آراء وتحليلات
عودة "دواعش" تونس: آليات المواجهة الأمنية والاجتماعية والسياسية
تونس ـ روعة قاسم
يثير ملف عودة الإرهابيين التونسيين المقاتلين الى جانب "داعش" الارهابي وسواه في سوريا والعراق مخاوف المجتمع التونسي بالنظر الى ما يمثله هؤلاء من قنبلة موقوتة سواء من خلال تسلم السلطة التونسية المقبوض عليهم في سوريا والعراق او من خلال تسللهم خلسة عبر الحدود الليبية. وتفيد الدراسات المختصة بعودة حوالي 1000 إرهابي في الفترة الممتدة بين سنة 2011 و2018 ، بعضهم ألقت عليهم السلطة التونسية القبض بعد محاولتهم الدخول خلسة الى الأراضي التونسية. وقد ذكر استاذ العلوم السياسية في الجامعة التونسية ابراهيم الرفاعي لـ " العهد " ان "داعش" وسواها هي صناعة غربية وراءها الحركة الصهيونية العالمية وان نقل الارهابيين إلى حدود تونس او الجزائر وليبيا هو اشارة الى وجود مخطط يستهدف دول المنطقة.
وقال انه من الخطأ تسمية هذا التنظيم الإرهابي بـ "داعش" بل هو شركة متعددة الجنسيات تمثل احدى آليات الحركة الصهيونية في بعدها المسيحي واليهودي. وقال ان هذه الشركات المتعددة الجنسيات مثل "داعش" ما هي الا إدارة للفوضى الهدامة في المنطقة يحيونها متى شاؤوا ويميتونها متى شاؤوا وينقلونها من مكان إلى آخر مثل تونس وسوريا وليبيا والعراق وسواها متى شاؤوا. وهي آليات من الآليات المكملة لصناعة "إسرائيل" التي تلعب ادوارا مختلفة الى جانب الجماعات الارهابية. ويضيف محدثنا: " "داعش" هي قوة اقليمية وعالمية استخباراتية تدعمها دول كبرى بالتسليح". ويؤكد ان تحول هذا الاستثمار الداعشي وسواه الى حدود تونس والجزائر ما هو الا إشارة لوجود مخطط لاستكمال ما بدأ به الغرب في المشرق العربي وصولا الى تونس وايضا ليبيا. مؤكدا ان هناك مخططا يستهدف دول المغرب العربي وشمال افريقيا مثل تونس والجزائر وشمال مالي واعماق الصحراء الكبرى بكل ما تحتويه من ثروات نفطية وطبيعية هائلة وموقع جيوسياسي هام. وقال ان "داعش" الإرهابي هو صناعة صهيونية من اجل تعبئة أفكار وعقول الشباب بأفكار متطرفة لا تمت للإسلام بأية صلة، وبالتالي تسعى لمحاربة الإسلام والعروبة من خلال هذه الأفكار والتنظيمات التكفيرية، لإعادة صناعة الفتنة الكبرى واغراق كل المنطقة في الهيمنة الصهيونية.
من جهتها تؤكد الصحفية والناشطة الحقوقية منية العرفاوي لـ "العهد" ان تونس تصدرت طليعة البلدان المصدرة للدواعش الى بؤر التوتر وخاصة سوريا والعراق عبر تركيا او ليبيا. واليوم يفرض القانون والاتفاقيات الدولية على تونس أن تسلم هؤلاء المجرمين الذين أجرموا بحق الإنسانية وبحق شعبي سوريا والعراق وانتموا الى تنظيم إرهابي لا يحترم لا كرامة الانسان ولا الدين الإسلامي. وقالت ان هناك دولا مثل سوريا والعراق لوحت انها بصدد تسليم المقبوض عليهم في سوريا والعراق بعد استكمال كل الإجراءات. وقالت محدثتنا ان هذه العودة متوقعة منذ هزيمة "داعش" الإرهابي. وهنا نسأل عن مدى جهوزية البلاد لتلك العودة بكل ما تحمله من مخاطر على أمن المجتمع خاصة في ظل الظرف الصعب الذي تعيشه المنطقة .
وأشارت العرفاوي الى ان الكثير من هؤلاء الإرهابيين عاد متسللا الى تونس كما غادر متسللا عبر ليبيا دون ان تنتبه اليه الأجهزة الأمنية لأنه في الأصل غادر خلسة بجواز ليبي مزور. وقالت ان هؤلاء موجودون في المجتمع ويمثلون قنبلة موقوتة. فتونس اليوم من أكثر الدول مهددة بهذا الخطر الإرهابي والى الآن لم تتبلور آليات واضحة للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، خاصة ان الحل الأمني وحده يوفر مسافة أمان مؤقتة ولكنه لا يقتلع هذه الأفكار الإرهابية السامة من جذورها.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024