نقاط على الحروف
"وول ستريت جورنال" والإتجار بالأكاذيب..
"وول ستريت" تكذب. الجملة بسيطة جدًا، ومضمونها معتاد ومتكرّر. الإعلام الغربي برمّته يكذب، ولا يتهيّب انكشاف أكاذيبه لأنّه يعلم أن أدوات وعملاء أنظمته في بلادنا ستتكفّل بتكرار الكذبة وبجعلها محلّ نقاش وأخذ وردّ. تلك هي السياسة الإعلامية الغربية تجاه منطقتنا: الكذب.
اختلقت الصحيفة تفاصيل وهمية حول جريمة اغتيال القائد الجهادي الكبير السيّد فؤاد شكر في استهداف مبنى في الضاحية في ٣٠ تموز/يوليو الماضي. ثلاثة كتّاب وقّعوا أسماءهم على التقرير وتشاركوا في صناعة سيناريو ذي حبكة ركيكة حول الدقائق الأخيرة من حياة الشهيد القائد: تفاصيل غير حقيقية من مخيلة أصحابها وادعاء لقاءات بمسؤولين في حزب الله حول القضية. وبالطبع نفت العلاقات الإعلامية في حزب الله ما ورد في تقرير "وول ستريت" جملة وتفصيلًا، إلّا أنّ النفي لم يُخجل القنوات والمواقع الإخبارية الممرّغة بالارتهان للغربي عمومًا من تداول التقرير والبناء على الأكاذيب الواردة فيه وذلك في سبيل تحقيق الغاية الأساسية من اختلاقه: الترويج للدعاية الصهيونية وخدمة الهدف الغربي الأساسي في هذه المرحلة وهو إعادة صورة "إسرائيل" إلى ما كانت تحاول إظهاره دومًا: الكيان الذي ينجح في تنفيذ كلّ مهامه بتفوّق "هوليودي" واضح.
في الواقع، فضحت الحرب منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الصحافة الغربية، وإن كان المتابعون حصرًا يعرفون أن سياسة هذه الصحافة هي تصدير الكذب والتضليل في خدمة الصهاينة، فاليوم بات الجميع على علم بأن الغرب يحترف استخدام الكذب في صناعته الإعلامية ولا يعنيه أن تنكشف كذبته فيفقد مصداقيته المفترضة، فالببغاوات المكلّفة ترداد الكذبة والتعامل معها كأنها واقع لا غبار عليه ستحمل التقرير وتبني في أرضه الهشّة حكايات وهمية لا تنطلي على عقل!
سبق كذبة "وول ستريت" الأخيرة الكثير من السيناريوهات الكاذبة المدموغة بـ"في خدمة إسرائيل". في بداية الحرب وبدء المجازر ضد الفلسطينيين في غزّة، دأب الإعلام الغربي برمتّه على الترويج للرواية الصهيونية حول أحداث السابع من أكتوبر: تارّة ينشر أخبارًا كاذبة حول قيام المقاومة في غزّة بقتل الأطفال الصهاينة، وطورًا يستميت في تلميع صورة "الحمل الإسرائيلي الوديع" وجعل إجرامه الوحشي يبدو كأنّه دفاعًا عن النفس. في الواقع، نشرت الصحافة الغربية سيولًا من الأخبار المضّللة التي تحاول تشويه صورة المقاومة وتضعها في قفص الاتهام، مقابل تصوير الصهيوني كضحية مضطرة إلى ارتكاب المجازر لحماية نفسها.
في أواخر حزيران الماضي، نشرت "ذي تلغراف" البريطانية تقريرًا كاذبًا أيضًا عن تخزين أسلحة في مطار بيروت، ويهدف بالإضافة إلى التهويل على اللبنانيين إلى الترويج للكذب الصهيوني المتكرر حول المطار. وأيضَا في حينه، حملت القنوات والمواقع الإخبارية والشخصيات المتأمركة الخادمة للغرب على عاتقها مسألة الترويج للكذبة. وأيضًا وأيضًا، نسجت الصحافة الغربية الكثير من الأخبار الترويجية للرواية الصهيونية حول "مجدل شمس".. ودون تقديم براهين وأدلة حمَّلت المقاومة مسؤولية استهداف المدنيين في البلدة العربية التي منع الصهاينة أهلها من التصريح للصحافة بالحقيقة التي شهدوها وهي أن الصاروخ الذي أصابهم هو صاروخ "إسرائيلي". ورغم انكشاف الكذبة سريعًا ورفض أهالي "مجدل شمس" استقبال نتنياهو لتعزيتهم بأبنائهم، ما زالت الأدوات الناطقة أميركيًا تكرّر الكذبة وتبني عليها مواقفها وتتخذها ذريعة للهجوم على المقاومة.
تكذب الصحافة الغربية، ويبني على كذبها الكثيرون مواقف وتحليلات وحتى خيارات سياسية.. وهذا لا يعني أنها نجحت في خداعهم، فكذبها أكثر ركاكة من أن يُصدّق أصلًا، بل يكشف أنّهم متورطون عن قصد أو غير قصد في الترويج لما يريده العدو، في لحظة تاريخية لا يخفى فيها على أحد الحدّ الواضح بين الحقّ والباطل. ولأن الكذب سلاحهم في الحرب الإعلامية ومادتهم الأكثر استهلاكًا في صناعة الخبر عن الحرب، تقوم "وول ستريت" كما زميلاتها برمي الكذبة في الساحة، فتتلقفها القنوات المستخدمة أميركياً، وترددها الأسماء العاملة الناطقة بما تريده أميركا. باختصار، كذبت "وول ستريت" بالأمس، وأسدت لنا خدمة إضافة دليل جديد على بؤس الصحافة الغربية وبؤس مصدّقيها.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024