آراء وتحليلات
أميركا تتولى قيادة "إسرائيل" في العدوان على غزة
علي عبادي
بايدن شخصياً في فلسطين المحتلة لإظهار الدعم للكيان المؤقت، فما الذي سيضيفه الى ما قدّمته إدارته حتى الآن من دعم مطلق للعدوان على جميع الصعد؟!
وزير خارجيته أصبح وزيراً مقيماً في المنطقة حتى إشعار آخر لإدارة الجانب السياسي من معركة الكيان بعد نكبة 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وشارك في اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي لمدة خمس ساعات.
وزير الحرب الأميركي هرع هو الآخر الى المنطقة وبحث مع قادة الإحتلال جوانب المساندة العسكرية، وجرى الإعلان عن التخطيط لإرسال ألفي عسكري أميركي لدعم جيش الإحتلال "بالمشورة والخدمات الطبية". في وقت يتواصل جسر جوي أميركي لنقل الصواريخ والقنابل الفتاكة التي تُستخدم الآن في غزة.
"إسرائيل" طمعت في إعلان بايدن تقديم معونة عاجلة لها بقيمة 8 مليار دولار، فزادت الرقم الى 10 مليارات.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقول إن الأميركيين قدِموا لأنهم يعلمون أن نتنياهو غير كفوء. هذا يعني أن "إسرائيل" تخوض حرباً مصيرية صعبة بقيادةٍ مشكوك بأهليتها.
لذلك، تمهد أميركا الطريق وتضبط إيقاع خطة "الحرب البرية"، حتى لا يرتد الغباء العسكري الإسرائيلي وانعدام الكفاءة السياسية في مرحلة التوحش إلى نكبة شاملة ترتدّ على المصالح الأميركية.
تريد واشنطن أيضاً إضفاء بعض "التحسينات" ولوازم التجميل على إدارة الحرب على غزة حتى لا تفقد "إسرائيل" "المشروعية التي تحظى بها"، وفق تعبير وزير الخارجية الأميركي، ومن ذلك: السماح بتمرير إمدادات إنسانية من الجهة المصرية، وإجراء تبادل لبعض الأسرى والمحتجزين بمن فيهم أميركيون. ومن الدوافع التي تؤثر جزئياً في الأداء الأميركي أن الولايات المتحدة دخلت في السباق الإنتخابي الرئاسي، ومن الطبيعي أن يكون لقضايا مثل الأميركيين العالقين في أماكن الصراع صدى في الموسم الانتخابي، كما حصل عندما كان لقضية المحتجزين في السفارة الاميركية في طهران صوت مؤثر على الانتخابات الرئاسية عام 1980 وأسهمت يومها في خسارة الرئيس جيمي كارتر بسبب فشله في إدارة الأزمة.
كل المؤشرات تدل على أن الجيش الاميركي يقود الجيش الإسرائيلي، بدون أن يعني بالضرورة أنه سيقاتل بالنيابة عنه، وكذلك الحكومة الأميركية تقود الحكومة الإسرائيلية سياسياً. هذه مرحلة لم نرَ مثيلاً لها من قبل، تشهد على هشاشة العدو وتؤكد أن "إسرائيل" لم تستعِدْ بعد زمام القيادة والسيطرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول. وبذلك، أصبحت هذه حرب الحكومة الأميركية التي تشعر أن القاعدة الأميركية المتقدمة وحاملة الطائرات الثابتة (إسرائيل) في المنطقة في خطر محدق.
أميركا شريكة أساسية في العدوان بالمال والسلاح الفتاك والإستخبارات والتغطية المفتوحة للمذابح، ومن الآن هذه حربها أيضاً وعليها أن تقودها. لكنها لا تستطيع مواصلة دفع التكلفة الى أجل غير مسمى. وعندما ترى أن المذابح لا تفتّ في صمود شعب فلسطين وأن العواقب ترتدّ عليها مباشرة بنتيجة غضب شعوب المنطقة ستكتفي بحصر الخسائر وسترحل، تاركة الكيان المؤقت يغرق في أزماته.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024