معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

10/11/2020

"الربع الساعة الأخير" من فترة ترامب وأولويات بايدن

إيهاب شوقي

ظاهرة دونالد ترامب تعد كاشفة للعنصرية البغيضة وامتزاجها بالصهيونية، مما يولد منتوجًا استثنائيًا عانى العالم كله من ممارساته، حيث امتزجت فكرة "امريكا أولًا" بالانحياز السافر للصهيونية، فولدت تجاوزا للقانون الدولي والأعراف السياسية، وصولًا الى تجاوز مفهوم الدولة داخليًا والأعراف الامريكية التي حاولت الولايات المتحدة ترسيخها في الأذهان على مدى عشرات السنين، لتكشف "ظاهرة ترامب" ان كل تلك المعايير مسرحية ودعايات فارغة!

وما يجعلنا نقول انها "ظاهرة"، هو السلوك غير المسبوق للادارة سواء مع الخارج متمثلًا في الخصوم وحتى الحلفاء، أو الداخل عبر تجاوز المصالح الامريكية وصورة أمريكا نفسها، بما يتناقض مع شعار "امريكا اولا"!

وهنا نود القاء الضوء على هذه الظاهرة لما تحمله من نذر خطيرة في المستقبل القريب، خاصة وأن الرئيس المنتخب "بايدن" لن يستطيع تجاوز الظاهرة كثيرًا ولديه مهام وأولويات أخرى ثقيلة وسط حرب داخلية متوقعة من الجمهوريين واستعدادات ترامب للانتقام ومحاولة العودة في انتخابات 2024. وهنا يمكننا الحديث في العناوين التالية:

1- فكرة العقوبات وتحولها لسياسة

أصبحت العقوبات سياسة امريكية ثابتة، بل أصبحت أسلوبًا للادارة، وكما يرى "نيكولاي زلوبين"، مدير مركز المصالح العالمية في واشنطن، في سياق حديثه عن العقوبات ضد روسيا، فإنه لا ينبغي توقع تغيير في سياسة العقوبات الأمريكية ضد روسيا بعد انتخاب بايدن، وقال: "أفضل التوقف عن استخدام كلمة عقوبات، فهذه الكلمة تحمل افتراضا أن الأمر سينتهي يوما ما، لكنه ليس كذلك، ففي الظروف الحالية في عالم ما بعد الحرب الباردة أصبحت العقوبات جزءا من السياسة وأسلوبا للمنافسة السياسية والاقتصادية".

2- ادارة ترامب وعقيدة حصار ايران

تحولت ممارسات ادارة ترامب تجاه ايران الى ما يشير الى أن حصارها بمثابة عقيدة سياسية. ووفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه من المنتظر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى فلسطين المحتلة في 18 نوفمبر، وقد يزور دولا أخرى في المنطقة في محاولة لزيادة الضغط على إيران.

ونقلا عن موقع "إسرائيل 24"، فإن بومبيو سيصل الأسبوع القادم إلى "إسرائيل" في زيارة يناقش خلالها مع المسؤولين العقوبات الجديدة التي تنوي الإدارة الأمريكية الحالية فرضها على طهران خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس دونالد ترامب.

ولفت الموقع إلى أن "بومبيو سيزور كذلك عددا من دول الخليج لمناقشة الأمر، وسط ما يتردد عن محاولة الإدارة الجديدة للبيت الأبيض رفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على إيران".

وزيارة بومبيو للكيان الاسرائيلي، تؤكد مصداقية تقرير موقع "اكسيوس"، والذي نقل عن مصادر، أن إدارة ترامب تستعد مع "إسرائيل" ودول خليجية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران قبل تنصيب جو بايدن رئيسا جديدا في يناير.  

وبحس الموقع، فإن هناك "طوفانا" من العقوبات سيزيد الضغط على إيران، ويمنع بايدن من العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. وكشف الموقع أن أبرامز أعلن سابقا في نشاط مغلق أن إدارة ترامب تخطط لفرض عقوبات جديدة على إيران كل أسبوع حتى يوم تنصيب بايدن رئيسا جديدا في 20 يناير.

3- مصداقية توقع بيتر د. فيفر بشأن سلوك ترامب بعد خسارته

توقع بيتر د. فيفر أستاذ العلوم السياسية والسياسة العامة بجامعة ديوك، ان ترامب، وعلى المدى القصير، من الآن حتى يوم التنصيب في يناير، سيكون لديه كل القوة لإحداث الأذى وقليل من القيود لكبح جماحه، وقال نصًا: "إذا كان هو وحلفاؤه في الحزب قد خسروا بشكل حاسم، فربما سيكون غاضبًا ومن المحتمل أن يكون حريصًا على ممارسة الصلاحيات الكبيرة لمكتبه إلى أقصى حد، وتصفية الحسابات في الداخل والخارج وعدم القيام بأي شيء لتعزيز المصالح الأمريكية الحقيقية".

4- الشغل الشاغل المتوقع لبايدن

تفيد التقارير بأن اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مؤخرا، ناقشت قضية تتعلق بأن الصين ستكون هي الاقتصاد الوحيد الذي يحقق النمو هذا العام، حيث توقع الصندوق أن تتوسع الصين بنسبة 1.9 في المائة في عام 2020، بينما ستنكمش الولايات المتحدة بنسبة 4.3 في المائة وأوروبا بنسبة 7.2 في المائة. وقال صندوق النقد الدولي إن نمو الصين سيتسارع إلى 8.4 في المائة العام المقبل، مقارنة بـ 3.1 في المائة في الولايات المتحدة و4.7 في المائة في أوروبا. لن يكون إصلاح المشكلة سهلاً.

وهو ما سيجعل الشغل الشاغل لبايدن هو لملمة الجراح الاقتصادية، واضافة للتفرغ للاقتصاد فإن هناك مناوشات وحروبا داخلية، حيث يستعد ترامب لعودة جديدة!

فقد أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري بأن الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، ينظر في إمكانية الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2024.

5- المتضررون من نجاح بايدن والفارق بينهم

يرى المراقبون انه في حين أن الانتقال من ترامب إلى بايدن قد يكون سهلاً نسبيًا بالنسبة لـ "إسرائيل"، إلا أنه لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للسعودية، البلد الذي اختاره ترامب في أول زيارة رسمية له كرئيس: وعد بايدن "بإعادة تقييم " العلاقة الأمريكية السعودية وإنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وقد كشفت التهنئة التوجهات والارادات، فبينما بادر البعض سريعا، حجزا للولاء، فقد تلكأ نتنياهو وملوك السعودية والخليج، ولكنهم لم يستطيعوا التأخر اكثر من اللازم خوفا من العقاب، بينما بوتين لم يقدم التهنئة انتظارا لاعلان رسمي نهائي، لان الرجل ليس لديه ما يخسره ولا يوجد لدى امريكا ما يخشاه.

 

الانتخابات الاميركية 2020

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات