معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

البغدادي والظهور الباهت في الشكل والمضمون
07/05/2019

البغدادي والظهور الباهت في الشكل والمضمون

محمد محمود مرتضى
رغم الرسائل الصوتية المتعددة التي نشرها اعلام "داعش" لزعيمه ابو بكر البغدادي، الا ان ما نشر مؤخرا بواسطة وكالة الفرقان للإعلام التابعة للتنظيم، بالصوت والصورة له هو الظهور الثاني بعد الظهور الاول في شهر تموز/ يوليو من العام 2014.

ففي الفيديو الذي حمل عنوان "في ضيافة أمير المؤمنين"، ظهر "أمير داعش" ايو بكر البغدادي مفترشاً الأرض، مكتسبا للوزن مقارنة بظهوره الاول، بلحية طويلة مخضبة بالحناء على الأطراف، واضعاً منديلاً أسودَ على رأسه، فيما خلفه سلاح آلي وهو يخاطب ثلاثة أشخاص أخفيت وجوههم، ليفتتح كلامه بان "معركة الباغوز انتهت".

تعددت المحاور التي تكلم عنها البغدادي، من سوريا الى العراق الى الاعتداءات التي استهدفت سريلانكا في عيد الفصح وتبناها التنظيم، ما يؤكد ان الفيديو حديث  التصوير.

على انه لا بد من الوقوف عند هذا الاصدار من ناحيتين: الشكل والمضمون.

1ـ في الشكل:
• سعى البغدادي للتماهي مع صورة ابن لادن المعتادة، ان لناحية الحناء، او لناحية وضع البندقية خلفه، او لناحية الكلام من جلوس.
• بدت الصورة ضعيفة لناحية جودتها مقارنة بما اعتاد نشره التنظيم في اصدارته.
• بدا الحضور باهتا اذا ما قورنت بما اعتاده التنظيم من ابراز "القوة" في نوعية اللباس والحضور.

2ـ في المضمون:
ـ أكد ظهور البغدادي أنه على قيد الحياة، ليدحض الدعاية التي تحدثت عن مقتله أو إصابته اصابة خطيرة.

ـ اعتراف البغدادي بهزيمة التنظيم في سوريا والعراق.

ـ محاولة احتواء الهزيمة في سوريا، فالبغدادي في بداية إصداره اعتبر أن "معركة الباغوز انتهت" وإن "الله أمرنا بالجهاد ولم يأمرنا بالنصر"، محاولا ربط الاعتداءات التي استهدفت سريلانكا في عيد الفصح عبر القول إنها جاءت "ثأرا" للباغوز.

ـ الاصرار على التعامل مع الجماعات المبايعة له من خلال ما سمي بالخلافة، ورغم اندثارها، فانه لا يزال يسميها "ولايات".

ـ حاول البغدادي تعويض الهزيمة في سوريا والعراق عن طريق الاعلان عن "جهاد" عابر للقارات بعد الاعلان عن "مباركته" للهجمات في سيريلانكا، حيث أصرّ البغدادي على أن "معركة الإسلام وأهله مع الصليب وأهله معركة طويلة، وأنه سيكون بعد هذه المعركة ما بعدها"، مشيراً إلى أن مقاتلي التنظيم الذي مني بهزائم عسكرية متتالية على مدى السنتين الماضيتين "سيأخذون بثأرهم".

ـ تأكيده أن الباغوز لن تكون النهاية  وأن الحرب لم تنته بعد، في محاولة لرفع معنويات مقاتليه.

ـ رغم انه اطلق عمليا العمليات في اسيا، فانه سعى للقول بانتقال المعركة الى أفريقيا ايضا، وذلك بعدما أكد أنه قَبِل بيعات جديدة، ومنها بوركينا فاسو ومالي، مشجعاً "الأمير أبو الوليد الصحراوي"، كما زعم أنه قَبِل بيعة جديدة بأفغانستان، مطلقا اسم الاستنزاف والمباغتة على الفترة المقبلة، وهي المعروفة بأدبيات التنظيم بالنكاية.

ومهما يكن من أمر، فمن الواضح ان كلمة البغدادي تؤذن بدخول التنظيم بمرحلة جديدة، كنت قد تكلمنا عنها في مقالات عدة سابقا تتركز حول العمل وفق استراتيجية الاذرع المتعددة، وان من أهم هذه الاذرع اسيا (وتشمل ايضا ما يسمى باقليم خراسان) وافريقيا.

انها رسالة واضحة في ان معركة جديدة سيسعى لاشعالها، وستكون النار، كما هي العادة، عنصرا اساسياً في عمليات الاستقطاب، بعد ان فقدت "الخلافة" جاذبيتها، وخسر التنظيم "وهجه"، الا أن رفع الصوت ومحاولة شد عصب الانصار، لم يخفيا ان هذه الاطلالة كانت باهتة في الشكل والمضمون.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف