نقاط على الحروف
في ذكرى الانطلاقة الاولى.. كلمات وأعداد أرخت مسيرة "العهد"
كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً.
هي الافتتاحية الأولى للعدد صفر من أسبوعية "العهد" والتي صدرت في مثل هذا اليوم من العام 1984. حملت هموم الأمة والمقاومة ومواجهة الاحتلال، المنبر الإعلامي الذي أرخ للعمليات والمواجهات. شكلت المنبر الثقافية للبيئة الحاضنة وصوتهم يوم عز النصير.
...
كلمة "العهد"
قد يتساءل متسائل: لماذا تصدرون نشرة جديدة؟ وماذا تريدون من وراء ذلك؟ أليس في سوق الإعلام ما يغني ويكفي؟
وهل ستكتبون على صفحاتها كتابة جديدة؟ أو سترسمون خطاً لم يكن من قبل موجوداً؟
أم أنها مسألة كمية، وذلك بأنكم ستضيفون جريدة الى جرائد عديدة وستقدمون تحليلات قد حفظناها عن ظهر قلب لكثرة ما ترددت على اسماعنا بطرق شتى ، فقد عرفنا من أين يبدأون والى أين ينتهون..
نعم، أنه لجدير بمن يعيش تحت وطأة الاعلام المأجور للشرق أو الغرب، ان يتشاءم او يتشنج، لان ما يطرح من رؤى سياسية من قبل أصحاب المشاريع التمويهية للحقائق البديهية باسم الوطنية والثورية واللبنانية والقومية والطائفية والطوائفية، الى ما هنالك من الفاظ قد أثقلت بها الأسماع والتحليلات المختلفة، والهدف، كما يزعمون، المحاربة الجادة والمواجهة الحادة لاعداء الشعب الذي ضربت مصالحه على يد أعدائه من محتلي أرضه ومستثمريه..
الا أن هذه الرؤى والسمفونيات المتنوعة.. لم تكن لتنسجم يوماً مع متطلبات المستضعفين، في لبنان، وخارج لبنان، على امتداد العالم الاسلامي، لأن من كان طبيبه جلاده.. وخصمه حاكمه، لا يمكن أن يحقق أهدافه، وأن يشفي من علله وأمراضه..
لذلك كان لا بد من الكلمة الصادقة، والرؤى السياسية الواقعية الواضحة، والقيم الاعلامية العالية، بعيداً عن الدس الرخيص الهادف الى استغفال الناس، وادخالهم في دهاليز سياسة مظلمة، وانفاق تسويات ومؤامرات ومؤتمرات واتفاقات.
ويكشف القناع، فاذا بالمخططات المرسومة تهدف في جملة ما تهدف الى (تكبير) الصغار حتى يراهم الراكعون عمالقة.. ويأتي دور الاعلام الضال والمضلل، والمرتبط بالسياسة الاستكبارية للدول الاستعمارية التي تهتم بالمستضعفين والمظلومين من أبناء الشعوب المقهورة بتزويد عملائها وأذنابها بالأسلحة الفتاكة لاراحتهم من عناء مواجهة المصاعب الحياتية.. وهذه القوى عارفة، بلا شك، معرفة تامة بطرق مزج السم بالعسل، لهذا فقد استخدمت كل أساليبها وكان لأساطيلها جولات وجولات في مياهنا، ولقذائف مدمراتها أصداء لم تنسها بعد بيوت الضاحية.
...
ولن يستطيع العدو مهما استخدم من أسلحة كيمياوية وطائرات رادار وصواريخ ان يقهر ارادة امة تريد ان تعيش وفق خريطة الارادة الالهية في الأرض، مهما تعددت ألوان هذا العدو وجنسياته، ومهما استند الى قوى استكبارية وذنبية بلا لون أو طعم، سوى لون التآمر على مصير هذه الأمة ومستقبل ثورتها الاسلامية في العالم، وقواها التي تنبت هنا وهناك بين أكواخ المستضعفين.
واذا كان العدو يهدف الى القضاء على الروح فينا قبل الأجساد، وعلى الحضارة قبل الوجود، وعلى المبادئ قبل الجغرافيا والحدود، فانه لا بد من المواجهة الحقيقية التي تبدأ بالكلمة الهادفة البانية معاً والكلمة كما قيل تنشئ الحياة، الحياة الحقة، والحياة تنشئ الكلمة الحرة الصادقة، التي هي ـ في الواقع ـ العهد المسؤول مع الله والأمة والأنبياء والشهداء والصديقين، من أجل وضع مخطط العمل الثوري الاسلامي وصنع الموقف الصحيح بالكلمة السديدة ووفاء للعهد.
"العهد" ـ العدد صفر ـ 18 حزيران/ يونيو 1984
|
|
|
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024