خاص العهد
العون الأمريكي للسعودية يتبخّر..
هبة العنان
في خطوة لا يمكن وضعها إلّا في سياق تضعضع الحلف التاريخي بين واشنطن والرياض، حدّدت الولايات المتحدة شروطًا لتقديم أيّ دعم يُنقذ السعودية من مأزقها ولا سيّما بعد عملية الردع الثاني التي نفذتها القوات اليمنية المسلحة على معمليْن تابعين لشركة "أرامكو" في بقيق وهجرة خريص. الرئيس الأميركي دونالد ترامب زعم أن إيران تتحمل مسؤولية الهجوم بطائرات مسيرة على منشآت "أرامكو" في بقيق، إلا انه فضل عدم الدخول في أي حرب معها، وهو موقف لم يُعجب أصدقاءه السعوديين.
المواقف غير المتجاسنة بين الطرفين واضحة اذا.. فماذا عن دلالاتها؟ يقول المتخصّص في الشأن السعودي الدكتور حمزة الحسن إن "ترامب يسعى لابتزاز السعودية التي تمر بمرحلة صعبة بعد الضربات اليمنية"، ويرى أن الرئيس الأميركي عاجز عن حماية السعودييين على الرغم من تقديمه الأسلحة المتطورة من صواريخ "ثاد" و"باتريوت"وغيرها إلى المملكة".
وإذ يجزم بأن ترامب لن يدخل في اشتباك مع إيران أو في حرب إقليمية وهو على أبواب سباق انتخابي رئاسي"، يشير الحسن في حديث لموقع "العهد الإخباري" الى أن الموقف الأميركي الأخير أحبط السعوديين وأكد لهم ان حليفهم الدائم، سيتخلّى عنهم في اي لحظة يمكن ان يرى فيها أن لا مصلحة له بالدخول في حرب".
ويعتبر الحسن أن الموقف الدولي تجاه الحادث ما هو إلا استهزاء بالكارثة التي حلّت على السعودية"، ويضيف أن "الغرب يبحث عن حصة من هذا الجمل الذي سقط ويستعدون لتقطيعه بسكاكينهم".
وبحسب الحسن، تقف السعودية الآن وحيدة، وتدفع ثمن سياساتها في السنوات الخمس الأخيرة بعد أن اختلقت عداوات كثيرة، تجاه إيران واليمن وقطر والعراق ولبنان وتركيا وماليزيا وأندونيسا وغيرها، بحيث راهنت بشكل كامل على سيّدها الأميركي"، أما ترامب فواضح جدًا بأنه ليس مستعدًا للتضحية بجندي أميركي واحد أو المخاطرة بخسارة الانتخابات مقابل إرضاء السعودييين".
ويشير الحسن لـ"العهد" إلى ان "ترامب الذي وقف متفرجا حين اسقطت طائرة تجسسية أميركية من قبل إيران، لن يقبل بالدخول في حرب بالنيابة عن السعودية"، ويتابع أن المملكة فقدت قيمتها الاستراتيجية في المنطقة، فبات اليمني قادرا ببساطة أن يهزّ مكانتها الاقتصادية العالمية بضربة واحدة".
ويلفت الحسن الى أن السعودية التي تشنّ عدوانا وحشيا على اليمن بسلاح أميركي وأوروبي، تحاول تخفيف وطأة الضربة عبر اتهام إيران بالوقوف وراء الضربة، غير أن اليمنيين استطاعوا تدمير الأسطورة السعودية المتمثلة بالحقول النفطية.