آراء وتحليلات
بالأرقام.. "الجيش السوداني" أكبر الخاسرين في اليمن"
إسماعيل المحاقري
نهاية شهر تموز/ يوليو من العام الجاري وفي خضم الاحتجاجات الشعبية السودانية المناهضة لحكم العسكر أعلن "الفريق أول محمد حمدان حميدتي نائب رئيس ما يسمى "المجلس العسكري" أن السودان لديه أكبر قوة تقاتل مع "الإمارات والسعودية" في اليمن، حيث يبلغ قوامها ثلاثين ألف جندي.
كان ذلك الإعلان الرسمي الأول الذي يكشف عن حجم القوات السودانية المشاركة في العدوان على اليمن إذ كانت الأمور غير واضحة نتيجة سياسة التكتم الشديد التي انتهجها نظام البشير خشية من نقمة شعبية ارتدت عليه في نهاية المطاف بغض النظر عن أسبابها ومسبباتها.
وفي موسم مغادرة القوات الأجنبية من جنوب اليمن الحقائق تتكشف تباعا وتزامنا مع إعلان الإمارات سحب قواتها من عدن سحبت السودان أكثر من عشرة آلاف جندي حسب تصريحات منسوبة لرئيس "المجلس السيادي" المدعو حميدتي الذي تعهد بعدم إرسال قوات بديلة وأكد رغبة بلاده في سحب قواتها من اليمن تدريجيا.
المعلوم أن
بعض هذه الدول اكتفت بالمشاركة الجوية وأخرى كان لها تواجدا بحريا لكن السودانيين مثلوا الركيزة الأساسية للعمليات البرية في أبشع صورة من صور الاستغلال واستمثار النظام السوداني بأرواح جنوده وأبناء جلدته في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
مهمة القوات السودانية اقتصرت في بادئ الأمر على التأمين والتدريب والاسناد المدفعي، ولحاجة تحالف العدوان في تحقيق انجاز يعتد به دفع بهذه القوات الى الخطوط الأمامية لتجد نفسها مجبرة على خوض غمار الموت مسجلة الحصيلة الأكبر في عديد القتلى والجرحى بين القوات الأجنبية في اليمن وفق الأرقام التي كشف عنها متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحفي حيث بلغ إجمالي خسائر القوات السودانية البشرية منذ بدء العدوان ما يقارب الـ 8آلاف قتيل ومصاب منهم 4253 قتلى.
ووفق متحدث القوات المسلحة فقتلى القوات السودانية في جبهات الحدود "نجران، جيزان، عسير" يزيد عن 1354 قتيلاً إضافة إلى مئات آخرين تركت جثثهم في ساحة المعركة بالتحديد في حرض وميدي التي عرفت بمقبرة الجيش السوداني بعد تجاوز عدد القتلى هناك 1500.
ومع اتساع دائرة مشاركة القوات السودانية تحت إشراف إماراتي في المحافظات الجنوبية وتعز وصولا إلى الساحل الغربي تصاعدت الكلفة البشرية في صفوف هذه القوات، وفي المحصلة لقي أكثر من 2049 مصرعهم خلال العامين الماضيين إضافة إلى 850 آخرين قتلوا خلال عامي 2015و2016م.
ولأن
الإمارات كذلك وبمبالغ زهيدة استقدمت عدة كتائب عسكرية إلى مدينة عدن وقاعدة العند بلحج إلى جانب ستة ألوية جرى توزيعها في عدة مناطق بالساحل الغربي وبقوام 12000 جندي ثلاثة منها انسحبت وعادت أدراجها إلى السودان.
وبسقوط نظام البشير لم يتغير شيء لناحية القوات المتواجدة في اليمن بل على العكس من ذلك كانت الوعود باستمرار المشاركة في تحالف العدوان وإرسال المزيد من الجنود هي السمة المشتركة بين القيادات العسكرية وبعض قيادات المعارضة وهو أمر أثار الشكوك ووضع علامات استفهام وتعجب حول جدوائية الحراك الشعبي في إنهاء المتاجرة بدماء السودانيين كأولوية لا يمكن لأي حر أو عاقل تجاهلها أو القفز عليها.
واستنادا إلى تصريحات العميد سريع فالقوات السودانية والتشكيلات العسكرية المساندة لها بغض النظر عن أماكن تمركزها لم يعد لها أي مكان آمن باعتبارها أهدافا مشروعة... فمستوى الصراع انتقل إلى الجغرافيا الاقليمية على ما يبدو بالتأكيد على امتلاك القوات المسلحة اليمنية القدرة الكاملة على استهداف أي تشكيلات عسكرية جديدة من المرتزقة قبل وصولها الى الأراضي اليمنية أو مياهنا الإقليمية.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024