معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

 2022.. عام مقاومة التطبيع في المغرب العربي
29/12/2022

 2022.. عام مقاومة التطبيع في المغرب العربي

تونس - عبير رضوان
 
طوال سنة 2022 عرفت المنطقة المغربية مجموعة من الأنشطة والتحركات سواء المساندة للشعب الفلسطيني أو المناهضة للتطبيع وذلك في تونس والمغرب والجزائر وغيرها من دول شمال افريقيا. فبالرغم من كل محاولات فرض التطبيع الصهيوني على المنطقة إلا أن الشعوب المغاربية وقفت سدًا منيعًا ضد كل الاتفاقات الموقعة بين النظام في المغرب والكيان الصهيوني.
كما عرفت الجزائر مجموعة من الأنشطة المناهضة للتطبيع. وخلال القمة العربية التي احتضنتها العاصمة الجزائرية في مطلع تشرين الثاني الماضي كان العنوان الأبرز هو اتفاق المصالحة الفلسطيني التاريخي.

* الحصاد المغربي  

وتميزت السنة بإصدار مجموعة من البيانات ضد التطبيع والأنشطة التطبيعية التي أقدم عليها النظام المغربي. ففي 18 نيسان / أبريل صدر بلاغ للتنويه بالمحامين الشباب الذين قاطعوا كأس العالم الأممي الذي نظّم في مراكش ونوهت الجبهة المغربية ضد التطبيع بالمحامين الشباب الذين قاطعوا الدورة. وأكد محمد الغفري منسق الشبكة المغربية للتضامن مع الشعوب ومقرر الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع لـ"العهد" الاخباري أن "سنة 2022 في المغرب كانت بامتياز سنة مقاومة التطبيع بكل أشكاله".

وأشار إلى أنه يوم 17 أيار / مايو تمّ تنظيم قافلة في مراكش نظمت وقفات احتجاجية مناهضة  للتطبيع ورافضة لاستقبال محامين صهاينة في دورة كأس العالم الخاصة بالمحامين في مراكش، لافتًا إلى أنه يوم 18 تموز / يوليو كان هناك تنديد من خلال وقفة احتجاجية ضد زيارة رئيس أركان الجيش الصهيوني الارهابي للرباط.

وفي شهر ايلول/ سبتمبر كان هناك نداء لحشد الهيئات المناهضة للتطبيع لانجاح الوقفة أمام البرلمان المغربي.

ويوم 15 أيلول /سبتمبر كان الموعد مع بيان فرع مدينة الجديدة والذي أدان الزيارة التطبيعية للصهاينة الى الحي البرتغالي وأيضًا أدان توقيع اتفاقية بين الجامعة المغربية للمصارعة والجامعة الصهيونية.

كذلك تمّ توجيه رسالة الى وزير التعليم أدانت خلالها الجبهة كل محاولات التطبيع التربوي مع الكيان الصهيوني.

 ويوم 27  تشرين الأول / اكتوبر في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني شهد المغرب عدة تظاهرات ضد التطبيع تحت اشراف السكرتارية العامة للجبهة المغربية وهي مهندسون ضد التطبيع وجامعيون ضد التطبيع.
 
* تونس.. حراك متواصل ضد التطبيع
 
وفي تونس أيضًا، كانت سنة مليئة بالتحركات الاحتجاجية وبالحراك الشعبي المناهض للتطبيع. ففي شباط / فبراير أطلقت حملة "نساء عربيات ضد التطبيع والصهيونية"- فرع تونس سلسلة تحركات رفضًا وتنديدًا بعرض الفيلم المصري "الموت فوق النيل" الذي يطبّع مع الكيان الصهيوني بمشاركة مجندة سابقة بجيش الاحتلال الصهيوني. وقد لاقت هذه الدعوات استجابة لدى السلطات المعنية اذ أعلنت إدارة الفنون السمعية البصرية أنها اتصلت بموزع الفيلم المذكور المطبّع لإلزامه بسحبه من جميع القاعات في الجمهورية التونسية.

وفي نيسان / أبريل انطلقت دعوات في تونس لإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في معركة الدفاع عن شرف الأمة. وقد تنادى العديد من الناشطين التونسيين للخروج في مظاهرات مؤيدة للحق الفلسطيني ودفاعًا عن معركة الأقصى المبارك ضد سياسات التهويد المتواصلة.

في حزيران / يونيو أطلق ناشطون دعوات لتجريم التطبيع مع العدو في الدستور الجديد، وقد طغى الجدل السياسي والقانوني مجددًا في تونس بشأن ضرورة تضمين الدستور التونسي الجديد بندًا يتعلق بتجريم التطبيع مع العدو الاسرائيلي، أو التشديد على الصهيونية كحركة عنصرية في توطئة الدستور.

 وفي تموز / يوليو أطلق ناشطون تونسيون وعرب حملة على صفحات التواصل الاجتماعي تحت شعار "مليونية ضد التطبيع"، وهي مسيرة افتراضية على "تويتر" و"فيسبوك" ومنصات الكترونية أخرى لمناهضة كل أشكال التطبيع الصهيوني المتصاعد في المنطقة، باعتبار أن تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني هو واجب وطني قومي وانساني.

وشارك العديد من المجموعات من تونس ودول عربية في حملة "المليونية" تحت شعار "تونسيون ضد التطبيع"، ودعا المشاركون أحرار العالم من العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي من جميع التيارات للوقوف إلى جانب الحق وحماية أبناء الشعب الفلسطيني.

* تجريم التطبيع

في تشرين ثاني / أكتوبر صدرت دعوات لسنّ قانون يجرّم التطبيع مع الصهاينة خاصة بعد الفيديو الذي جمع رئيسة الحكومة التونسيّة نجلاء بودن مع رئيس الاحتلال الاسرائيلي خلال مشاركتها في قمة المناخ المنعقدة بمصر، وهو ما أثار استنكارًا واسعًا لدى الأوساط التونسية.

والمعلوم أن تجريم التطبيع كان من العناوين الرئيسية التي رفعها رئيس الجمهورية قيس سعيد أثناء حملته الانتخابية قبل الدخول لقصر قرطاج والذي اعتبر أن "التطبيع خيانة عظمى"، كما أن النضال الطويل في تونس ضد التطبيع ليس وليد اليوم، بل لطالما عبّر التونسيون في كل مناسبة عن رفضهم لهذا الخيار وعن دعمهم المتواصل للمقاومة الفلسطينية.

وفي تشرين الثاني / نوفمبر حذرّت نخب أكاديمية تونسية وعربية من التطبيع مع الصهاينة وذلك خلال ندوة فكرية احتضنتها جزيرة قرقنة التونسية التابعة لولاية صفاقس وقدّم خلالها المشاركون مداخلات وورقات علمية وبحثية تنوعت بين التطرق للمسألة الفلسطينية بكل أبعادها التاريخية والجيوسياسية، وصولًا إلى وضع تصورات حول كيفية مواصلة دعم نضال الشعب الفلسطيني خاصة في ظل تصاعد مخاطر التطبيع الصهيوني.

العالم العربي

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات