نقاط على الحروف
شهداء العبور ...
محمود الأسعد
اِنسابوا كسيلٍ رقراق بين ثنايا الصخور على ضفاف الفجر مع خيوط الصبح حاملين بيارق النور..
كانت الوجهة أرض الطهر، جنوب تعمّد ترابه بزكاء الدم، جنوب يعمّد داخليه بعبق الشّهادة ..
هو الجنوب؛ وكيف يكون له نسبٌ من لم يكن جنوبيًا .. وكيف يكون له وقار من لم يكن جنوبيًا .. وكيف يكون صراط العبور إن لم يكن جنوبيًا .. وكيف يكون للجنان أبوابٌ إلّا في الجنوب ..؟
في قلوبهم؛ حملوا روح شهيدهم الأسمى، ومن تراب الضاحية تعطّروا ببخور الشهادة الأنقى، لا يفوح ريحًا إلّا إذا التقى جثامين أبنائه التي أنبتت على أطراف بلدات الجنوب وقراه.. يقابل النورُ النورَ ليتعرّف إليه، ويمتزج به ويفوح في الأرجاء معلنًا لقاء العبور ..
في قوارير التعتيق؛ حملتم ريح كربلاء على ظهر ذي الجناح ..
أنتم البرق الخاطف، وأنتم بقية الصدق، وأنتم رسالة التكوين في آخر الزمان ..
أنتم سيوف الوعد، وأنتم صدق الوعيد، أنتم القطوف الدانية، وأنتم العينان النضاختان، وأنتم الفاكهة والرمان ..
في كلّ عام؛ كنا نرتقب مشاهد تصوير تمثل الطّف، وما حاجتنا اليوم للتمثيل والتصوير .. كجدكم الحسين -عليه السلام- وأنصاره واجهتم بصدوركم عتاة العصر، واقتحمتم غمار الموت، وعلى محياكم بشارة اللقاء، تردون الحوض فرادى وجماعات ..
ثلة في الأولين وقليل في الآخرين ..
سلام بكم، وسلام إليكم ما دارت الأفلاك على مرّ العصور والأحقاب ..
خالدين فيها أبدًا؛ فنعم عقبى الدار ..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
27/01/2025
اليوم، كلّ الجهات جنوب..
27/01/2025
شهداء العبور ...
25/01/2025
إشكالية المصطلح في حرب الدعاية على المقاومة
20/01/2025
هكذا تكلّمت "غزّة"...
20/01/2025