معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

منظومة الرادارات الإسرائيلية في الامارات والبحرين: الأبعاد والتداعيات
16/06/2022

منظومة الرادارات الإسرائيلية في الامارات والبحرين: الأبعاد والتداعيات

زين العابدين عثمان - باحث عسكري يمني

في اطار عمليات التموضع التي يجريها كيان العدو الاسرائيلي في المنطقة، وما يوازيها من أعمال التطبيع بين "تل ابيب" وبعض الأنظمة الخليجية على رأسها الامارات والبحرين والسعودية ودول أخرى، بدأت تظهر معالم جديدة تتمثل في تشكيل التحالف الاقليمي الذي تنشده "تل أبيب" ويجمعها مع بعض أنظمة الخليج واستكمال تنفيذ برتوكولات التحضير العسكري المشترك في مقدمته المجالات الدفاعية التي يجري تأسيسها حاليًا بوتيرة متصاعدة وبمستوى يهيئ الساحة عملانيًا لمواجهة محو المقاومة.

بالتالي يجري التحرك على هذا الأساس برعاية وتشجيع أمريكي. وقد تم تسريع عجلة التطبيع مؤخرًا لبدء تنفيذ البرتوكولات الهادفة الى سرعة فتح ما يسمى بـ"المجالات الجوية المشتركة" وتوقيع مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية واعادة نشر القوات الاسرائيلية وبعض المعدات "الدفاعية" لها في أهم وأكبر القواعد الجوية لدى هذه الدول، والبداية من:

نشر الرادرات

مؤخرًا نشرت "اسرائيل" مجموعات من المنظومات الرادارية في كل من الامارات والبحرين كأول مرحلة لتنفيذ المشروع الذي تقدمت به أمريكا والذي يتضمن دمج القدرات الدفاعية والجوية للكيان الاسرائيلي مع دول الخليج وتوسيع دائرة التنسيق والتعاون "الدفاعي" ليشمل 6 دول تتقدمها الامارات والبحرين ثم السعودية والكويت وقطر ومصر وغيرها.

وقد أشارت "القناة 12" الإسرائيلية إلى أن هذا المشروع الذي سيتبناه البنتاغون سيهدف بشكل رئيسي الى تعزيز استراتيجية أمنية ضد سلسلة من "التهديدات" من إيران واليمن ودول المحور  وسيتطلب مشروع الاقتراح تقديم خطة "دفاعية" كاملة في غضون 180 يوما ضد "الهجمات" الجوية والصواريخ وغيرها.

الأهداف والأبعاد

ما لا شك فيه أن كيان العدو الاسرائيلي اليوم يدرك جيدًا أنه قد يتعرض لضربات قاصمة اذا ما اندلعت حرب اقليمية ضد محور المقاومة وأن الصواريخ والمسيّرات الايرانية واليمنية وصواريخ حزب الله يمكنها دك أعماق الكيان بعمليات هجومية مدمرة لا يمكن للقدرات "الدفاعية" المنتشرة على جغرافيا فلسطين المحتلة صدها أو احتواؤها، لذا أتى المشروع الأمريكي الذي يسعى لدمج الانظمة "الدفاعية" الاسرائيلية مع بعض الأنظمة العريبة المطبّعة على أمل تحقيق مستوى أكبر من الحماية والتنسيق لصد ما يمكن صده من "الهجمات" الصاروخية والجوية المتوقعه نحو العمق الاسرائيلي (الفلسطيني المحتل).

وعليه، هناك دفع أميركي لتحصل "اسرائيل" على نسبة أكبر من الحماية والأمن عبر تشكيل خطوط "دفاعية" مشتركة في الخليج في حين تحصل الأنظمة المطبّعة على نسبة مزعومة من الحماية من هجمات القوات المسلحة اليمنية، ونعني بذلك الامارات والسعودية اللتين في دائرة شعاع العمليات الصاروخية والجوية.

هي خطة أمنية لمواجهة الجمهورية الاسلامية في ايران ومحور المقاومة ستحاول أمريكا أن تطبقها في الفترة القادمة. وسيكون هناك تكثيف لانتشار القوات الاسرائيلية في الخليج بشكل أوسع مع نشر مجموعات من أنظمة الرصد والانذار المبكر والمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ والمسيرات.

ما نود تأكيده أن مجمل ما يتم التحضير له وما يترتب على هذا المشروع يعتبر عملًا تصعيديًا له مساراته ويأتي في إطار التعبئة العسكرية للمعسكر الأمريكي - الاسرائيلي وأدواته لعمليات عدوانية متوقعه ضد محور المقاومة وهذا ما تشير له المعطيات خصوصًا بعد فشل المفاوضات النووية.

لكن الأمر الأكيد أن هذا الاستعداد لن يؤتي الثمار التي يرجوها المعسكر الامريكي - الاسرائيلي، فمحور المقاومة بما وصل إليه من عناصر قوة استراتيجية في مجال التسلح والاقتدار العسكري جاهز لكل الخيارات ولديه فائض قوة هجومية وردعية بمستوى يفوق دائرة التوقعات. وأي حرب مقبلة أو عمل عدواني يقوم به كيان العدو الاسرائيلي تجاه ايران أو أي طرف من محور المقاومة ستكون تداعياته كبرى وسيكون آخر خطأ يرتكبه هذا الكيان قبل أن يتحول الى ساحه ملتهبة وينصهر فيها.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات