آراء وتحليلات
إلى أين تتجه حرب طرابلس الغرب؟
تونس ـ روعة قاسم
بلغت حرب طرابلس يومها السابع عشر بين الجيش الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر والقوات المسلحة التي تتبع حكومة الوفاق المكونة من الجيش وكتائب الثوار والأجهزة الأمنية التابعة لداخلية الوفاق دون حسم الحرب لصالح هذا الطرف وذاك.
وخلّفت الحرب الدائرة على أبواب طرابلس الغرب إلى حد اللحظة حوالي 200 قتيل و913 جريح ونزوح 18 ألف من سكان جنوب طرابلس، كما عجز الآلاف من المحاصرين عن مغادرة مناطق الحرب بسبب فشل إقرار هدنة وفتح ممرات إنسانية.
وانعكس الإنقسام الدولي حول ليبيا على أداء مجلس الأمن الدولي عبر ثلاث جلسات وعجز المجلس عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار في طرابلس. المتغير والجديد في مجلس الأمن هو رفض كل من الولايات المتحدة وروسيا مشروع قرار قدمته بريطانيا يدين حفتر ويطالب بوقف إطلاق النار، الأمر الذي يطرح السؤال الخطير من يقف مع من في الحرب الحالية؟ وما حقيقة حديث القوى الكبرى عن فرض عقوبات على معرقلي الحل السلمي للأزمة؟
واضح وليس بجديد ان الدول العظمى لا تهتم سوى بمصالحها وإلا فما الذي يجعل الولايات المتحدة تصطف مع روسيا لرفض مشروع القرار البريطاني ضد حفتر. فمصالح واشنطن جعلتها تقف ضد بريطانيا الحليفة لها، أمريكا في ظل حكم دونادل ترامب تسعى لحماية الطاقة ونفط ليبيا، والطرف القوي على الارض المؤمن للنفط هو الذي تدعمه أو على الأقل تحميه في مجلس الامن الدولي، وتعطيه المزيد من الوقت لحسم المعركة. وليس معنى هذا تخلي واشنطن نهائيا عن حكومة السراج والمجموعات الاسلامية الراديكالية الموالية لها لأنها في نهاية الحرب سوف تفرض وجودهم في مكونات المشهد السياسي القادم..
وتعمل دوائر القرار في العواصم الغربية حاليا على تهيئة الظروف الملائمة لبلورة الحل النهائي للأزمة من خلال تقوية هذا الطرف وإضعاف الآخر بسبب وجود أطراف متشددة هنا وهناك . بإعتبار أن إقرار تسوية نهائية في حالة مشابهة لليبيا يتطلب وجود طرف قوي ومنتصر مقابل طرف ضعيف وثقيل. وهذا لم يتحقق بعد والحرب ما زالت متواصلة وبمجرد تحقيق طرف من طرفي الحرب الإنتصار سوف يصدر قرار وقف إطلاق النار وتبدأ مفاوضات الحل النهائي.
وان المتابع لمستجدات الوضع الليبي يدرك بان مرحلة بلوغ حسم المعركة قد تطول او قد تقرب لأسباب خارجية ومحلية وتتعلق أساسا بمدى قدرة قوات حفتر والسراج على التقدم الميداني لصالحهما.
عسكريا قوات حفتر تسعى للحسم سريعا لأن إطالة الحرب ليس لصالها، إذ يمكن للجيش التابع للوفاق قطع طرق الامداد عنها، زد على ذلك ان حفتر لا يمكنه التعويل على سلاح الجو مثلما فعل ببنغازي بسبب قصف طيران طرابلس لقاعدة الوطية وإخراجها عن الخدمة وحاليا لا توجد لحفتر قاعدة جوية قريبة من طرابلس. كما تخشى قوات حفتر مطلب حكومة الوفاق من الإنتروبول الدولي إصدار بطاقات حمراء ضد ضباط حفتر بعد رفع شكوى للجنائية الدولية.
وحدهم سكان طرابلس سوف يدفعون كلفة الحرب المجنونة والقذائف العشوائية التي تتساقط على بيوتهم. أهالي طرابلس ـ المدينة الأكثر كثافة سكانية ـ وفي حال طالت الحرب قد ينتفضون ضد حكومة الوفاق وضد القوات القادمة من شرق ليبيا. وليس في صالح السراج وحفتر حدوث هكذا إنتفاضة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024