آراء وتحليلات
حفتر في طرابلس الغرب... هل هي المواجهة الحاسمة؟
تونس ـ روعة قاسم
مازال الغموض هو السائد والطاغي على المشهد الليبي مع مواصلة خليفة حفتر لهجومه على العاصمة طرابلس مستهدفا حكومة الوفاق الوطني والمجلس الرئاسي المنبثقين عن اتفاقية الصخيرات التي رعتها الأمم المتحدة. ولعل السؤال الذي يطرح كيف يمكن لحفتر أن يذهب إلى هذا الحد ويستهدف أطرافا مدعومة من قوى خارجية كبرى ومن المندوب الأممي الذي يرعى مفاوضات السلام في ليبيا؟
فالسراج الذي يهاجمه حفتر اليوم مدعوم من قبل إيطاليا المستعمر السابق في الجنوب الليبي وإيطاليا هي الراعية للمصالح الأمريكية والبريطانية في الملف الليبي مقابل فرنسا الداعمة لخليفة حفتر. فهل هو الصدام بين القوتين الأطلسيتين على الأراضي الليبية لاقتسام كعكعة البترول في بلد عمر المختار؟ أم أن حفتر نال ضوء أخضر حتى من قبل حلفاء السراج للذهاب بعيدا في تصفية الجماعات الإخوانية و التكفيرية التي تفرض إملاءاتها على السراج مقابل حمايته؟
طبخة سياسية
يبدو أن حفتر المدعوم ظاهريا من قبل فرنسا والذي يوالي الولايات المتحدة شأنه شأن السراج بصدد تنفيذ مهمة ما بدفع من أطراف دولية داعمة للسراج نفسه تمهيدا لطبخة سياسية يتم الإعداد لها. ويبدو ايضا أن المستهدف من هجوم حفتر هي الجماعات التي تحول دون إجراء الإنتخابات وتعيق العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة من خلال البعثة التي يرأسها غسان سلامة.
ولعل ما يؤكد هذا الطرح هو تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد لقاء رئيس الوزراء فايز السراج في طرابلس وحفتر في شرق البلاد حيث قال قبيل مغادرته ما مفاده أنه يغادر ليبيا وقلبه حزين ويشعر بقلق عميق، وأنه لا يزال يأمل بأن تجنب اندلاع مواجهة دامية داخل طرابلس وفي محيطها هو أمر ممكن. تصريحات في طياتها ضوء أخضر ضمني لخليفة حفتر ليتقدم ويحسم قبل المؤتمر الوطني الذي سترعاه الأمم المتحدة في مدينة غدامس خلال الأيام القادمة.
ويؤكد الباحث الليبي عز الدين عقيل لـ "العهد" ان هجوم طرابلس هو العملية العسكرية الاخيرة وانها المعركة الاهم التي ستحدد طبيعة المرحلة القادمة. مضيفا ان المعركة اليوم هي بين الجيش الليبي بقيادة حفتر والذي يناهز تعداداه ما يفوق الـ 80 الف مقاتل وبين الميليشيات المقاتلة التي تهدد الاستقرار في ليبيا". وقال انه ما دام امراء الحرب هم الذين يسيرون العملية السياسية فان مستقبل المبادرة الاممية غير مضمون.. وان لا بديل عن الحل العسكري لحسم الاوضاع بحسب قوله".
غياب الأمن
ويؤكد جل المتابعين والمهتمين بالشأن الليبي على استحالة إجراء انتخابات في ليبيا في الوقت الراهن حتى بعد التفرغ من كتابة الدستور الذي ستجرى هذه الإنتخابات على أساسه. فالأمن غير مستتب والسلاح منتشر لدى الميليشيات ويصعب أن يقترع المواطنون في ظل هذه الظروف الإستثنائية التي تمر بها ليبيا منذ ثماني سنوات. وحتى على فرض النجاح في إجراء الإنتخابات فإن القبول بنتائجها من قبل الطرف المنهزم غير مضمون خاصة وقد حصل الأمر خلال الإنتخابات الأخيرة ومنع البرلمان المنتخب من عقد جلساته بالعاصمة طرابلس واضطر للتحول إلى طبرق. ويخشى أن يتكرر الأمر مع البرلمان الجديد في ظل هذا الوضع المزري بعد تدويل الملف الليبي و خروجه من أيدي أبنائه.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024