معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون
16/05/2019

يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون

سعد حمية
مع ارتفاع وتيرة التوتر بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة الأميركية، والحديث عن تكهنات بأن العراق قد يكون احدى ساحة المواجهة بين الطرفين، بثت قناة "العربية" وتوأمها "العربية ـ الحدث" خبراً نقلته وسائل الاعلام اللبنانية!!، ويتحدث عن توجيه المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني بضرورة ابتعاد العراق عن الصراع الإيراني ـ الأميركي "واتخاذ سياسة النأي بالنفس امتثالاً لرغبة الشعب العراقي بعدم زجه في أي صراعات"!.

وقد أوردت "العربية" السعودية نقلاً عن مصدر سياسي (مجهول) مضمون رسالة المرجعية التي نقلها النائب السابق عبد الهادي الحكيم إلى الرئاسات الثلاث، لكن المفارقة أن الحكيم قال عبر صفحته على "فايس بوك"، إنه "خلافا لما تناقلته بعض القنوات الفضائية والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي أؤكد بأن زيارتي للرئاسات الثلاث قبل أيام كانت زيارة شخصية، ولم أكن احمل رسالة اليها من المرجعية العليا" مضيفاً: "اما زيارتي للمراجع العظام فكانت زيارة رمضانية صرفة ولم يكن لها علاقة بالشأن السياسي لا من قريب ولا من بعيد".

كما نفت مصادر مقربة من المرجعية الدينية العراقية في النجف لقناة "الميادين" ما أوردته بعض الفضائيات من كلام منسوب للمرجع السيستاني، وأكدت المصادر إنه لم يصدر أي موقف من المرجعية حول الأزمة بين إيران وأميركا!.

هذ الخبر، تلقفته صحيفة "النهار" العريقة، وبنت عليه تحليلا استراتيجياً عبر عن آماني كاتب المقال الذي حاول توظيف موقف المرجعية المنفي في سيمفونية "النأي بالنفس" اللبنانية ووصفه بـ"بعظيم الأهمية"، طبعاً لأنه صدر عن المرجع السيستاني وذهب إلى اعتبار موقف النجف "انتفاضة عربية شيعية هادئة على الهيمنة الإيرانية على العراق، مؤكداً أن هذا الموقف سيؤسس "مستقبلا لمشروع إعادة اللحمة الى العراق الممزق".

هذه عينة من باطل بُني على باطل وهو ليس موجوداً إلا في ذهن كاتب المقالة، فسياسة الأمنيات وإلباس الحق بالباطل وهم يعلمون هي ديدنهم، وما عاد للحياد،أو الإعتدال،أو الموضوعية وحتى التثبت من الموقف قبل بناء استنتاجات تخالف مقدماته هماً له، فهم كما بات واضحاً هم يلهثون وراء التحريض والتأليب بحق أو غير حق على حزب الله أو "الثنائية الشيعية" والحديث عن "التطرف" و"الاعتدال" "والحياد" و"الانحياز" وهم لم يكلوا يوماً عن ذرف الدموع على "اعلان بعبدا". هم بقايا "ثوار الارز" الذين يحلمون بـ "انتفاضة عربية ـ شيعية في لبنان تنهي عصر الهيمنة الإيرانية" لكن كاتب المقالة فاته أن السيد السيستاني يحمل الجنسية الايرانية ويقيم في العراق وذات يوم طلب مجلس محافظة النجف الاشرف من الجمعية الوطنية العراقية منحه ومراجع آخرين الجنسية العراقية !!!

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف