نصر من الله

آراء وتحليلات

ما التحديات التي تنتظر لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية؟
11/01/2025

ما التحديات التي تنتظر لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية؟

لا شك أن انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، وبشبه إجماع  بعد أن صوتت له كتلتا المقاومة والرئيس نبيه بري  في الدورة الثانية، سيشكل، إذا اعتبرنا خطاب القسم وما تضمنه من بنود ومن عناوين أساسية وحساسة خطة محورية لعهده، نقطة مفصلية في مسار الحياة السياسية اللبنانية، وربما في تاريخ لبنان، لتبقى العبرة في تنفيذ ما تضمنه الخطاب، وفي طريقة ممارسة فخامة الرئيس لدوره ولموقعه، استناداً  للسلطة وللصلاحية التي منحها له الدستور، والأهم، في طريقة مقاربته للتحديات الأساسية التي تواجه لبنان واللبنانيين.

هذه التحديات التي تنتظر لبنان والرئيس جوزاف عون، تطرق فخامته إلى أغلبها في خطاب القسم، وإذ توزعت بين إدارة السلطة ونقلها إلى مسارها الصحيح والمفترض، وبين إعادة إحياء دور القضاء وتنظيمه بما يرعى تطبيق الدستور والقوانين، وبين ضبط موارد الدولة وحفظ حقوق المواطنين وتنفيذهم لواجباتهم، إلى تنظيم وإدارة علاقات لبنان الخارجية بما يحفظ موقعه وسيادته ومصالحه، إلى إعادة الإعمار وبناء ما دمره العدو الإسرائيلي، يبقى التحدي الأكبر هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بأسرع وقت، وتأمين الآلية المفترضة والمناسبة لحماية لبنان من أطماع هذا العدو، حاضرًا ومستقبلًا. 

في إطار إنهاء الاحتلال وحماية البلاد من أطماع "إسرائيل" وعدوانيتها، يمكن القول، وبموضوعية، إن هناك انقساماً بين اللبنانيين في ما خص هذا التحدي، تجلى في  مقارباتهم المختلفة لهذه الأخطار الوجودية للوطن، وهذه المقاربات المختلفة يمكن الإشارة إليها ضمن العنوانيين الرئيسيين التاليين:

أولاً: هناك فئة تعتبر أن الانكفاء عن مواجهة "إسرائيل" بذريعة الحياد، يجنب البلاد شرورها واعتداءاتها، وبالتالي، فإن المطلوب من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والعسكرية،  بحسب هذه الفئة، فقط،أن تتجهز بالحد الأدنى الكافي لضبط الأمن والمعابر ومراقبة النقاط الحدودية، دون السعي للحصول على أسلحة وقدرات نوعية، توازن ما يملكه العدو، ودون أن يكون في لبنان مقاومة مسلحة، تفرض في مكان ما، مستوى معيناً من الردع في مواجهة العدو، لأن هذا التوازن، بنظر هذه الفئة، حتمًا لا يمكن أن يتحقق، في ظل ما تملكه إسرائيل من إمكانيات وقدرات ضخمة، أظهرتها جلياً في حربها الأخيرة على لبنان وعلى المقاومة، وفي ظل ما تحصل عليه أيضاً من دعم غربي واسع ومفتوح.

ثانياً: هناك فئة أخرى تعتبر أن "إسرائيل"، وفي ظل ما تميز به تاريخها من عدوانية ضد دول وشعوب المنطقة، وخاصة ضد الشعب الفلسطيني وضد الدول الحدودية مع فلسطين المحتلة، لا يمكن أن تلجم نفسها عن الاعتداءات على هذه الدول والشعوب، وطبيعة نشأتها وعقيدتها العنصرية ومشاريعها التوسعية، تجعل منها مشروع عدوان دائم ضد جيرانها من الدول، حتى ولو التزمت هذه الدول بعدم الصدام معها وبعدم السعي للتسلح لمواجهتها، وعليه، ترى هذه الفئة أن اكتفاء لبنان وجيشه وقواه العسكرية والأمنية بالتسلح بالحد الأدنى المطلوب، سيكون أشبه بمشروع استسلام بمواجهة العدو "الإسرائيلي"، وسيؤمن للأخير، الفرصة الدائمة والسهلة، لتنفيذ أي اعتداء يراه ضروريًا ومفترضًا لتأمين مصلحته وأمنه القومي، كما يراه ويحدده هو، وليس كما يراه القانون الدولي ومؤسساته.

وعليه، وانطلاقًا من هذا النقاش أو الخلاف بين الفئتين، ترتسم الخطوط العامة للتحدي الأبرز والأخطر والأكثر حساسية بين مكونات المجتمع اللبناني، ليبقى السؤال الأهم المطروح: 
أي مقاربة تفرض نفسها بالنهاية في ما خص علاقة المواجهة ضد العدو "الإسرائيلي"، مقاربة الفئة التي تسعى وتطالب بإستراتيجية الانكفاء عن مواجهة "إسرائيل" لإبعاد شرها عن لبنان؟ أم مقاربة الفئة التي ترى وجود ضرورة وحاجة للسير بإستراتيجية تسلح مناسب لفرض مستوى معين من الردع والحماية ضد العدو "الإسرائيلي"؟.

رئاسة الجمهورية اللبنانيةالمقاومةالجيش الاسرائيلي

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة