نقاط على الحروف
اسحبوا الجنسية اللبنانية من أحمد عدنان السعودي
سعد حمية
أن تعارض حزب الله فهذا حتماً سيجعل منك "سوبر ستار" تلاحقه أضواء معظم وسائل الإعلام المنضوية في الماكينة الاعلامية الضخمة لشيطنته. وثمة من يمتهنون عداوة "الحزب" لذلك هم لا يفوتون فرصة للتعبير عن حقدهم وكراهيتهم عبر وسائل إعلام تمنحهم مساحات كبيرة على صفحاتها أو على أثيرها أو في فضائها لتُملأ بالأكاذيب والأضاليل والأباطيل.
الصحف والمنصات السعودية والإماراتية، نموذج عن هذا الإعلام الذي يضج بحملة مستدامة للتحريض على حزب الله وشيطنته، أكثر من الصحف الإسرائيلية، لا بل إن بعض كتاب هذه الصحف هم من اللبنانيين بأسماء وهمية وهي لم تعد كذلك، ولبنانيون مجنسون حديثاً كالمدعو أحمد عدنان في صحيفة "عكاظ" السعودية الذي كتب مقالة مطولة بتاريخ 22 / 5 / 2019 عنوانها "كيف نقضي على حزب الله"!
هذا الكاتب المُقيم في لبنان منذ ثلاثة عشر عاماً بعيداً عن مناطق نفوذ حزب الله وفق ما يقول، نال الجنسية اللبنانية بموجوب المرسوم رقم 2942 تاريخ 11 أيار/ مايو 2018، وتداولت اسمه وسائل الاعلام اللبنانية المختلفة، واسمه الحقيقي الكامل حمد بن عدنان بن خليل الرحمن خان!
الكاتب المذكور شملته مكرمة "الدولة" وبات لبنانياً بالجنسية، لكننا حتى حينه لم نعرف ما هي مبررات وأسباب منحه هذا الشرف! وما هي الخدمات أو الإنجازات الباهرة التي جعلت لبنان مديناً له ودفعت أحد المسؤولين لرعايته وإدراج اسمه ضمن قائمة المجنسين!
يحق لنا ان نسأل هل مواقفه نابعة من لبنانيته أو من سعوديته؟ يقولون إن الكتاب يقرأ من عنوانه، فما معنى أن يكتب كاتب "لبناني" كيف نقضي على حزب الله؟ وهذا الحزب وفق ما أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وغيره من المسؤولين اللبنانيين سيده وسيد أسياده وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "حزب لبناني منبثق من قاعدة شعبية تمثّل واحدة من الطوائف الرئيسية في البلاد"!
ماذا لو كتبنا، نحن المعارضين لحزب المستقبل وغيره من الأحزاب، استراتيجيات بعناوين مشابهة ! "كيف نقضي على حزب المستقبل"؟ أو "كيف نقضي على حزب القوات".. إلخ؟ كيف ستكون ردود فعل هؤلاء على كتابات من هذا النوع تدعو للإلغاء والاستئصال والقضاء على معظم اللبنانيين؟
لدينا ما يكفي من اللبنانيين ممن يحملون افكاراً مشابهة بخلفيات طائفية ومذهبية لكن أحداً منهم لم يتجرأ حتى الآن على الدعوة للقضاء على حزب الله بهذه الوقاحة، وبالتالي على جزء كبير من اللبنانيين بالرغم من عمق الخلاف لأن اولوية اللبنانيين الحقيقيين هي الحفاظ على الوحدة والسلم الأهلي!
من حقنا نحن اللبنانيين أن نطلب من الحكومة أن تستأصل الجنسية اللبنانية موضعياً من هذا الكاتب وعزله عن اللبنانيين كما طالب هو باستئصال موضعي للحزب بعد عزله عن حلفائه، لأننا نشعر بخطورته وأمثاله على نسيجنا الوطني. هو لم يتورع عن المطالبة بضرورة معاقبة حتى حلفاء حزب الله وتشديد الخناق عليهم، فبرأيه "أن حليف حزب الله هو حزب الله". إضافة إلى ذلك نطالب وزارة الصحة بالحجر عليه لأنه "أجرب" وليس حزب الله هو المريض بالجرب!
إن تبجح هذا الكاتب السعودي على صفحات "عكاظه" بعدائه للحزب ليس جديداً ولا هي المرة الاولى، فمواقفه تشي بأنه منخرط في تلك الآلة الجهنمية التي تعمل على شيطنة حزب الله، وتصوره للقضاء على حزب الله ليس من بنات أفكاره انما هو انعكاس لما تخطط له اجهزة الاستخبارات الخليجية والاميركية التي تعادي حزب الله عدو "اسرائيل" الاول بلا منازع، والمقاوم الفعلي لمشروعها مع سائر حركات المقاومة العربية والاسلامية في فلسطين والعراق واليمن وسوريا ويتصدى لهيمنتها، لذلك هم يجتهدون لنزع صفة المقاومة عنه وإدراجه ضمن العصابات الدولية الخارجة عن القوانين وفبركة اخبار عن تجارة المخدرات وغسيل الاموال وحماية المجرمين وغيرها من الصفات غير الاخلاقية، فضلاً عن تكفيره وفق المعتقد الوهابي المودرن الذي يعتنقه المذكور.
إن الدعوة للقضاء على حزب الله لا تعني القضاء على المنتمين لحزب الله فقط بل هي دعوة للقضاء على جزء كبير من اللبنانيين من أبناء الحزب وكذلك من أبناء الأحزاب الأخرى من مختلف الطوائف اللبنانية وهذا أمر بالتأكيد لا يمكن ان يقبل به اي لبناني!
على وثيقة اخراج قيد كل لبناني في خانة الملاحظات ترد عبارة "لبناني منذ أكثر من عشر سنوات نقلاً عن السجل الاساسي" لذلك نقول لأحمد عدنان إن من لا سجل له لبنانياً ولمّا يمض على تجنيسه عامان، لا يحق له التطاول على جزء كبير من اللبنانيين وهو لا يزال غريباً، لذلك عليه ان يكون اكثر تأدباً، وهنا لا بد من الدعوة مجدداً لسحب الجنسية منه.
من المعيب جداً أن يكون مثل هؤلاء بين ظهرانينا وهم مصداق المثل الشعبي القائل "قاعد بحضننا وبينتف بذقننا"!
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024