نقاط على الحروف
الثقافة في مواكبة حراك اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
هيثم أبو الغزلان
استلهم شعراء وأدباء فلسطينيون من حالة الرفض الفلسطينية لقرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان في اعتبار اللاجئ الفلسطيني في لبنان كالأجنبي، حالة الرفض والتعبير عن "نبض الشارع"، بالهتاف، أو الأغنية الوطنية، أو كتابة الشعر.. فما حصل حالة استفزّت الوعي الجمعي الفلسطيني.
"بدّي أعيش بكرامة.. بدّي أحيا وما إنهان.. فلسطيني عالي الهامِ.. يا عالم أنا إنسان"، إحدى الأغاني الوطنية بعنوان: "بدّي أعيش بكرامة" للشاعر الفلسطيني طه العبد، والتي غرّدت في كل تظاهرة وخيمة اعتصام، وعبر مكبرات صوت السيارات التي جابت المخيمات حاشدة لحالة الرفض، أو داعية لفعالية..
ويلاحظ الزائر لمخيم عين الحلوة خلال مرتين في أسبوع واحد الفرق الواضح؛ ففي الأولى كانت المداخل مُغلَقة، ولا تزال الدواليب تحترق وآثارها واضحة، وأهالي المخيم ينتشرون في كل الشوارع، ويغلقون متاجرهم، وبعضهم يفترش الأرض ويلتحف السماء.. أما في الزيارة الثانية فقد بدا أن حماسة الناس لم تخمد، لكن أساليب الاحتجاج والرفض قد أخذت أشكالًا مختلفة. الكل يتحدث عن قرار الوزير ومتى سيتراجع عنه؟
في لقاء ثقافي وأدبي في ساحة موقف "العكبراني" في المخيم، يحتشد العشرات من أهالي المخيم. يلقى كتّاب وشعراء قصائدهم المعبّرة عن رفضهم لقرار الوزير أبو سليمان. الشاعر الزجلي محمد القادرية يكتب معبّرًا عن رفضه للقرار:
يا لبنان ابنك بالوطن متل خيّة
الفلسطيني مش عدو اللبناني
نعم إنت قطعة سما عالأرض مهدية
لكن بهالقطعة شو في مردان فلتانة
وهالقرار اللي انكتب عن سوء نية
ما خصو لا بالجباية ولا بالخزانة
ما رح منجوع ولا نحط الدنية
ولا منتعب ولا بتشوف إذعاني
وبناء عليه فقد كانت الفنون المختلفة مواكبة لهذا الحراك الذي يعبّر عن نبض الشارع، يقول الشاعر والكاتب الفلسطيني طه العبد خلال مقابلة خاصة مع موقع "العهد" الإخباري، مضيفًا إن "الهتاف الذي كان يُهتف به في التظاهرات وغيرها هو جزء من القيمة الثقافية والأدبية التي يتمتّع بها الفلسطيني، وهي ناتجة عن المعاناة لذلك هي تحمل مقدارًا عاليًا من الصدق، فهي ليست مزينة أو مبهرجة فهي تحمل حقيقة المعاناة".
بحسب طه: "واكب الشعر والأغنية الفلسطينية هذا الحراك بالتعبير عن مضمون الحراك، بمعنى أن الشعر كان يعبر عن الصراع مع الصهيوني، وعن معاناة اللاجئين جراء المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني وحلفاؤه، وعبّر الشعر والأدب عن كل محطات النضال الفلسطيني. وفي الحراك كانت المطالب معيشية لذا عبّر الشعر العامي الفلسطيني، أو الشعر الفصيح، وكذلك تحوّل الشعر إلى أغنية، والأغنية إلى هتاف دائم في الاحتجاجات، فأحد الأصدقاء أرسل إلى الفنان الفلسطيني في الضفة المحتلة شادي البوريني قصيدة فقام الأخير بغنائها دعمًا لمطالب اللاجئين في لبنان وتحية لمخيم عين الحلوة".
يعتبر الكاتب الفلسطيني أن هذه المواكبة الفلسطينية شكّلت جزءًا كبيرًا من نبض الشارع، ولذلك نرى أن هذه الأغاني التي تعبر عن المطالب الجماهيرية موجودة بين الناس.
ويشير طه إلى أن هذه المواكبة الفنية للمطالب الفلسطينية قد وصلت إلى المعنيين، ولها أصداء واسعة في الأوساط الفنية، لأنه خرجت من رحم المعاناة الفلسطينية في لبنان لتلامس المعاناة الفلسطينية في داخل فلسطين المحتلة، وفي الأقاليم الأخرى.
من جهته يرى الإعلامي الفلسطيني وأحد مُنظّمي السهرات الثقافية في عين الحلوة، محمد حسّون في تصريح خاص لموقع "العهد" الإخباري أن "صوت اللاجئ الفلسطيني مرفوع بثقافته.. وانعكس هذا الرقي الثقافي من خلال التعبيرات السلمية والحضارية. فركزنا منذ بداية التحركات أن تكون كل الاحتجاجات حضارية وتعطي صورة إيجابية عن مخيم عين الحلوة".
ويطالب طه العبد في حديثه لـ"العهد" جميع القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بإيلاء الثقافة والفن حيّزًا أكبر من الاهتمام.
ويختم الشاعر الزجلي محمد قادرية بأبيات شعرية:
نحن شعب علينا ما بتزايد الصبيان
ولا بتلبق لنا المسبة والشتيمه
و لا منهوى الخنا وطعم الهوان
ولا منركع ولا منرضى الهزيمه
روح إسأل بلبنان والبلدان
عن مزايانا الجديدة والقديمه
بتعرف بأنا شعب مش كيف مكان
يا منموت موتة الفرسان
يا منعيش عيشة كريمه.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024