خاص العهد
هل اقترب الصلح السعودي مع إيران؟
هبة العنان
في زيارة هي الرابعة له هذا العام إلى السعودية، اختتم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لقاءاته أمس الأحد مع المسؤولين السعوديين، استكمالاً للجهود السابقة التي بذلها في سياق وساطته بين كلّ من السعودية وإيران. خان الذي سبق أن زار طهران في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد أن أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض، في أيلول/ سبتمبر الفائت، في أعقاب عملية "أرامكو" في 14 أيلول، قال حينها إن وساطته جاءت بطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وابن سلمان. فإلى أين وصلت هذه الوساطة؟ وماذا طرح الجانب السعودي فيها؟
مصدر دبلوماسي إيراني أشار لموقع "العهد الإخباري" إلى ان "طهران رمت الكرة في الملعب السعودي، إذ أكد الإيرانيون إمكانية عقد تفاهمات مع السعودية بشرط حل الأزمة اليمنية"، مضيفا ان الجانب الإيراني يعتبر ان العدوان على اليمن هو العائق الأكبر الذي يقف أمام اي ترطيب للعلاقة بين طهران والرياض.
وأوضح المصدر ان "زيارة خان الأخيرة إلى طهران، كانت كفيلة بتقديم فرصة للجانب السعودي من أجل التقدم في الملف اليمني، اي عبر عقد تفاهمات مع حركة "انصار الله""، لافتا إلى ان "ملامح هذه التفاهمات بدت واضحة في الفترة الأخيرة، وان كانت غير مكتملة"، وقال إن هناك مبادرة جادة من الجانب السعودي لإنهاء العدوان على اليمن، وذلك كخطوة أولى باتجاه التفاهم مع طهران".
ولفت المصدر لـ"العهد" الى ان "خان زار السعودية لحصد ما جرى زرعه من جهود في سياق التقارب بين الطرفين خلال الفترة التي تلت زيارته إلى طهران"، وقال: "المملكة متوجسة لناحية عدم تكرار حادثة شبيهة بهجوم "ارامكو" لانها ستكون بمثابة طلقة الرحمة على الاقتصاد السعودي، لذلك فإن خيارها واضح جدا لجهة الذهاب للتفاهم مع اليمنيين".
المصدر الدبوماسي الإيراني رأى أن "السعودية عوّلت على الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل شن عمل عسكري ضد إيران عقب هجوم أرامكو وعولت عليه مرة ثانية من أجل الضغط على إيران وحلفائها في المنطقة (في العراق ولبنان وما حصل في إيران)، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفنها وانقلب السحر على الساحر، ولم يعد أمام السعودية من خيار سوى التهدئة والتفاهم مع الجانبين اليمني والإيراني لتفادي الانهيار".
وأكد المصدر لـ"العهد" ان "زيارة خان إلى السعودية، بمثابة ضوء أخضر إيراني بأان الأمور باتت مؤاتية لإيجاد هذا التفاهم"، مضيفا ان "الملف اليمني هو عامل التجاذب والتباعد الحالي بين السعودية وايران، اذ لا مشاكل مباشرة بين الرياض وطهران".
ورأى انه "اذا التزمت السعودية هذه المرة بالتقارب الحاصل وانهت عدوانها على اليمن، يمكن ان تساهم في حلحلة الامور مع طهران، لان الاخيرة لا يمكنها ان تتجاهل الظلم الحاصل في اليمن والحصار والقتل اليومي الذي يجري هناك بصورة غير طبيعية"، منبها الى ان "الانسحاب السوداني من الساحل الغربي لليمن دليل على ان الأمور متجهة نحو حلحلة القضية".