على العهد يا قدس

آراء وتحليلات

كيف وصلت رسالة ترامب إلى طهران بعد عشرين يوماً من العدوان على اليمن؟
06/04/2025

كيف وصلت رسالة ترامب إلى طهران بعد عشرين يوماً من العدوان على اليمن؟

مع بدء تنفيذ غاراته العدوانية على اليمن، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضربات الجوية على اليمن، تحمل رسالة إلى طهران، وهو الأمر الذي ردده عدد من المسؤولين الأمريكيين في "البنتاغون" والخارجية، لكن بعد عشرين يوماً كيف تبدو هذه الرسالة، وكيف تنظر إليها طهران.

إن الفشل ترافق مع العدوان الأمريكي شبه اليومي على عدد من المحافظات اليمنية، والذي استهدف الأعيان المدنية والبنى التحتية والخدمية وأسفر عن شهداء وجرحى مدنيين يتجاوز عددهم 61 شهيداً، و 139 جريحاً، نتيجة العدوان الأمريكي على اليمن منذ الـ 15 من مارس 2025م.

الأعيان المستهدفة التي قصفها العدو الأمريكي تنوعت ما بين أهداف قديمة، مثل بعض المواقع العسكرية التي قصفتها السعودية خلال سنوات عدوانها عشرات المرات، مثل عطان، وجرفان، في صنعاء الأمانة والمحافظة، وكهلان في صعدة، ومواقف في البيضاء ومأرب، بالإضافة إلى مواقع مدنية، كما هو الحال مع منزل في شعوب، وصالة قيد الإنشاء في مديرية الثورة، وكذلك مستشفى الأورام قيد الإنشاء في صعدة، ومبنى المجمع الإداري لمحافظة الجوف في الحزم، إلى جانب مركز صحفي في وشحة بمحافظة حجة، ومشروع المياه في مديرية المنصورية في محافظة الحديدة، ومنها شبكة الاتصالات في محافظة إب.

الإعلان الامريكي عن القضاء على قيادات عسكرية، لا يزال حتى اللحظة مفتقرًا إلى أدلة عجز عن توفيرها الأمريكي، وعندما كشف ترامب عن الفيديو في منصته، أضاف فضيحة جديدة، حيث نشر ما قال إنه قصف لقيادات عسكرية، كانت تتحضر لاستهداف البحرية الأمريكية، ليتضح من الفيديو أن التجمع المستهدف هو واحد من تجمعات اللقاءات العيدية، ولا علاقة له بالتحضير للهجوم ولا بأي عمل عسكري.

إن لجوء ترامب إلى نشر ذلك الفيديو، هو محاولة لإثبات تحقيق نوع من الإنجاز، لا سيما بعد أن حمل سلفه بايدن كل أسباب الفشل في اليمن، واتهمه بالتقصير والعجز والتراخي، وثانيًا، ليعطي دفعة جديدة لمواصلة هذه العمليات اليائسة والمفرغة من الأهداف، وثالثًا، ربما تحمل رداً على ما ينشره الإعلام الأمريكي عن مسؤولين في "البنتاغون"، بأن الحملة الأمريكية لم تحقق النجاح المطلوب، ويعزون ذلك إلى ما يسمونها المرونة، في تعزيز المخازن والمواقع المستهدفة، مما يحبط قدرة الأمريكيين على تعطيل الهجمات على السفن في البحر الأحمر، حسب ما نقلت "نيويورك تايمز".

في كلمته التخيرة، أشار السيد القائد عبد الملك الحوثي حظفه الله، إلى أن: "الأمريكي فاشل، وسيفشل باستمرار بإذن الله تعالى. لن يتمكَّن حتى في المستقبل من تحقيق هذه الأهداف المشؤومة؛ لأن شعبنا يتوكل على الله، ويعتمد على الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وله مسيرةٌ طويلة في الجهاد في سبيل الله تعالى. الغارات الجوية، والاستهداف المُكَثَّف للبلد ليست حالةً جديدة. الأمريكي أشرف بنفسه وأدار بنفسه العدوان على بلدنا الذي نَفَّذَته أدواته الإقليمية، على مدى ثماني سنوات، والتي هي بتصعيد غير متوقف ولا محدود، يستهدف كل شيءٍ فيها، ومن بعد ذلك العدوان كان على مدى خمسة عشر شهراً، وشعبنا في إسناده للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، والأمريكي مستمرٌ في تنفيذ غارات واعتداءات بشكلٍ مستمر".

الرسالة التي ستصل إلى طهران إذن، هي رسالة الفشل الأمريكي، ليس مجرد الفشل، وإنما الفشل الذريع الذي يدفع ترامب إلى تبني نشر فيديو فضيحة مدوية لأكبر قوات بحرية في العالم، وأفضل جهاز استخباراتي أيضًا. الفشل المعمد باستخدام آخر ما أنتجته المصانع الأمريكية من أنواع الأسلحة وأثقل القنابل الخارقة للتحصينات، واعتماده على طائرات (الشبح)، وقاذفات القنابل التي تأتي من قواعد أخرى. كما لفت لذلك السيد عبد الملك الحوثي أيضاً. مضيفاً أن أغلب تلك الغارات تأتي من غير "ترومان"، مؤكداً أن مطاردة القوات المسلحة للحاملة الأمريكية تجعلها تفقد القدرة على تنفيذ العمليات بالاعتماد عليها.

هكذا سترى إيران، أن واشنطن عجزت في اليمن، وستكون أمام إيران أعجز، فقد ظهرت أمريكا بلا بنك أهداف، وبلا قدرة على استهداف القيادات، وقدراتها الأكثر تقدماً في اختراق التحصينات فشلت فشلًا ذريعاً في الوصول إلى مخابئ السلاح، أو التأثير في قدرات الاستهداف المتواصلة، وتحاول التعويض باستهداف الأعيان المدنية، وإن كان من رسالة اليوم، فهي لترامب، لترك العنجهية، والتوقف عن دعم الكيان، والإحجام عن ممارسة التهديد والوعيد، وستردد: رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، وعرف حده فوقف عنده.

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيراناليمندونالد ترامب

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
إيران: على أميركا الرد على الاقتراح.. والمفاوضات مسؤولية وزارة الخارجية
إيران: على أميركا الرد على الاقتراح.. والمفاوضات مسؤولية وزارة الخارجية
لماذا الإضاءة الأميركية على قاعدة "دييغو غارسيا" وهل انطلقت المفاوضات فعلًا بين طهران وواشنطن؟
لماذا الإضاءة الأميركية على قاعدة "دييغو غارسيا" وهل انطلقت المفاوضات فعلًا بين طهران وواشنطن؟
الكيان متخوّف من خسائر ضخمة وتسريح لآلاف العمال بسبب الرسوم الأميركية
الكيان متخوّف من خسائر ضخمة وتسريح لآلاف العمال بسبب الرسوم الأميركية
مرسال الطاغوت: نفذّوا رغباتنا وإلّا!
مرسال الطاغوت: نفذّوا رغباتنا وإلّا!
 دعوات أميركية إلى اعتماد المقاربة "الإسرائيلية" في سورية
 دعوات أميركية إلى اعتماد المقاربة "الإسرائيلية" في سورية
اجتماع إيراني - روسي - صيني في موسكو الثلاثاء
اجتماع إيراني - روسي - صيني في موسكو الثلاثاء
الرد الإيراني على رسالة ترامب محور اهتمام الصحف الإيرانية
الرد الإيراني على رسالة ترامب محور اهتمام الصحف الإيرانية
اللواء باقري: لسنا دعاة حرب لكننا لا نقبل الاستبداد والبلطجة
اللواء باقري: لسنا دعاة حرب لكننا لا نقبل الاستبداد والبلطجة
4 شهداء و16 جريحًا جراء عدوان أميركي على العاصمة اليمنية صنعاء
4 شهداء و16 جريحًا جراء عدوان أميركي على العاصمة اليمنية صنعاء
اليمن يستهدف ليلًا حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" ويُعيق هجماتها
اليمن يستهدف ليلًا حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" ويُعيق هجماتها
اليمن: عدوان أميركي جديد يستهدف شرقي وغربي مدينة صعدة
اليمن: عدوان أميركي جديد يستهدف شرقي وغربي مدينة صعدة
عدوان أميركي على كهلان شرقي مدينة صعدة اليمنية
عدوان أميركي على كهلان شرقي مدينة صعدة اليمنية
اعتراف أميركي: تكلفة ضخمة للعملية على اليمن وتأثير محدود
اعتراف أميركي: تكلفة ضخمة للعملية على اليمن وتأثير محدود
طبول الحرب تقرع في المنطقة ولا عقلاء لكبحها
طبول الحرب تقرع في المنطقة ولا عقلاء لكبحها
ما هي الأسباب التي دفعت لاستدعاء نتنياهو من قِبَل ترامب؟
ما هي الأسباب التي دفعت لاستدعاء نتنياهو من قِبَل ترامب؟
ملك أميركا وملك إسرائيل
ملك أميركا وملك إسرائيل
احتجاجات عالمية ضد سياسات ترامب
احتجاجات عالمية ضد سياسات ترامب
الصحف الإيرانية: سياسات ترامب ستحرق أميركا أولًا
الصحف الإيرانية: سياسات ترامب ستحرق أميركا أولًا

خبر عاجل