طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

هل تصلح استقالات مجلس الحرب ما أفسده نتنياهو؟
12/06/2024

هل تصلح استقالات مجلس الحرب ما أفسده نتنياهو؟

""إسرائيل" عالقة في كلّ الجبهات منذ ما يزيد عن ثمانية أشهر، وحكومة نتنياهو عديمة الفائدة"، هذا ما خلص إليه تقرير صهيوني ركز على أسباب انسحاب الوزيرين بيني غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب الإسرائيلي - رغم محورية دوريهما - ليتركا وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمفردهما للتعامل مع زعيمي "اليمين المتطرّف"، وزير ما يسمى بـ"الأمن القومي" إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ودعواتهما لتصعيد أكبر في غزّة وتوسيع نطاق الحرب في الشمال؟

لا مكاسب واضحة وملموسة حققها المجلس الصهيوني، والفشل هو السائد على كلّ الصعد عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وحتّى سياسيًّا، إذ تتسع دائرة الاحتجاجات والانقسامات الإسرائيلية، ومعها تكبر صحوة الضمير العالمي المنددة بجرائم حرب الإبادة الجماعية في غزّة.

الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب العسكري من غزّة قد يكون محل رفض كلّ الأطراف الإسرائيلية، رغم دعوة مجلس الأمن الدولي المتكرّرة لوقف فوري لإطلاق النار، لكن الوقف المؤقت للعمليات العسكرية لتجنيب أسرى جيش العدوّ القتل بالنيران الصديقة ما تزال محل جدل وخلاف شركاء الحرب. نتنياهو، لا يبدو في عجلة من أمره للعمل بهذا الرأي لأن من شأن ذلك أن يصعب تجنبه المحاسبة، وتحميله مسؤولية ما يعيشه الكيان من تخبط وأزمات شتّى نتيجة حماقته وسياسته الرعناء، والأولوية في اليوم التالي للحرب في أحسن الظروف لن تكون مستقبل قطاع غزّة والجهة التي يمكن أن تحكمه بقدر ما ستكون حل "الكنيست" والرهان على الانتخابات.

وفي هذا السياق، تقول استطلاعات الرأي الأخيرة وفق إعلام العدوّ إن ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون رحيل نتنياهو، إن لم يكن الآن فبعد الحرب مباشرة.

ما يزيد مستقبل نتنياهو غموضًا وضبابية، وما يعمق انقسامات المسؤولين الصهاينة أيضًا، هو تمرير "الكنيست" مشروع قانون يعفي اليهود الحريديم "المتدينين" من التجنيد في ظل رفض وزير الحرب "الإسرائيلي" يوآف غالانت القانون، وإعلانه أنه لن يؤيد المشروع دون اتفاق بين أقطاب الحكومة، وهو موقف قد يقود إلى انتخابات مبكرة وفق وزير الطاقة إيلي كوهين وبعض زعماء المعارضة، لا سيما أن المشروع يأتي في خضم القتال في غزّة وشمال فلسطين المحتلة.

"يديعوت أحرونوت" نقلت عن جنود في الاحتياط قولهم إنهم يشعرون "بالخيانة من حكومة نتنياهو التي تحشد من أجل بقائها السياسي بدل الحشد" لما أسموه الحرب الصعبة، واصفين "مشروع قانون إعفاء الحريديم من التجنيد بالفضيحة التي تزيد من القطيعة والعزلة بين من يتحمل العبء ومن يتهرب منه"، حسب تعبيرهم.

ولعدم القدرة على الحسم العسكري والفشل في تحقيق أي اختراق إن في الجنوب أو الشمال طيلة الأشهر الماضية، هذا دون النظر إلى التهديدات المتصاعدة ضدّ أمن الكيان واقتصاده المأزوم من الجبهات اليمنية والعراقية المساندة لغزّة، فإن انهيار المعبد على رأس نتنياهو وحكومته أمر محسوم، كذلك الاستقالات لا يمكنها أن تعفي شركاء الحرب والجرائم الدموية من مسؤولية الإخفاق. على أن الاستمرار في الحرب مشكلة لجميع الصهاينة والجنوح للتهدئة ووقف إطلاق النار مشكلة أيضًا ولا بد لأميركا في نهاية المطاف من شماعة لتعليق الأخطاء وتبرير الهزيمة.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف