آراء وتحليلات
كيف ستتعامل جبهة جنوب لبنان مع الهدنة في غزّة؟
د. زكريا حمودان
يتزايد الحديث عن "هدنة" في فلسطين المحتلة خلال شهر رمضان. والجهود المبذولة حاليًّا في المفاوضات تحولت من إقليمية إلى دولية وتداخلت فيها الأسباب الموجبة على المستوى الجيوسياسي ليكون شهر رمضان هو العنوان الأنسب للخروج التكتيكي من الحرب.
هل يتذرع المجتمع الدولي بقدوم شهر رمضان؟
الحسم الإسرائيلي في قطاع غزّة أصبح شبه مستحيل بعدما دخلنا الشهر السادس من الحرب. حتّى أنَّ صورة الجيش الإسرائيلي المدجج تقنيًا باتت تشكّل إحراجًا دوليًا كبيرًا لجيوش غربية كانت تهدّد العالم عند أبسط الأزمات.
لقد أثبتت العقيدة القتالية لفصائل المقاومة في غزّة أنَّ صاحب الأرض يتفوق على المحتل بالرغم من الجهوزية المحدودة في الحصار غير المسبوق منذ عشرات السنوات لقطاع غزّة.
إخراج المجتمع الدولي عنوانًا جديدًا ألا وهو "هدنة رمضان" متمنيًا أن يصل إلى حسم عسكري عبر المفاوضات السياسية هو محاولة لإنزال الصهاينة عن الشجرة. في هذا الإطار يشدد مصدر سياسي فلسطيني أن الجناح العسكري في المقاومة داخل غزّة يتمسك بمطالب رئيسية للشعب الفلسطيني، وأن الحديث عن هدنة رمضان هو خدعة أميركية ــ إسرائيلية بهدف الوصول إلى معلومات دبلوماسية عن الأسرى تحت ذريعة لا تظهر خسائر الكيان المؤقت في التفاوض. لكن ما هو مؤكد أنَّ فصائل المقاومة الفلسطينية متمسكة بتحقيق إنجازها وإعلان انتصار الشعب الفلسطيني الذي لم يبخل في التضحيات.
جبهة جنوب لبنان إلى أين؟
عند الحديث عن مستقبل جبهة جنوب لبنان تحضر مباشرة زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت وما دار حول المفاوضات الحاصلة حول الحدود الجنوبية.
ما يمكن حسمه في هذا الموضوع هو ما قاله الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حول ترسيم الحدود البحرية والذي يؤكد أنه لا ترسيم بريًّا مع العدوّ الإسرائيلي.
في هذا الاطار يقول مصدر سياسي مطلع على المفاوضات بأنَّ الأمر الذي سيحصل هو تطبيق الـ١٧٠١ وبعض تعديلاته التي من المؤكد أنها ستصب لصالح لبنان في جميع تفاصيلها على الشكل التالي:
١ - وقف الخروقات الإسرائيلية برًّا وبحرًا وجوًّا.
٢ - تحرير مناطق حدودية من الاحتلال الإسرائيلي والتي هي مناطق لبنانية لا تحتاج إلى ترسيم حدود برية.
٣ - تثبيت الاستقرار جنوبًا بعدما أثبت حزب الله أنه رادع للعدو الإسرائيلي.
٤ - بقاء حزب الله في وضعه الطبيعي كمقاومة شرعية معترف بها دوليًا بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا انتصار فرضته المقاومة من خلال إنجازاتها.
انطلقت جبهة جنوب لبنان كجبهة مساندة، ساهمت في ردع العدوّ الإسرائيلي ومنعت الحرب على لبنان، محققة ما تصبو إليه ضمن معادلة الردع وكشف تكتيكات العدوّ الحديثة، وهي جاهزة لوقف إطلاق النار عندما يتوقف العدوان على أهلها في غزّة إذا التزم العدوّ الإسرائيلي بموجبات وقف إطلاق النار، أما إذا حصل عكس ذلك، فالمقاومة كانت وستبقى جاهزة لترد على أي اعتداء إسرائيلي.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024