معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

"هاريس" لن تغير سياسة واشنطن الداعمة للكيان
19/08/2024

"هاريس" لن تغير سياسة واشنطن الداعمة للكيان

ما إن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن انسحابه من السباق الرئاسي ودعمه لترشيح نائبه "كمالا هاريس" لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل، حتى تصاعدت التوقعات في أن تكون "هاريس" أكثر "حزمًا" في تعاطيها مع رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو وأكثر "اعتدالاً" في مقاربتها للقضية الفلسطينية مع توقعات أيضًا بأن تخفف من الدعم الأميركي لـ"إسرائيل". وما زاد من وتيرة هذه التوقعات هو الأنباء غير الإيجابية التي رافقت لقاء "هاريس" بـ"نتنياهو" خلال زيارة الأخير للولايات المتحدة، والتي ألقى خلالها خطابًا حربجيًا أمام الكونغريس الأميركي، كان من نتائجه تصعيد ضد إيران، تمثل في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، والقائد العسكري لحزب الله السيد فؤاد شكر، ما وضع المنطقة كلها على شفير حرب إقليمية كبرى، عقب توعد إيران وحزب الله بالرد على اعتداءات جيش العدو. 

لكن آمال المراهنين على كامالا هاريس يبدو أنها كانت في غير محلها. ففي ظل الميل الأميركي التقليدي لدعم الصهيونية و"إسرائيل"، وحاجتها لكسب الصوت اليهودي لضمان الفوز على "دونالد ترامب"، فإن هاريس كانت واضحة وصريحة في تبنيها مواقف داعمة لـ"إسرائيل" ولحرب الإبادة التي تشنها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وقد ظهر ذلك جليًا إلى العلن في لقاءات "هاريس" مع جمهور مؤيديها. ففي تجمع حاشد في "ديترويت" بولاية "ميشيغان" يوم الأربعاء 7 آب/أغسطس 2024، "وبخت" كامالا هاريس المتظاهرين المؤيدين لفلسطين. وبينما كانوا يهتفون "كامالا، كامالا لا يمكنك الاختباء! لن نصوت لصالح الإبادة الجماعية!" ردت "هاريس" بالقول: "اسمعوا؟ إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترامب، فواصلوا هتافاتكم وإلا دعوني اتكلم." 

هذا الازدراء الصريح الذي أظهرته المرشحة الرئاسية للحزب "الديمقراطي" جاء بعد أسبوعين بالضبط من لقائها مع بنيامين نتنياهو وتأكيدها على التزام الولايات المتحدة الثابت بحق الكيان الصهيوني في الوجود، وبالتالي، مواصلة إبادة الفلسطينيين بفعل الحرب. ولم يشكل هذا فقط تجاهل "هاريس" لمظلومية الشعب الفلسطيني فحسب، بل أظهر أيضًا ازدراءً قويًا للقوى التي تعارض حرب الإبادة ضدهم. 

وللصراحة، فإن هذا يعكس حقيقة أن خيارات أي مرشح أو رئيس أميركي لا يمكن ان تختلف جذريًا عن مرشح آخر في ظل تحكم مراكز قوى وشبكات مصالح ونخب خفية بالقرار الأميركي وهو ما يصطلح على تسميته بـ"الدولة العميقة" و"الدولة غير المرئية" والتي تسيطر من خلف الستار على الحزبين "الديمقراطي" و"الجمهوري". وفي هذا الإطار، كشف العميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطاني "أليستر كروك" عن وجود مركز قيادة غير مرئي يتحكم بالحزب "الديمقراطي" ويسمي المرشحين للرئاسة الذين يشكلون مجرد واجهة لتنفيذ سياسات مرسومة سلفًا ومن ضمنها السياسات الداعمة للكيان الصهيوني. وأشار "كروك" إلى أن "مركز القيادة" هذا، هو عبارة عن تكتل قوي للحزب "الديمقراطي" والمنظمات غير الحكومية القريبة منه ووسائل الإعلام والرأسمالية المالية التي تتحكم بالفضاء المالي في الولايات المتحدة والعالم. ويتميز مركز القيادة بـ"التماسك الأيديولوجي الكامل"، ويحاول إخضاع جميع السياسات داخل الحزب "الديمقراطي" وأيضًا في المجتمع الأميركي. 

وكانت تقارير قد أفادت بأنه إذا فازت "كامالا هاريس" في الانتخابات الرئاسية، فإنها ستكون أداة بيد الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" التي لعبت دورًا كبيرًا في الضغط على بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي. لذا لا يؤمل من أن يكون لانتخاب "هاريس" أي تغيير في السياسات الأميركية الداعمة للكيان الصهيوني، على الرغم من تفضيل نتنياهو لوصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الابيض بسبب العلاقات الشخصية الوثيقة التي تجمعهما معًا.
 

الولايات المتحدة الأميركيةدونالد ترامبالانتخاباتكامالا هاريس

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
تحليل أميركي: ترامب سيتحكّم بسياسته الخارجية وليس معاونوه
تحليل أميركي: ترامب سيتحكّم بسياسته الخارجية وليس معاونوه
مجلس الشيوخ الأميركي يرفض مشروع قانون لوقف مبيعات الأسلحة للكيان الصهيوني      
مجلس الشيوخ الأميركي يرفض مشروع قانون لوقف مبيعات الأسلحة للكيان الصهيوني      
فيتو أميركي ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة
فيتو أميركي ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة
بعد تعرضها لضربات يمنية.. حاملةُ الطائرات الأميركية "لينكولن" تهرُبُ عبر المحيط الهندي
بعد تعرضها لضربات يمنية.. حاملةُ الطائرات الأميركية "لينكولن" تهرُبُ عبر المحيط الهندي
مجلة أميركية: تبنّي أجندة نتنياهو في المنطقة لا يخدم مصلحة واشنطن
مجلة أميركية: تبنّي أجندة نتنياهو في المنطقة لا يخدم مصلحة واشنطن
إيهود باراك: ترامب قد لا يعتمد سياسات تروق لنتنياهو
إيهود باراك: ترامب قد لا يعتمد سياسات تروق لنتنياهو
نتائج الانتخابات الأمريكية: نار تحت الرماد
نتائج الانتخابات الأمريكية: نار تحت الرماد
إيران تؤكد دعمها لمحور المقاومة...وتنصح إدارة ترامب بعدم جدوى تكثيف الضغوط عليها
إيران تؤكد دعمها لمحور المقاومة...وتنصح إدارة ترامب بعدم جدوى تكثيف الضغوط عليها
ترامب ونتنياهو ومهلة الشهرين: خيارات التصعيد و التفاوض
ترامب ونتنياهو ومهلة الشهرين: خيارات التصعيد و التفاوض
هل يرجح رفض الحرب "الإسرائيلية" كفة ميزان الانتخابات الأميركية؟
هل يرجح رفض الحرب "الإسرائيلية" كفة ميزان الانتخابات الأميركية؟
ترامب وهاريس.. سباق البيت الأبيض وسط أجواء مشحونة
ترامب وهاريس.. سباق البيت الأبيض وسط أجواء مشحونة
الانتخابات الاميركية.. المقاومة لا تنتظر الدخان الأبيض من البيت الأسود
الانتخابات الاميركية.. المقاومة لا تنتظر الدخان الأبيض من البيت الأسود
السباق إلى البيت الأبيض والدعم المطلق للكيان الصهيوني
السباق إلى البيت الأبيض والدعم المطلق للكيان الصهيوني
مناظرة هاريس-ترامب...الأكثر سخونة وأهمية
مناظرة هاريس-ترامب...الأكثر سخونة وأهمية
منافسة "محمومة" بين ترامب وهاريس 
منافسة "محمومة" بين ترامب وهاريس 
"ذا هيل": شخصيات ديمقراطية بارزة تتحدّث عن استعداد فريق هاريس لتوجه جديد حيال "إسرائيل"
"ذا هيل": شخصيات ديمقراطية بارزة تتحدّث عن استعداد فريق هاريس لتوجه جديد حيال "إسرائيل"
"ذا إنترسبت": تغيير المقاربة الأميركية حيال حرب غزّة يتطلب ضغوطًا ملموسة على البيت الأبيض
"ذا إنترسبت": تغيير المقاربة الأميركية حيال حرب غزّة يتطلب ضغوطًا ملموسة على البيت الأبيض

خبر عاجل