معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

14/06/2019

"هآرتس" تتخوف من إعلام حزب الله "غير المهزوم": العدو يرصد "العهد"

"العهد"

11 عاماً مضت على ما كتبه الخبير الاسرائيلي في علم النفس السياسي الدكتور اودي ليبل، في صحيفة معاريف، حول قدرات حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله في مجال الحرب النفسية ومدى فاعليته في الوعي الجماعي للمجتمع الصهيوني.

يومها وجّه ليبل خطابه إلى الاسرائيليين: "تصوروا ما يمكن لأب الحرب النفسية، حسن نصر الله، أن يقوم به بعد الفشل الاستراتيجي للقتال ضد حزب الله." محذراً من أن "قدرة نصر الله كأنه خبير نفسي رفيع بالمجتمع الاسرائيلي، تتمثل في متابعته لانهيار الإجماع الاسرائيلي، ومتابعته ايضاً لصفحات الرأي في الصحف العبرية أكثر من أي شخص آخر، ولديه معاونون يقدمون له المعلومات المستقاة من خطوط الاتصال الداخلي للجيش الاسرائيلي، ويتابع صناع الرأي لدى الاسرائيليين ويدرس نقاط ضعف الصهاينة ويستوعب بحرص البيانات المنشورة في الصحف العبرية من جانب حركات الاحتجاج والجمعيات الأهلية، وهي متابعة تعكس فاعلية الحرب النفسية لحزب الله."

اليوم، تغلغل الخوف "الإسرائيلي" إلى عمق الوعي. فـ"رشقات" السيد الكلامية باتت تدمر البنيان النفسي لمجتمع العدو الذي يعيش "رعب حزب الله"

وبحسب صحيفة هآرتس، فإن حرب حزب الله النفسية، كانت فعالة لدرجة أفقدت جنود الجيش الإسرائيلي إيمانهم بقدراتهم "فقد سمح استخدام الحزب الماهر للدعاية ببقائه كمجموعة صغيرة نسبياً تخوض الحرب بفعالية. ولقد تعلمت المنظمة أن تضخم تهديداتها بمهارة، بطريقة تجعل تلك التهديدات "إنجازات" عسكرية في حد ذاتها."

الصحيفة التي اختارت لمقالها (بتاريخ 12 حزيران / يونيو 2019) صورة من فيديوغراف كان قد نشره موقع "العهد" الإخباري حول المواقع النووية الإسرائيلية والأهداف المحتملة في الحرب المقبلة حذرت من فعالية الحرب النفسية التي يشنها حزب الله.

"يستغل حزب الله الخوف الإسرائيلي من تكرار الخسائر التي تكبدها من أجل البقاء في حرب الاستنزاف التي اندلعت بين عامي 1985 و2000 في جنوب لبنان. خلال تلك السنوات، قتلت مجموعاته عدداً صغيراً نسبياً من الجنود الإسرائيليين، 235 قتيلًا في 6058 عملية. ومع ذلك، فقد ضاعف الحزب من تأثيرها من خلال بث مقاطع فيديو عن هجماته، والتي أعادت وسائل الإعلام الإسرائيلية تداولها."

ووفقا لتقديرات كاتب المقال دافيد داوود سيستفيد حزب الله في أي "نزاع مستقبلي" من تأثير "تهديداته الكابوسية" والتي تتجاوز - كما ترى "هآرتس"- قدراته الحالية مثل فتح الجليل، أو إمطار" إسرائيل" بالصواريخ الدقيقة، أو ضرب حاويات الأمونيا بحيفا، ومفاعل ديمونة النووي.. من دون حتى تنفيذ أي منها أو حتى تنفيذها جزئياً."

يعترف الكاتب أن "حزب الله نجح بإقناع المجتمع الإسرائيلي أن جنوب لبنان هو مقبرة الجيش الإسرائيلي، مع عدد هائل من الضحايا. وهذا بدوره منع الجيش الإسرائيلي من اتخاذ الخطوات الضرورية، وإن كانت مكلفة، لاقتلاع مجموعات حزب الله المسلحة. وبذلك فإن الخوف المقيِّد من الخسائر، وليس قدرات الحزب القتالية الفائقة، كانت أهم العوامل التي أدت إلى هزيمة "إسرائيل" في نزاع جنوب لبنان، والتي ردعتها عن إجراء غزو بري واسع النطاق في حرب 2006".

وبرتابة العازف على وتر النغمة السورية المتكررة، كتبت "هآرتس": "تهدف تهديدات الحزب المبالغ فيها إلى منع إسرائيل من استغلال تمدد الحزب المفرط في سوريا، لتوجيه ضربة قاضية له. وبهذه الطريقة، يمكن للحزب بدء نزاع في المستقبل بشروطه الخاصة، في الوقت الذي يختاره، عندما يكون أقوى ويمكنه أخذ زمام المبادرة. إذ إن مصلحة حزب الله الرئيسية تكمن في تخويف المجتمع الإسرائيلي من تكاليف الحرب وعواقبها، من أجل بناء معارضة شعبية لأي تدابير يقدم الجيش الإسرائيلي عليها ضده."

وتخلص إحدى أكبر الصحف الإسرائيلية الى أنه "لن يحتاج حزب الله إلا إلى الاستيلاء على عدد من المواقع العسكرية على الحدود الإسرائيلية أو البلدات الصغيرة، واختطاف أو قتل الرهائن، ونشر فيديو عن علمه المزروع على الأراضي الإسرائيلية. سيشعر الجنود الإسرائيليون حينها بالإحباط، وأن جهودهم الحربية غير مجدية لحماية المدنيين الإسرائيليين، وسوف يدعون حكومتهم إلى إنهاء الحرب." وستبقى ذكرى هذه الهجمات بمثابة رادع ضد أي نزاع مستقبلي مع حزب الله "غير المهزوم".

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل