خاص العهد
الانتخابات التونسية..زلزال سياسي وتصويت عقابي للنخبة السياسية
تونس – روعة قاسم
لا تزال تونس تعيش على وقع مفاجأة الانتخابات الرئاسية التي جاءت بنتائج مغايرة لتقديرات أغلب المتابعين، وذلك بعد عمليات الفرز الأولية للأصوات التي بينت تقدم المرشحين الأستاذ الجامعي قيس سعيد، ورجل الاعمال نبيل القروي. وتعد هذه الانتخابات هي ثاني اختبار للديمقراطية الوليدة بعد انتخابات 2014، وقد كشفت عن مشهد سياسي جديد او " زلزال سياسي " في ظل تراجع الأحزاب السياسية الكبرى وصعود التيارات التي توصف بـ " الشعبوية" بمختلف مدارسها.
وكشفت هيئة الانتخابات عن حصول المرشح المستقل قيس سعيد على 19 بالمئة، والمرشح نبيل القروي الاعلامي ورجل الاعلام والمسجون بتهم "فساد" على 14.9 بالمئة، ومرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو على 13.1 بالمئة من الأصوات. مما يعني أن جولة الاعادة ستكون بين المرشحين نبيل القروي وقيس سعيد. وأثارت نتائج الانتخابات ردود فعل عدة في الشارع التونسي فقد اعتبرتها شرائح عديدة بمثابة تصويت انتقامي للنخبة السياسية وللأحزاب التي فشلت خلال الأعوام الماضية في إدارة المشهد السياسي ولملمة خلافاتها وانقساماتها السياسية والتي كان لها أثر كبير على الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد وأرهقت المواطن العادي. ويفسر المحللون هذا التصويت الانتقامي بأنه رد فعل ازاء توجهات هذه الطبقة السياسية سواء في الحكم او المعارضة.
وتعتبر المحللة السياسية والصحفية آسيا العتروس في حديثها لـ " العهد " أن ما يحدث هو زلزال سياسي لكن هناك مشهد جديد بحسب قولها مضيفة أن "يفوز في هذه الدورة الاولى سجين ورجل أعمال وبالمقابل يفوز استاذ جامعي مستقل ليس وراءه حزب سياسي كان بمثابة مفاجأة كبيرة للتونسيين لكن هناك أسباب ومسببات والأمر مرتبط بنسبة المشاركة التي سجلت تدنيًا كبيرًا جدًا مقارنة بانتخابات 2014 ، تقريبا نصف الذين صوتوا للانتخابات الرئاسية السابقة". وتضيف العتروس :" هناك عزوف شديد من مختلف الطبقات ورأينا مراكز اقتراع شبه فارغة وهذا كان له تأثيره ولكن لا بد من التساؤل حول الأسباب فهناك نقمة وغضب وعزوف وتصويت عقابي ضد هذه النخبة السياسية الفاشلة وضد التيارات المتناحرة. كل ذلك ساهم في هذا التشدد من اليسار الى اليمين". اما عما ينتظر من الرئيس القادم، فقالت "ما نتطلع اليه أن يكون الرئيس الجديد في حجم قيمة تونس ويكون على دراية بما تحتاجه عمليا والمطلوب اليوم هو إعادة رصّ الصفوف بعد هذا المشهد الانتخابي الممزق وأن يكون الرئيس القادم قادرا على تجميع الصفوف ومتحدثا باسم جميع التونسيين بمختلف ألوانهم" مبينة ان تونس تعيش على وقع أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية وأزمة قيم وبالتالي فإن المسؤولية والمهمة القادمة ستكون جسيمة. وقالت ان الوضع هو على درجة كبيرة من الغموض ولم تستبعد أن يتكرر سيناريو الانتخابات الرئاسية في الانتخابات التشريعية القادمة مطلع الشهر القادم.