عن أمسية الطمأنينة.. حوار بين الأمين وأهله 

حلّ بالأمس الشيخ الأمين نعيم قاسم ضيفًا عزيزًا في بيوت المقاومة.. جالسهم عبر شاشة المنار، في لقاء إعلامي هو الأوّل بعد تولّيه مسؤولية وأمانة الأمانة العامة لحزب الله.. وحاورته الإعلامية منار صباغ  باسم كلّ أهل المقاومة؛ فكانت أمسية من أنس جمعت الشيخ الجليل والقائد الحكيم بعوائل المجتمع المقاوم.. 

شمل الحوار الملفات المحلية كما الإقليمية، وتضمّن رسائل إلى الداخل وأخرى وجهتها صدر العدوّ، وبالتأكيد لامس وجدان مجتمع المقاومة الذي يحترف الوقوف والاعتزاز مهما بلغ فيه الحزن مراتبًا.. وإن كان بالإمكان وضع عنوان جامع لكلّ حديث الشيخ نعيم، في مختلف محاور هذا اللقاء، فهو الطمأنينة.. ولعلّ الطمأنينة هذه هي أحد أهم أسلحة المرحلة وإحدى المرتكزات التي تُبنى عليها كلّ حركة المجتمع المقاوم في الأيام القادمة.. 

بتواضع نبيل، وبحكمة طاعنة بالسكينة والعزّة، حادث الأمين العام لحزب الله أهله وناسه، لا بصفته قائدًا لمسيرة الحق في إحدى أخطر المنعطفات التاريخية فحسب، بل لأنه رجل من رجال الله، يعرف جيّدًا ما يفعل، ويجيد قراءة متغيّرات المرحلة ومعادلاتها وأسلحتها الجديدة، ويتقن إدارة الصراع وصناعة توازناته في لحظة قد تكون من أدقّ لحظات زماننا.. خاطب الأمين أهله بلهجة الواثق الذي يرمي ببصره أقصى القوم، ويستصغر أدوات التشويش على المقاومة والناس.. 
بدورهم، تلقى أهل المقاومة حديث شيخهم الأمين بحبّ بالغ وولاء جميل، هما امتداد طبيعي لحبّهم وولائهم لكلّ من سبقه من قادة المقاومة، فرأوا فيه خير خلف لخير سلف، بل لخير أسلاف.. بكلام آخر، رأوا فيه قائدًا استشهاديًا يحمل راية النهج الناصر للحقّ مهما تعقّد المشهد العام، يكمل درب أسلافه الشهداء.. ويقود المسيرة نحو نصر يتجدّد.. 

إذًا، استقبل أشرف الناس الأمين على مقاومتهم وسلاحهم وكراماتهم في أمسيتهم بكلمات التأييد وتجديد العهد والبيعة، وكذلك استضافهم هو في رحاب صدره الحكيم الشجاع فتوجّه نحوهم بكلّ حبّ، بتقدير بلغ الدمعة، وباعتزاز يفوق الوصف.. حدّثهم عن الوضع الداخلي لحزب الله بعد استشهاد الأمينين العامين السابقين السيد حسن نصر الله، سيد شهداء الأمّة وصفيّه الهاشميّ السيد هاشم صفيّ الدين، مؤكدًا حقيقة أن الحزب تجاوز الصدمة سريعًا ما أسهم في استمرارية المقاومة التي لم ولن تتوقف على الرغم من الضربات التي تعرضت لها لأنّها متجذرة في مجتمعنا. 

كما حدّثهم عن بعض رسائل ومعاني التشييع الحاشد لسادة شهداء المقاومة فوصفه بأنه "تشريع للمقاومة في المستقبل"، فالحشود الجماهيرية الضخمة عكست مدى تمسك الناس بخيار المقاومة، كما عكس حضور الشخصيات العربية والإسلامية التأييد الواسع للحزب. وفي الحديث عن المعركة مع "إسرائيل" ومعادلات الردع؛ أكد الشيخ الأمين أن المقاومة ما تزال تمتلك قدرات عسكرية فعالة، وأن "إسرائيل" لم تنجح في تحقيق أهدافها على الرغم من الضربات القاسية. أما في ما يخصّ إعادة الإعمار والتحديات المرتبطة بها، تطرّق الأمين إلى محاولات عرقلة الملف من الولايات المتحدة وبعض القوى الداخلية، وعن الأسئلة والهواجس المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار أوضح أن الاتفاق الذي أنهى الحرب ويتماشى مع القرار 1701، والذي لم تكف "إسرائيل" عن خرقه وانتهاكه، لا يتضمن أي بنود سرية. وبعد "اطمئنوا"..  المقاومة مستمرة، ولن تتخلى عن سلاحها تحت أي ظرف، فلدى الحزب استراتيجية طويلة المدى لحماية لبنان من المخططات الإسرائيلية، وهو يتعامل بواقعية مع التحديات من دون التخلي عن ثوابته.

باختصار، أصغى أهل المقاومة إلى قائدهم الأمين على دمائهم وعزّتهم بقلوب تفيض بالولاء والثقة، وحلّ حديثه بردًا على جمر قلوبهم الفاقدة.. نسجوا معه في ليل الأمس فصلًا جديدًا من حكاية المقاومة، مقاومتهم.. انسكبت سكينته في قلوبهم فاطمأنوا.. وعاهدوا الله وحزبه على إكمال المسيرة المعمّدة بدمِ أغلى وأعزّ ما عندها.. 

لقاء الأمس مع الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم شكّل محطّة ومناسبة للتعبير عن الثقة المتبادلة والحبّ الكبير الذي يجمع القائد بمجتمعه.. قل شكّل مساحة طمأنينة في القلوب ويقينًا..

حزب اللهالشيخ نعيم قاسم

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف