اليمن
نهم المحررة .. منهكة بالخراب ومهددة بالغارات
اليمن ـ سرّاء جمال الشهاري
لخمس سنوات ظلت مديرية نهم الواقعة شمال شرق العاصمة صنعاء منطقة عسكرية مغلقة منذ احتلها العدوان الامريكي السعودي عبر مرتزقته، متسبباً بنزوح جماعي وتهجير قسري لكافة سكانها الذين تشتتوا في مخيمات اللجوء وتقاسموا حياة البؤس والعناء لسنوات.
معظم القرى في نهم وقعت في قبضة الاحتلال وتحولت المزارع والمساحات الواسعة الى معسكرات لألوية المرتزقة ومقرات لكتائب الغزاة، الذين تمركزوا في الجبال بأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة فيما مثلت القرى والأودية مراكز قيادة وغرف سيطرة وامداد لخطوط التماس الملتهبة. وقبل احتلالها كان طيران العدوان الامريكي السعودي قد دمر كثيرا من البيوت فوق رؤوس ساكنيها مرتكباً عدة مجازر ومذابح بحق المدنيين. أما تلك البيوت والديار التي ظلت صامدة فقد تعرضت للنهب والسرقة بعد ساعات من دخول قوات المرتزقة اليها، فيما طال الخراب والتكسير كل ما عجَزت أيديهم عن سرقته وتهريبه.
واحتلت قوات التحالف الأمريكي السعودي قرابة ٦٠% من مساحة نهم ـ البوابة الشرقية لصنعاء ـ واستمرت في محاولات التقدم الى العاصمة انطلاقا من مارب التي يحتلها العدوان والواقعة الى الغرب من صنعاء.
وبعد تحريرها على أيدي الجيش اليمني واللجان الشعبية مطلع الشهر الجاري في العملية العسكرية الأخيرة (#عملية_البنيان_المرصوص) من قبضة العدوان، تبدّى حجمُ الكارثة الانسانية الكبيرة التي خلفتها قوات التحالف بحق السكان والأهالي.
قبل ان تصبح بارق تحت سيطرة المرتزقة كانوا قد استهدفوها بآلاف القذائف والصواريخ على الرغم من ابتعادها عن نقاط الاشتباك وخطوط المواجهة، إلا أن ضربات العدوان الأمريكي السعودي كانت عشوائية وقصفت كل شيء كما تجلى من المشاهد والصور ومن شهادات سكان القرية.
أسرة المواطن أحمد أبو علهان واحدة من ضحايا العدوان باستهدافه المتعمد للبيت والمزارع، وفي لحظات نزوح أسرة ابو علهان من القرية طالت سيارتهم غارة مباشرة من طيران تحالف العدوان، ما تسبب باستشهاد جميع أفراد الأسرة وعددهم ثمانية باستثناء طفل أصيب بجروح وحروق بالغة.
أحد أبناء المواطن أحمد عدّد ضحايا الجريمة قائلاً: استشهد في السيارة والدي ووالدتي وأخواي حميد وعبد الكريم، وأختاي وجدتي وابنة خالتي (الطاعنة في السن).
ولم يكتف العدوان الأمريكي السعودي بذلك بل قصف مرتزقته منزل المواطن أبو علهان بعد أن قصف أهله، بست غارات سوت المنزل الخالي بالأرض.
جريمة استهداف المواطن أبو علهان ليست إلا واحدة من مئات الجرائم التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي بحق أبناء المديرية، ولم تكن المنازل والمزارع هي الأهداف الوحيدة، بل كل شيء في المديرية قصف. فمدارس المديرية والبالغ عددها 34 مدرسة قصفت جميعها، 11 مدرسة دمرت دمارًا كاملاً، و24 دمرت تدميرًا كبيرًا وجزئيًا.
أسواق المديرية هي الأخرى كانت مرمى لصواريخ العدوان الأمريكي السعودي وغاراته حيث قصف 10 أسواق في المديرية منها سوق خلقة الذي خلف فيه العدوان 25 قتيلاً و30 جريحًا.
ولم يكتف العدوان بجرائم القتل، بل عمدت قواته إلى تضييق الخناق على أبناء نهم، فقد نهبت قواته ممتلكات المواطنين وأموالهم، وحولت منازلهم إلى ثكنات عسكرية، وكانت بين الحين والآخر تنفذ حملات اعتقال للبعض بدون مبرر، مما أجبر المواطنين على النزوح وترك قراهم.
* العائدون الى نهم على موعد مع الغربة في قراهم
في الآونة الأخيرة وبعد تحرير المديرية عاد الكثير من أبناء نهم الى قراهم بعد فترة نزوح دامت أكثر من أربع سنوات، وشكروا الجيش اليمني واللجان الشعبية على ما حققوه من نصر، وتحرير بلدتهم من أدوات العدوان ومرتزقته.
وعلى الرغم من انتهاء المعارك كليا في نهم وانتقالها الى مناطق أخرى في مارب والجوف الا أن طائرات العدوان تتربص بنهم وقراها، وتقصف بشكل شبه يومي، القرى والبيوت والطريق الواصلة بين نهم وصنعاء والجوف ومارب.
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع صرح بأن الدفاعات الجوية تصدت لتشكيل قتالي مكون من طائرات حربية سعودية وإماراتية بعدد من الصواريخ نوع (فاطر ـ 1) في سماء مديرية نهم. الصواريخ أجبرت الطائرات على مغادرة الأجواء قبل تنفيذها أي أعمال عدائية.
ويتخوف الاهالي والسكان من العودة الى قراهم بسبب القصف الجوي المتواصل من قبل طائرات العدوان، وهو تحد يُضاف الى تحديات إعادة اعمار بيوتهم المدمرة ومزارعهم المزروعة بآلاف الالغام والاجسام الحربية التي لم تنفجر بعد.
إقرأ المزيد في: اليمن
21/11/2024