معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

هذا ما حققه "الطوفان" و"الإسناد" على الصعيد العالمي
09/10/2024

هذا ما حققه "الطوفان" و"الإسناد" على الصعيد العالمي

بعدما استفحل العدو الصهيوني في إجرامه، على مدى نحو 76 عامًا، بحق أبناء المنطقة، بخاصةٍ الشعب الفلسطيني، جاءت عملية "طوفان الأقصى" ردًا مناسبًا على هذه الجرائم نصرةً للمظلومين، وضربةً قاسمةً لتمرير "مشروع تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الإسرائيلي" وتصفية القضية الفلسطينية تاليًا، ومحاولة إسقاط حق عودة الفلسطنيين إلى ديارهم، عملًا بالقرار الدولي الرقم 194، والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1948. والسيطرة على مدينة القدس وأحيائها الفلسطينية..

لذلك؛ كل ما ورد آنفًا يؤكد، بما لا يصل إلى مستوى الشك، أن "إسرائيل" وجهّت -وما تزال توّجه- الضربات لفكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة؛ فكان رد المقاومة الفلسطينية حتميًا، حينما أطلقت عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من تشرين الأول من العام الفائت. ولا ريب أن المقاومة الفلسطينية كان لديها تقدير مسبق ودارية كاملة أن الأثمان ستكون باهظةً. غير أن هذه المقاومة حسمت أمرها، واتخذت قراراها بإطلاق "الطوفان" في فجر السابع من تشرين الأول من العام 2023. 

سبق تلك الساعة الإعداد البشري واللوجستي اللازم لتنفيذ هذه العملية المباركة، ولم تعلن القيادة العسكرية للمقاومة في فلسطين عن طبيعة هذه العملية إلا قبل وقتٍ وشيكٍ من موعد تنفيذها، حرصًا منها على نجاحها. وبعد إطلاع المقاومين على المهمة الموكلة إليهم؛ أبدوا حماسًا كبيرًا للمشاركة في "الطوفان"، بحسب مصادر عليمة في المقاومة الفلسطينية. وكانت المفاجأة للمقاومين هي سرعة انهيار العدو "الإسرائيلي" في غلاف غزة. 

لكن تبقى النتيجة الأكثر أهمية، من نتائج هذه العملية، هي إسقاط مخطط تطبيع علاقة العدو مع بعض الدول العربية، والتي كانت في صدد الذهاب نحو "التطبيع" قبل قيام دولة فلسطينية مزعومة. كذلك أثبتت أن المقاومة نهجٌ وحالٌ قائمة في نفوس الفلسطنيين، وليست مجرد تنظيم مسلح، لم ولن يفلح العدو تاليًا، ومن يقف خلفه، في القضاء عسكريًا على روح الفلسطينين المقاوِمة. 

هذا؛ و"في حال حاول هذا العدو، ورعاته الدوليون، الإتيان بسلطةٍ ما إلى قطاع غزة على متن دبابةٍ "إسرائيليةٍ"، فستتعامل معها المقاومة على أنها سلطة صهيونيةٍ"، بحسب تأكيد مصادر المقاومة في القطاع. ولولا أهمية هذه العملية النوعية، وتأثيرها المباشر على أمن الكيان الغاصب ووجوده والمشروع الأميركي في المنطقة، لما أوفدت واشنطن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى هذا الكيان ثلاث مرات في غضون عشرة أيام تلت "الطوفان"..  بالإضافة إلى سواه من الرؤساء والموفدين الأجانب، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أرسلت واشنطن حاملات طائراتها ومدمّراتها إلى الشرق الأوسط، لشدّ أزر الكيان الغاصب، إثر الصفعة الكبيرة التي تلقاها. 

في المقابل؛ تلقت المقاومة الفلسطينية دعمًا من حلفائها حركات المقاومة في اليمن والعراق ولبنان، أبرزها جبهة الإسناد المباشرة مع العدو من جنوب لبنان، فتحتها المقاومة في لبنان مع العدو، انطلاقًا من إيمانها العقائدي بأحقية الشعب الفلسطيني وحتمية اقتلاع الكيان الصهيوني الغاصب الذي زرعته بريطانيا في المنطقة. كذلك بناءَ على تجربتها الناجحة في هزيمة الاحتلال "الإسرائيلي" في لبنان خلال حقبة 1982- 2000، تبع ذلك هزيمة جيش الكيان في عدوان تموز 2006. 

لذلك؛ قررت المقاومة اللبنانية إسناد "شقيقتها" في قطاع غزة، علمًا أن الأخيرة لم تُعلم المقاومة في لبنان بعملية "طوفان الأقصى" إلا بعد انطلاقها بنصف ساعة، بحسب تأكيد معلوماتٍ موثوقةٍ جدًا؛ ففتحت جبهة الإسناد من جنوب لبنان، في هامش مساحة جغرافية تترواح بين 3 إلى 5 كليومترات.. وكان لها ما أرادت، فجذبت إلى الجبهة الشمالية ثلث جيش العدو، في حينه، وأجبرت عشرات آلاف المستوطنين الصهاينة إلى النزوح من شمال فلسطين إلى داخلها، ورتّب ذلك على حكومة العدو أعباءً اقتصادية كبيرة، بعدما تحوّل الشمال إلى حزام أمني.

كما أظهرت المقاومة بذلك أحقية الدفاع الاستباقي عن لبنان، لتظهر لاحقًا في أكثر من محطة النيات العدوانية "الإسرائيلية" التي كانت مبيتة تجاه لبنان، خصوصًا حينما كشفت التقارير الصحافية "الإسرائيلية" والأميركية وسواها أن: "عملية تفجير أجهزة الاتصالات "بيجر" واللاسكي، جرى الإعداد لها منذ تسعة أعوام"، وأن "الموساد" خطط لتفجيرها منذ العام 2022 اي ما قبل "طوفان "الاقصى".. هذا على سبيل المثال لا الحصر، أي إنّ العدو كان في صدد الاستعداد للهجوم الوحشي الذي يشنّه اليوم على لبنان، حتى لو لم تفتح المقاومة جبهة الإسناد.. 
لا ريب أن "طوفان الأقصى" وجبهة الإسناد أدّيا إلى تحولٍ كبيرٍ في السياسات الدولية، أيضًا، بعدما نقلا ثقل الاهتمامات الدولية، خصوصًا الأميركية، من كيفية مواجهة الصين والحرب مع روسيا في أوكرانيا إلى الأوضاع في المنطقة، ما جعل القضية الفلسطينية تتفاعل بفضل المقاومة وتتصدّر المرتبة الأولى عالميًا بعدما تعرفت الشعوب الغربية لا سيما فئة الشباب منها على أحقية هذه القضية من جهة، ورأت بأم عينها حجم الإجرام الصهيوني في فلسطين ولبنان.

حزب اللهالجيش الاسرائيليطوفان الأقصىجبهة المقاومة

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
أي ارتباط بين الميدان ومفاوضات وقف إطلاق النار ؟ قراءة عسكرية ميدانية
أي ارتباط بين الميدان ومفاوضات وقف إطلاق النار ؟ قراءة عسكرية ميدانية
قماطي: لولا قوة المقاومة والميدان لما سعت أميركا لحل
قماطي: لولا قوة المقاومة والميدان لما سعت أميركا لحل
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
عمليات المقاومة الإسلامية ليوم السبت 16-11-2024 
عمليات المقاومة الإسلامية ليوم السبت 16-11-2024 
لاريجاني: واثقون بالنصر
لاريجاني: واثقون بالنصر
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
إعلام العدو: مستوطنات الشمال تشهد تراجعًا دراماتيكيًا في الإنفاق التجاري
إعلام العدو: مستوطنات الشمال تشهد تراجعًا دراماتيكيًا في الإنفاق التجاري
الاحتلال يُقر.. مقتل جندي من "غولاني" وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة جنوب لبنان
الاحتلال يُقر.. مقتل جندي من "غولاني" وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة جنوب لبنان
بين "أولي البأس" و"سهام الشمال".. المسافة صفر
بين "أولي البأس" و"سهام الشمال".. المسافة صفر
فيديو| سرايا القدس تستهدف تحشدات العدوّ في جباليا و"نتساريم" بقذائف الهاون
فيديو| سرايا القدس تستهدف تحشدات العدوّ في جباليا و"نتساريم" بقذائف الهاون
القوات المسلحة اليمنية تستهدف سفينةِ "Anadolu S" في البحرِ الأحمرِ
القوات المسلحة اليمنية تستهدف سفينةِ "Anadolu S" في البحرِ الأحمرِ
 رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني لـ "العهد": دماء الشهداء على طريق القدس ستُزهر نصرًا كبيرًا 
 رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني لـ "العهد": دماء الشهداء على طريق القدس ستُزهر نصرًا كبيرًا 
فيديو: تفجير سرايا القدس جيبات وجرافات العدو في مخيم نور شمس 
فيديو: تفجير سرايا القدس جيبات وجرافات العدو في مخيم نور شمس 
فيديو| التحام مجاهدي كتائب القسام مع قوات العدو  في جباليا
فيديو| التحام مجاهدي كتائب القسام مع قوات العدو  في جباليا
هل يرضخ العدو لوقف إطلاق النار بسبب فشل دفاعاته الجوية؟
هل يرضخ العدو لوقف إطلاق النار بسبب فشل دفاعاته الجوية؟
منظومة "ثاد" الأميركية.. إقرار بنجاح المقاومة في معركة السماء
منظومة "ثاد" الأميركية.. إقرار بنجاح المقاومة في معركة السماء
المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفين للعدو في أم الرشراش "ايلات" المحتلة 
المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفين للعدو في أم الرشراش "ايلات" المحتلة 
بيرم: الميدان غيّر المعادلة بعد أن كان الأميركي لا يتجاوب
بيرم: الميدان غيّر المعادلة بعد أن كان الأميركي لا يتجاوب
حمدان: محور المقاومة متماسك ومؤثر ولن تتوقف ضرباته حتى في عمق الكيان
حمدان: محور المقاومة متماسك ومؤثر ولن تتوقف ضرباته حتى في عمق الكيان