معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

معادلات الردع تتقدم مع تقدم وحدة الساحات
08/04/2023

معادلات الردع تتقدم مع تقدم وحدة الساحات

د. زكريا حمودان
تطورات دراماتيكية تعيشها منطقة غرب آسيا على المستوى الأمني، السياسي والاقتصادي. هذه التطورات التي أربكت الأميركي سياسيًا، وبدلت خريطة المنطقة إقتصاديًا، بدلت المشهد الأمني مؤخرًا لتضعه في مكان جديد وأمام معادلة جديدة بعيدة كل البعد عن سابقاتها وذات أبعاد متعددة على الشكل التالي:

إرباك العدو الإسرائيلي المأزوم سياسيًا وأمنيًا

لم يكن مستغربًا لدى محور المقاومة أن يقف العدو مذهولًا من مشهد الصواريخ التي تساقطت عليه من جنوب لبنان، فالمُخطط يعلم مدى متانة الساحات اليوم وخاصة ساحة الجنوب.

المشهد الجديد اليوم ارتبط بالوقت، فالعدو اضطر ان يجتمع ويتشاور ويتباحث ثم يعود ليقصف بخجل بعض المساحات المفتوحة كرد فعل خجول لا يرتقي الى مستوى المواجهة.

هذا الارباك الامني يتداخل بشكل كبير مع عاملين رئيسيين هما:

١ــ عدم قدرة العدو على فتح معركة على الجبهة الجنوبية للبنان بعد تهديدات سماحة السيد حسن نصرالله الأخيرة والتي تشير المعلومات أنها مبنية على معطيات أمنية دقيقة.
 
٢ــ الأزمة السياسية الكبيرة التي يشهدها الكيان المؤقت والتي تنذر بأنَّ ديمومته باتت في خبر كان.

لا شك أن هذا الارباك الكبير على مستوى العدو تأثر كثيرًا بحراك الضفة الغربية الذي يشكل نقطة التحول الكبرى في مسار القضية الفلسطينية.

تبدلات المواقف الاقليمية

أتت التطورات الاقليمية على المستوى السياسي في منطقة الشرق الاوسط لترخي بثقلها على العدو المأزوم سياسيًا، الأمر الذي جعل المواجهة مختلفة على المستوى الاقليمي، فمشاريع التطبيع التي أسقطتها ساحات المقاومة لم تعد تستطيع رفع سقف الاستنكار الى المستوى المعتاد، وباتت محرجة أمام أعمال العدو تجاه الفلسطينيين من جهة، وتجاه المسجد الأقصى من جهةٍ أخرى، وهنا أسئلة عديدة تطرح أهمها:

١ــ هل أيقن المطبعون أن الكيان المحتل بات يتدحرج ويتقهقر اقليميًا؟

٢ــ هل علموا أن الضامن الأساسي للاستقرار في منطقة غرب اسيا هم أهل هذه المنطقة ونبضها الدائم وليس الكيان المؤقت والطارئ عليها.

٣ــ هل نحن أمام مرحلة تخلي تدريجي عن الكيان المحتل وعودة جديدة الى ساحات النضال؟

أثر هزيمة الكيان المحتل في بعض النفوس في لبنان

تأثر بعض المغرضين من عدم قدرة العدو الاسرائيلي على الرد مباشرة على تطورات الأحداث الأخيرة، والمؤسف أن تأثرهم لم يكن محدودًا في مجالسهم الضيقة، بل شكلوا منصة دفاع عن العدو الاسرائيلي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهم بذلك يكونوا قد قدموا أوراق اعتماد قديمة جديدة لهم مع العدو الاسرائيلي.

ما حصل مؤخرًا من مواقف غير مسؤولة لا يمكن ان يؤثر في عزيمة الانتصارات الغير محدودة، لا بل سيزيد الشرخ داخليًا بالرغم من حرص المقاومة الشديد على الحفاظ على الوحدة المحلية وعدم الانجرار الى اية تفاصيل تشوه مجد الانتصارات التي لن تتوقف الى مع التحرير الكامل لفلسطين.

في الخلاصة، ساحات الصراع اليوم باتت اكثر تكاتفًا، وهي تمتلك قوة نار غير محدودة، ومتكاملة الى حد كبير بين الضفة الغربية، وقطاع غزة، وجنوب لبنان، وجنوب سوريا، والعراق واليمن، بحيث قد تحمل الأيام المقبلة تطورات دراماتيكية في حال حاول العدو الاسرائيلي المغامرة في أيٍ من الساحات المذكورة.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل