خاص العهد
ما السيناريوهات المحتملة لاستشارات الاثنين؟
فاطمة سلامة
عندما تسأل المراجع المعنية بعملية تشكيل الحكومة عن السيناريوهات المحتملة ليوم الاثنين المقبل، يأتيك الجواب رمادياً. حتى الساعة، لم تُحسم الخيارات بشكل نهائي، وموعد الاستشارات مفتوح على كل الاحتمالات. الحديث مع مصادر عدة يوحي بأنّ ثمّة خوفًا من نوايا كتلة "المستقبل" النيابية، وبالتحديد من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.
في الصالونات السياسية يُطرح سؤال رئيسي ويتكرّر عند كل تشاور وتباحث حول نوايا الحريري الحقيقية. البعض يذهب به الخوف حد طرح احتمال عدم حصول الاستشارات في موعدها. صحيح هو احتمال ضعيف لكنّه وارد وسط ضبابية الأجواء، تقول المصادر. أحد النواب ولدى استطلاع رأيه عما اذا كان سيدعم المرشّح سمير الخطيب لرئاسة الحكومة في استشارات الاثنين، يقول حرفياً: "أمهلوني 48 ساعة.. لدي سؤال مشروع حول عمق دعم الحريري لسمير الخطيب". وهو سؤال تكرّره أكثر من جهة سياسية لم تأخذ حتى اللحظة بما ورد في بيان تأييد الحريري للخطيب. بالنسبة اليها، فإنّ التسمية فقط لا تكفي، والأمر مرهون بموقف كتلة "المستقبل" الحقيقي يوم الاثنين. الأمر مرهون أيضاً بتحركات الشارع، وعليه، فإنّ مسار الأمور يوم الاثنين لا يزال غير واضح، فيما تُرسم سيناريوهات ثلاثة يمكن البناء عليها لفهم المشهد المحتمل.
موقع "العهد" الإخباري استطلع آراء عدد من الكتل النيابية. الأغلبية رفضت الافصاح عن قرارها بشأن تسمية الخطيب حتى تتبلور الصورة في الساعات القادمة. عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب هادي حبيش يلفت في حديث لموقع "العهد" أنّ كتلة "المستقبل" النيابية ستتّخذ قرارها النهائي بشأن التكليف الأحد والاتجاه لتسمية المرشّح سمير الخطيب. أما الكتلة القومية الاجتماعية فأكّدت لموقعنا على لسان أحد أعضائها النائب ألبير منصور أنها ستعقد اجتماعاً لها يوم غد السبت تُحدّد فيه موقفها من الاستشارات.
من جهتها، كتلة "اللقاء التشاوري" لم تتّخذ موقفها النهائي بعد. الوزير السابق عبدالرحيم مراد يؤكّد لـ"العهد" أنّ خيار الكتلة لم يُحسم بانتظار عقد اجتماع تحدّد فيه موقفها، فيما يلفت النائب الوليد سكرية الى أنّ القرار النهائي سيتخذ عقب التشاور مع الحلفاء. أما النائب "المستقل" شامل روكز ولدى سؤاله عن تسمية المرشّح سمير الخطيب، يجيب بالقول "قد لا أسمي لا الخطيب ولا الحريري، وقراري أتّخذه في الساعات المقبلة".
خريطة الأصوات
وفيما تبدو مواقف بعض الكتل محسومة ولا تحتاج الى استطلاع، يؤكّد الباحث في "الدولية للمعلومات" الأستاذ محمد شمس الدين أن الكتل لم تحسم بعد موقفها علانيةً وبشكل رسمي. وفق قناعاته، فإنّ وجهة ونتيجة اثنين الاستشارات تحسمها كتلة الحريري. الأمر متروك لها، وهو السبب الذي دفع الى إدراج كتلة "المستقبل" النيابية في أوّل لائحة المواعيد بعد رؤساء الحكومات السابقين ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي. وعليه، برأي شمس الدين لدينا ثلاثة احتمالات كالتالي:
1ـ أن تسمي كتلة "المستقبل" سعد الحريري لرئاسة الحكومة وعندها هناك احتمال أن تسير بقية الكتل بهذا الخيار.
2ـ أن تسمي كتلة "المستقبل" شخصاً آخر إذ يتم التداول باسم سمير الجسر. هذا الخيار ضعيف، لكنّه وارد، وهنا ستختلط الأوراق، ويفوز من يحصل على الأكثرية.
3ـ أن تصوّت كتلة "المستقبل" بورقة بيضاء، عندها ستتّجه الكتل التي ألمحت سابقاً الى تأييد الخطيب الى تسميته، ومن خلال التقديرات، واذا صدقت النوايا يستطيع الخطيب تأمين نحو 69 صوتاً تتوزع ـ بحسب شمس الدين ـ على الشكل التالي:
ـ كتلة الوفاء للمقاومة (12 نائباً) + جميل السيد
ـ كتلة التنمية والتحرير (17 نائباً)
ـ الكتلة القومية الاجتماعية (3 نواب)
ـ كتلة "اللقاء التشاوري" (5 نواب)
ـ كتلة "لبنان القوي" (19 نائباً)
ـ كتلة "ضَمانة الجبل" (4 نواب)
ـ كتلة "نواب الأرمن" (3 نواب)
ويرجّح شمس الدين أن يسير حوالي 4 نواب من أصل خمسة في كتلة "التكتل" الوطني بخيار الخطيب، وكذلك النائب المستقل ادي درجيان، ما يعطي المرشّح الخطيب حوالى 69 صوتاً، أي يؤمّن له الأكثرية للفوز بالتكليف.
كما يؤكد الباحث في "الدولية للمعلومات" أنّ الكتل المحسوم خيارها بعدم تسمية الخطيب هي: كتلة "الجمهورية القوية" (15 نائباً)، كتلة نواب "الكتائب" (3 نواب)، الكتلة الوسطية (4 نواب)، بالاضافة الى النائب بولا يعقوبيان، فيما قد يحول المرض دون مشاركة النائب ميشال المر في الاستشارات.
أمام ما تقدّم، يبقى السؤال الأبرز: هل ابتعد سعد الحريري عن كرسي الرئاسة الثالثة قولاً وفعلاً؟. لا شك أنّ الأيام القادمة ستكون كفيلة بالاجابة عن هذا السؤال.