماد ٢٩ نوڤمبر يومًا دوليًّا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وصار مناسبة للتذكير بالقضية الفلسطينية في كلّ العالم. وهو يتخذ في هذا العام، زخمًا مختلفًا بسبب العدوان الفظيع الذي شهده العالم وتظاهرتْ ضدّه مختلف شعوب الأرض، ولا سيّما في العواصم الأوروبية والأميركية.
وسوف تستمرّ الحملة المرتبطة به من ٢٥ تشرين الثاني/نوڤمبر إلى ٢ كانون الأول/ديسمبر، تحت شعار "أنا إنسان.. أنا أدعم غزّة"، في محاولة لتسليط الضوء على البعد الانساني والأخلاقي للتضامن مع شعب فلسطين الذي تعرّض في غزّة لجرائم إبادة واضحة لا يمكن تمويهها أو التخفيف من وقع وحشيّتها، في كلّ العيون التي رأتها. صحيح أنّ إمكان أن تنجح الشعوب المتضامنة بالضغط على حكامها لإيقاف دعم الصهيونية هي إمكان ضئيل، إلّا أنّها تبقى واردة على الأقل بمعيار فضح الحقائق، حيث لا يمتلك بعدها أحد في العالم حجّة عدم السماع بما يجري أو عدم إدراك حقيقته. فالحقيقة واضحة، ولا يستطيع أحد بعد الآن في العالم أن يدّعي عدم علمه بها.
حول العالم، طوال الثمانية والأربعين يومًا، بكت العيون أمام مشاهد القتل المتوحّش الذي مارسه العدو الصهيوني من دون اكتراث بأي قيمة إنسانية، فصار التضامن مع الفلسطينيين في غزّة معيارًا لإنسانية المرء قبل أي شيء. في هذا العام بالذات، يأتي اليوم الدوليّ للتضامن مع فلسطين مزنّرًا بالدم وبأكثر من عشرين ألف شهيد.. أكثر من عشرين ألف حياة إنسان فلسطيني، صاحب أرض وحقّ وإرادة..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024