معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

بانوراما 2023| حصاد تونس: أزمة سياسية واقتصادية وضغط خارجي
30/12/2023

بانوراما 2023| حصاد تونس: أزمة سياسية واقتصادية وضغط خارجي

تونس – عبير قاسم

يودع التونسيون سنة 2023 بكل ما حملته من أحداث هامة وأزمات سياسية ألقت بثقلها على الوضع العام في البلاد فلا يزال مشروع رئيس الجمهورية قيس سعيد هو سيد المشهد، وسيتواصل خلال العام الجديد. وشهدت سنة 2023 عودة الحياة البرلمانية إلى صدارة الأحداث مجددًا مع انطلاقة أولى جلسات البرلمان الحالي وانتخاب عميد المحامين السابق إبراهيم بودربالة رئيسًا له. فلأول مرة منذ تموز/ يوليو 2021 يفتح مقر مجلس نواب الشعب في باردو أبوابه لنوابه الجدد الذين تم انتخابهم بعد دورتين انتخابيتين، وذلك في آخر محطات المرحلة الاستثنائية وخارطة الطريق الرئاسية التي وضعها الرئيس التونسي قيس سعيد. وانتهت يوم 25 كانون الأول /ديسمبر الحالي بالانتخابات المحلية.

عودة العلاقات مع سوريا

كما شهدت السنة عودة العلاقات رسميًا بين سوريا وتونس، اذ أمر الرئيس التونسي قيس سعيّد بتعيين سفير لتونس في العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد قطيعة امتدت على مدى 10 سنوات. ولقيت الخطوة ترحيبًا داخليًا من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني وشرائح تونسية واسعة كانت دائمًا تنادي بعودة العلاقات كاملة مع سوريا إلى سابق عهدها. وتم تعيين سفير لسوريا في تونس ولاقى تعيينه ترحيبًا شعبيًا ورسميًا.

وشهدت تونس خلال هذا العام سلسلة من الفعاليات والأنشطة لمواجهة خطر التطبيع بمختلف أشكاله. وقد وقعت نخب سياسية وثقافية ونقابية وأكاديمية تونسية عريضة وطنية تحت عنوان "لا للتطبيع مع كيان الاحتلال تحت غطاء البحث الأكاديمي". ومنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى لم يهدأ الحراك التونسي الداعم للشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية ما جعل عددًا من المحامين التونسيين يتحركون من أجل محاكمة "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية.

تونس وصندوق النقد الدولي

وظل تعثر ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي هو سيد الموقف بسبب رفض تونس تنفيذ خطة الإصلاحات المتعلقة أساسًا بنظام الدعم الذي تستفيد منه العائلات الفقيرة ومتوسطة الدخل، بسبب مخاوف من "تهديد السلم الأهلي". لكن يبدو أن صندوق النقد الدولي قد يراجع حساباته بحسب العديد من الخبراء الاقتصاديين خلال السنة الجديدة مع تحسن المؤشرات الاقتصادية، ومع هذه القدرة على سداد أقساط القروض في الآجال المحددة.

كما كان لافتًا توقيع مذكرة الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بملف الهجرة غير النظامية. وهو ما مثل منعرجًا جديدًا بكل ما حمله من تأثيرات داخلية وخارجية. وقد أثارت مذكرة التفاهم آنذاك بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين الجانبين جدلًا واسعًا في تونس بين مؤيد ومعارض ومتوجس من تبعات وتداعيات هذا الاتفاق الذي يشمل عدة مجالات بينها تعزيز التجارة ومكافحة الهجرة غير النظامية.

أزمة سياسية بين المعارضين والداعمين لمشروع رئيس الجمهورية تضاف إليها أزمة اقتصادية وفقدان العديد من المواد الحياتية الأساسية وزيادة الضغط الخارجي على تونس كانت أبرز سمات العام الحالي. ويأمل التونسيون بأن يحل العام الجديد وأن يكون أقل تأزمًا وأن يحمل معه انفراجًا للأزمة التونسية على مختلف المستويات وانتصار غزة على المحتل الصهيوني.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل