آراء وتحليلات
أميركا... المسار المأزوم
علي عبادي
برغم ارتفاع منسوب التوتر قبل وأثناء الانتخابات الأميركية، وذهاب بعض المراقبين الى إمكان تطور الوضع الى اضطرابات أمنية واسعة وربما حرب أهلية، أعتقد أن النتائج ستُحسم مهما طال الوقت، لأن كبار القوم في الحزبين لا يستطيعون تحمل فاتورة إطالة أمد النزاع الانتخابي. وهناك تصريحات لقادة كبار في الحزب الجمهوري (ليندسي غراهام وميتش ماكونيل) عن استعدادهم للتعامل مع أي رئيس جديد. وحتى ترامب غيّر لهجته عشية يوم الاقتراع عندما سئل متى سيعلن فوزه، فقال: "عندما نكون قد حققنا النصر فقط"، وقبل ذلك كان قد حسم نتيجة الانتخابات سلفاً بتأكيد فوزه.
دونالد ترامب سيذهب في القتال الانتخابي الى اقصى ما يمكن تحقيقه: الفوز بولاية ثانية. وإذا تعذر ذلك له، قد يشاغب ليفاوض على صفقة تسمح له بالمغادرة مع ضمان عدم تعرضه للملاحقة القانونية بسبب فضائحه الكثيرة.
لكن حسم الانتخابات لا يعني انتهاء الصراع الذي سيأخذ أشكالا أخرى. فهناك صراع متعدد المستويات: اقتصادي واجتماعي وايديولوجي، وهو قديم وسيستمر بسبب التباينات حول الهوية الوطنية ووجهة البلاد والتشظي العرقي والتفاوت الطبقي والاجتماعي.
حتى لو سلمنا بانتصار جو بايدن، فهذا لا يعني ان ولايته ستكون سلِسة.
أميركا تتغير، لكن انفجارها قد لا يتم بمعركة انتخابية، إنما بتزعزع قوتها الاقتصادية السبب المركزي لمكانتها الدولية ولحمتها الداخلية، بحيث تصبح وحدتها حينئذ عبئاً ثقيلاً على الولايات الغنية. أميركا تعاني من مديونية هائلة وعجز مزمن في الموازنة، وإذا حدث اي ركود طويل المدى نسبياً مع تلاشي الأمل بنمو اقتصادي، فسيتحول الى صاعق لتفجير الفقاعة التي تكونت على مر الزمن، ومعها كل دمامل المجتمعات الأميركية المختلفة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024