عهد العشرة 2024

نقاط على الحروف

دماء الشهداء توحد الأمة وتسقط أوهام المستكبرين
02/08/2024

دماء الشهداء توحد الأمة وتسقط أوهام المستكبرين

بالأمس جاء اغتيال العدوّ "الإسرائيلي" لقائدين كبيرين من حزب الله وحماس، في لبنان وطهران، وهما الحاج فؤاد شكر، قائد أركان حزب الله، والدكتور إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ليؤكد مجدّدًا أن الدم واحد والعدو واحد، وأن هذا العدوّ لا ينظر إلينا كسنّة وشيعة، إلا بالقدر الذي يؤدي ليفرق بيننا، ويغذي الخلافات التي ينفذ منها ويكتسب المقدرة على البقاء مع تفرقنا وتصويب سهامنا نحو بعضنا بعضًا.

التشييع الكبير للقائد الجهادي العظيم إسماعيل هنية في طهران، رسميًّا وشعبيًّا، أضفى الكثير من مشاعر الوحدة، ونبذ العديد من أوهام الفرقة بين أبناء أمتنا. لم ينظر الشعب الإيراني إلى ذلك القائد المجاهد، إلا نظرة الأخ والصديق ورفيق الجهاد والقاومة، وخرجت الملايين لحضور التشييع الكبير دون أن يخطر في بالهم للحظة أننا يمكن أن نكون سنة وشيعة، بل أمة واحدة، لها جناحان يحلقان بها إلى الأعلى.

إن المعيار الذي ينظر إلينا به العالم المستكبر بقيادة واشنطن، هو الحرية والعزة والاستقلال، الذي يرضى بالتبعية وتنفيذ المخطّطات والاستراتيجيات الأميركية، فهو صديق واشنطن، وهو من محور الاعتدال، وغيرها من التسميات الكاذبة والمخادعة، وأما من يرفض التبعية، ويبتغي الاستقلال، ولا يرضى بالهيمنة الأميركية الخبيثة على المنطقة، ولا فرْض العدوّ الإسرائيلي، فهو من محور الشر، ومن دعاة التخريب.

لقد ازدهرت "إسرائيل" دائمًا من خلال سياسة فرّق تسد، وكانت تعلم أنه إذا تقاربت القوى السنية والشيعية فإن قدرة "إسرائيل" على المناورة ستكون محدودة. هذا الأمر الذي استحضره الكاتب الانجليزي المخضرم ديفيد هيرست، مع نهاية الشهر التاسع من طوفان الأقصى، مستدلًّا بالعمليات المتكاملة بين أطراف المقاومة في فلسطين ولبنان، مستطردًا أن هناك إصلاحًا جزئيًّا للخلاف الطائفي بين السنة والشيعة، وأن ذلك يشكّل تحوّلًا كبيرًا في المشهد الإقليمي وله عواقب وخيمة حسب تعبيره.

إن حرب طوفان الأقصى، والوحشية "الإسرائيلية" المدعومة بشكل كامل من الولايات المتحدة الأميركية، قد ألغتا فعليًّا كلّ أشكال الخلاف الطائفي القذر الذي غذته "إسرائيل" وأدواتها في المنطقة، طوال الفترة الماضية، واكتشفت الأمة أن تلك الخلافات لم تكن إلا أداة بيد المستكبرين لتفريق الأمة وإضعافها، وأنه لولا تداعياتها اليوم لما تجرأ العدوّ "الإسرائيلي" على الاستمرار في وحشيته وإجرامه.

لم يتم تغذية الخلافات الجزئية من النواحي الطائفية فحسب، فالواضح أن العدوّ عمل على تغذية الخلافات القطرية، وصنع أوهام الحدود بين بلداننا التي لا يفصلها الدين ولا الجغرافيا ولا اللغة ولا العادات والتقاليد ولا الثقافة، حتّى أصبحت الصراعات الإقليمية التنافسية على الزعامة منذ عهد ناصر وفيصل وما بعده، هي أهم ما يميز العلاقات بين دول المنطقة، ولا تزال قائمة إلى اليوم، وكلها بفعل المستكبر الأميركي خدمةً للصهيوني.

عندما اجتمعت الدول العربية في تحالف، للأسف الشديد، كان تحالفًا عسكريًّا عدوانيًّا بقيادة السعودية ضدّ اليمن، وأحد أسلحة التجييش كان سلاح الطائفية، الذي طفحت به كتابات وتقارير أعداء الأمة، وأصبح لازمة لكل تحليل أو مقال أو تقرير يتحدث عن اليمن، ويصفه بأنه تحالف تقوده السعودية السنية، ضدّ الحوثيين الشيعة، هكذا بصراحة، وكانت تردّده ببغاوات الإعلام الرسمي في المنطقة بكلّ غباء وبلا خجل.

إن الأمر الأكثر غرابة وإثارة للتساؤل هو ما قاله أمس قادة الكيان، إن الوصول إلى السلام لا يتم إلا بتشكيل تحالف عسكري إقليمي، هذا قاله لابيد بالأمس، وأكد عليه مجرم الحرب نتنياهو أمام الكونجرس، في حفلة التصفيق الصاخبة، وهذا يعني في ما يعنيه أن العدوّ في حالة هزيمة، بالإضافة إلى أن مشاركة دول عربية في تحالف مع العدوّ الإسرائيلي، إن تم ذلك فهو أدنى درجات السقوط العربي، وأوضح آيات العمالة والخيانة، وأبهى صورة تفرز الفسطاطين، الحق والباطل، وتؤكد صوابية الخيار في المواجهة، والمقاومة والجهاد، وستعمل على تسريع النصر، وإيقاظ ما تبقى من سبات الأمة.

لبناناسماعيل هنيةايرانفؤاد شكرالسيد محسن

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
 حزب الله وجمهور المقاومة يشيعان الشهيد على طريق القدس أدهم خنجر حسين ناصر (مهدي) في اركي 
 حزب الله وجمهور المقاومة يشيعان الشهيد على طريق القدس أدهم خنجر حسين ناصر (مهدي) في اركي 
بالصور: حزب الله يشيّع الشهيد على طريق القدس أمين حسين بدر الدين (ذو الفقار) في روضة الحوراء زينب (ع)
بالصور: حزب الله يشيّع الشهيد على طريق القدس أمين حسين بدر الدين (ذو الفقار) في روضة الحوراء زينب (ع)
فقط عندما نستشهد
فقط عندما نستشهد
فؤاد المقاومة.. تاريخ طويل من التضحيات والانتصارات
فؤاد المقاومة.. تاريخ طويل من التضحيات والانتصارات
بالصور| حزب الله يقيم احتفالًا تكريميًا للشهيد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر
بالصور| حزب الله يقيم احتفالًا تكريميًا للشهيد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر
منظمة التعاون الإسلامي تحمل العدوّ الصهيوني مسؤولية استشهاد هنية
منظمة التعاون الإسلامي تحمل العدوّ الصهيوني مسؤولية استشهاد هنية
منظمة التعاون الإسلامي تدين اغتيال الشهيد هنية وتطالب بمحاسبة العدو
منظمة التعاون الإسلامي تدين اغتيال الشهيد هنية وتطالب بمحاسبة العدو
 الناطق باسم حماس لـ"العهد": انتخاب السنوار ردٌ على العدو بعد استشهاد القائد هنية
 الناطق باسم حماس لـ"العهد": انتخاب السنوار ردٌ على العدو بعد استشهاد القائد هنية
الفصائل الفلسطينية تهنّئ السنوار بانتخابه رئيسًا لحماس
الفصائل الفلسطينية تهنّئ السنوار بانتخابه رئيسًا لحماس
السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس
السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس
وزيرا الخارجية السوري والإيراني: الجرائم الصهيونية يجب ألا تمر دون عقاب أو حساب
وزيرا الخارجية السوري والإيراني: الجرائم الصهيونية يجب ألا تمر دون عقاب أو حساب
مفاجأة حزب الله للعدو ... صواريخ قادرة على إسقاط طائراته!
مفاجأة حزب الله للعدو ... صواريخ قادرة على إسقاط طائراته!
بزشكيان: التعاون الايراني الروسي يعزز الأمن والسلام العالمي
بزشكيان: التعاون الايراني الروسي يعزز الأمن والسلام العالمي
خليل الحية: المقاومة لن تمرر جريمة اغتيال هنية.. سيدفع العدو ثمنًا غاليًا
خليل الحية: المقاومة لن تمرر جريمة اغتيال هنية.. سيدفع العدو ثمنًا غاليًا
العراق يدين جرائم الكيان الصهيوني في لبنان والعراق وإيران
العراق يدين جرائم الكيان الصهيوني في لبنان والعراق وإيران
كلمة السيد نصر الله في الاحتفال التكريمي للقائد الجهادي الكبير الشهيد فؤاد شكر 
كلمة السيد نصر الله في الاحتفال التكريمي للقائد الجهادي الكبير الشهيد فؤاد شكر 
هذه نصيحة الحزب للمنتظرين
هذه نصيحة الحزب للمنتظرين
فيديو| خاطرة القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد علي شكر "السيد محسن"
فيديو| خاطرة القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد علي شكر "السيد محسن"
السيد نصر الله: ردّنا آتٍ أيًا تكن العواقب.. ويمكننا ضرب مصانع العدو في الشمال بنصف ساعة
السيد نصر الله: ردّنا آتٍ أيًا تكن العواقب.. ويمكننا ضرب مصانع العدو في الشمال بنصف ساعة
مراد: لرصّ الصفوف والوقوف خلف الجيش والمقاومة
مراد: لرصّ الصفوف والوقوف خلف الجيش والمقاومة