نقاط على الحروف
كلمة في حضرة شهيد الوطن والجيش النقيب حسن علي فرحات
العميد المتقاعد شارل أبي نادر
سيدي شهيدنا البطل النقيب حسن علي فرحات، سلام لك وتحية من عميد متقاعد لم ينل شرف معرفتك الشخصية مباشرة بل نال هذا الشرف بمعرفتك عند استشهادك، لدرجة احس انه قريب منك قرب عائلتك، وقريب منك قرب رفاق دربك وسلاحك ومؤسستك التي قال قائدها انها تفتخر اليوم بشهادتك رافعة رأسها عاليا، وتعهَّد بأنها لن تنساك ابدا.
لقد احسستُ بعد استشهادك انني اعرفك منذ زمن بعيد، اولا لانني اعرف والدك معرفة الضابط المرؤوس لرئيسه، حيث خدمت بإمرته في اكثر من مركز وتعلمت منه الكثير، وكنت اتابع معه عن قرب اخبارك صبيا صغيرا، فتلميذا في الكلية الحربية ولاحقا بعد تخرجك.
لم اتفاجأ بعد استشهادك والاطلاع على وقائع الاستشهاد القاسية، عندما علمت باندفاعك المميز لتنفيذ مهمة من اخطر ما يواجه رجل امن من مهمات حساسة، وعندما اخبرني رفاقك عن حماسك الدائم والتزامك المتفاني عند تنفيذ المهمات التي تُكلف بها دائما، فهمت سريعا اسباب ذلك:
ـ انت ابن مؤسسة شريفة ملتزمة بدورها وبواجبها المقدس، لم تعلّم ابناءها الا الشرف والتضحية والوفاء.
ـ انت ابن بيت وطني تميز صاحبه بالمناقبية العسكرية وبالانضباط والالتزام بوطنه وبجيشه، فتعلَّمتَ منه ذلك منذ الصغر حتى استشهادك المُشَرِّف.
ـ انت ابن ارض مقدسة حضنت اودية الشهداء، اودية السلوقي والحجير، اودية المقاومة والتحرير، الاودية التي طالما كانت تضج بعبق دماء شهداء المقاومة ينساب مع الصباح وفي المساء هادرا خافقا .
لن تكون اقل اندفاعا وحماسة والتزاما من ابناء تلك الارض، الذين نشأؤا وترعرعوا على مقاومة العدو باللحم الحي الى ان فازوا بشرف تحريرها يوما.
لقد تربيت وترعرعت يا شهيدنا البطل في بلدتك الجنوبية الصامدة برعشيت، على اكتاف مثلث المواجهة الاعنف في حرب مواجهة العدو المحتل قبل العام 2000 وحتى التحرير، فتشرَّبت من تلك الارض ومن تلك البيئة روح الدفاع المقدس ضد العدو، وفهمت سريعا ان لهذا العدو امتداداً اشرس وأخطر، هو الارهاب التكفيري، فذهبت برعاية المؤسسة العسكرية الى اقصى الشمال تلاحقه، متسلحا بذخيرة من عنفوان ووطنية ومناقبية والدك العميد علي فرحات، حاملا على كتفيك العريضتين الواسعتين همّ الوطن والمؤسسة العسكرية ضد الارهاب المتفلت الخبيث، فواجهته بصدرك العنيد مفتديا بروحك الطاهرة رفاقاً ومؤسسة ومواطنينَ ووطناً.
لقد أكدت بشهادتك يا حسن معادلة ثلاثية لم تكن يوما الا معادلة القوة التي حصَّنت وحَمَت الوطن، معادلة الجيش والشعب والمقاومة، فجمعت بذلك في وجدانك وفي جذور عائلتك وتراث بلدتك الصامدة برعشيت، وفي انتمائك الصادق الوفي لمؤسسة الجيش، جمعت اسس وعناصر قوة لبنان وسر صموده وبقائه .
نَمّ قرير العين يا شهيدنا البطل، فانت بشهادتك ثبتّ شعار مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، وبشهادتك اكملت مسيرة وتاريخ ابناء جبل عامل في مقاومة العدو والدفاع عن كرامة الارض والوطن، ويكفيك فخراً انك سوف ترقد بسلام شهيداً لساحة الشرف، في حمى علم بلادك وجيشك، وفي ارض مقدسة طهَرَتَّها دماءُ مقاومين اشداء اوفياء.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024