طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

"الهدهد 2".. أهدافكم تحت أقدامنا
10/07/2024

"الهدهد 2".. أهدافكم تحت أقدامنا

من جديد تخرج المفاجآت من جبهة لبنان إلى القلب الهش للعدو الصهيوني، التوقيت بالنسبة لكل العالم هو اليوم الـ 277 من الحرب الإجرامية الوحشية الصهيونية على قطاع غزة، أما بتوقيت محور المقاومة فهو اليوم الثالث من شهر المحرم، وما أدراك ما المحرم وما يدفعه من أشواق كالنيران في القلب والعقل والروح، تجاه هذه المظلومية الإنسانية والدينية غير المسبوقة في فلسطين، لقد كنا على موعد مع كلمة بغير موعد من سماحة السيد حسن نصر الله، حفظه الله، الأمين العام لحزب الله عنوانها أن القائد –الحقيقي- يعرف باختصار كيف يتحرك، وأين يضرب، ومتى يتكلم.

انطلق "الهدهد" المبارك للمرة الثانية محلقًا فوق فلسطين المحتلة، ليقول من جديد للعدو ومن وراء العدو، أن "القلب النابض" لكيانهم يمكن إفناؤه، وهو قطعة جغرافية صغيرة من الأرض تمتد في أقصى الأحوال من حيفا إلى أشدود، الإحداثيات موجودة، والأهداف الإستراتيجية محددة، والمواقع العسكرية والمدن والمصانع وكل ما هو غالٍ تطاله أظافر رجال الله وأيديهم، وهذه الأيام بالذات، والتي ترتج فيها السماوات وتصدح الأرض بأنشودة "كربلاء" الخالدة، لن تكون أفضل أوقاتهم، والهدهد هذه المرة ليس بداية النهاية، لكنه نهاية النهاية.

عملية الهدهد الثانية، وهي صاعقة جديدة تنزل على رأس الكيان المصاب بالدوار أصلًا، تقول 3 رسائل، أو هكذا أظن، الأولى تتعلق بمحور المقاومة نفسه، مع زيادة حدة الإجرام الصهيوني في غزة، مجلة "لانست" العلمية البريطانية نشرت بحثًا قامت به لتقدير أعداد الشهداء في غزة، فخلُصَت إلى أن العدد يتجاوز -بتحفّظ- 186 ألف شهيد، بالتالي فإن التعاضد والتحالف بين جبهات الإسناد وغزة، وصدق الانتماء، قد يقلب الكثير من المعادلات الساكنة المستقرة بالمنطقة في أية لخظة، وتغير المواقف كيفًا هو المقابل لأنهار الدماء الفلسطينية السيالة في غزة وغيرها، وهي الاستجابة الوحيدة الطبيعية لفرضية أساسية تقول إننا أمة واحدة، وأن هذا الدم يقتضي ارتفاعًا لمستواه في المواقف، مهما كانت العواقب أو التهديدات.

ما تقوله العملية أيضًا، للعالم العربي النائم حولنا سوى جبهات الشرف، إنه إذا كان كيان العدو أوهن من بيت العنكبوت، فإن عصا القمع الأميركي الغليظة للنظم العربية والعقول العربية "المهزومة" هي أوهن، وهي فوق ضعفها فاشلة عقيمة، شاخت واهتزت أعصابها، والمواجهات الكبرى المشتعلة في أوكرانيا وتايوان تكشف كل يوم المزيد من اهترائها، وحتى لو أرادت أميركا تجنيد كل جيوش العرب في خدمة الكيان، وحتى لو تفانت تلك الجيوش وبذلت كل جهدها، فهي وهن يضاف بالخصم عليه، ولن يكون رصيدًا ثابتًا له على الإطلاق، ومهما طال المدى.

ما يقوله الهدهد أخيرًا، ونحن في لحظات جلال استعادة بهاء كربلاء ودروسها وإلهامها المتجدد الفياض، وانتصار الدم الحتمي على السيف، هو أنه يمكننا بكثير من الفخر والتثبيت أن نستعيد مشهد الصراع في طوفان الأقصى بعد 9 شهور تقريبًا، لكن في حضور نوراني لانتصار المقاومة الإسلامية حزب الله في أيار 2000، ذلك الانتصار الذي كان انتقالًا بين عالمين، هذا الانتصار الإلهي الذي يبقى بطعم البكر والأبهى والأكمل، في كل وقت، كان انقلابًا على معادلة الشرق الأوسط التي كانت مستقرة وثابتة منذ العام 1948، وإلى أيار من العام 2000، انتصار حزب الله حوّل الظلال والصورة إلى جسد وحياة، ما أعاد بث روح الانتصار في مفاصل الأمة المنهكة، وقلوبها الوجلة من مواجهة –كانت تعتبرها أكبر من كل طاقاتها- وما مثله هذا الانتصار النموذج والكامل، هو أنه قدم –ويقدم وسيقدم- للإنسان العربي العادي إمكانية أن يملك جرأة الخيال، وجسارة القبول بالمخاطرة المحتملة، طالما كان النصر ممكنًا.

المقاومة الإسلامية

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف