معركة أولي البأس

خاص العهد

17/12/2019

"مما تحبون" .. العطاء بالعطاء

فاطمة ذيب حمزة
قاسية جداً جاءت انتكاسات الوضع الاقتصادي والمالي الأخيرة في لبنان. ربما هي الحالة المعيشية الأسوأ التي يمر بها مجتمعنا منذ عقود، وربما تراكم العثرات وفشل السياسات وصل إلى الحدود التي لم يعد من الممكن حملها وتجاوزها. من هنا، كان لا بد من يدّ عونٍ تساند، وتعاون، وتنفق مما تحب، وترد العطاء بالعطاء لعوائل فقيرة ـ مستضعفة، لا حول لها ولا قوة تواجه بها صعوبة الوضع المعيشي وحراجته، إنها حملة "مما تحبون".. كما شاء وأراد الله.

رغم التحديات .. الله كريم

"مما تحبون" .. العطاء بالعطاء

لم يجد حزب الله في كل التحديات المالية والاجتماعية التي فرضها عليه الأميركي، مانعاً من أن يبادر خيراً وعطاءً .. ولأن كتاب الله منطلقه الفكري والعقائدي والجهادي، كانت فكرة "مما تحبون" لهذا العام، تحديداً في فصل الشتاء، والظروف الصعبة، لا بل والاستثنائية، التي تعيشها العوائل خصوصاً الفقيرة والمحتاجة والتي لا تمتلك قدرة المواجهة والعيش الكريم وفرص النجاة من نار التحديات المعيشية، فانطلق العمل الاجتماعي والهيئات النسائية في حزب الله من الآية الكريمة: "بسم الله الرحمن الرحيم، لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبون.."
ليعلن عن بداية الحملة للمشاركة في تقديم ما أمكن من مساعدات مالية، وعينية (كالألبسة الجديدة، أو المستعملة ولكن بحالة جيدة ولائقة، والحصص التموينية، والأغطية والسجاد ووسائل التدفئة وغيرها ..) وذلك لكي تُقدمَ للعائلات والجهات المحتاجة والفقيرة.

مسؤول العمل الاجتماعي في حزب الله الحاج علي شري يقول لموقع "العهد" الإخباري إن "توقيت الحملة جاء ليتناسب مع الأوضاع الاجتماعية والمالية الصعبة التي تمر بها العائلات، وفصل الشتاء وما يترتب على العائلات والبيوت من حاجيات أساسية للتدفئة وغيرها، وتحديداً في المناطق النائية والبعيدة".

"مما تحبون" .. العطاء بالعطاء

ويشرح شري لموقعنا أن "هذا المشروع هو جزء من مشروعنا الكبير الهادف لتعزيز الروحية ما بين فئات المجتمع، ومد اليد، ومساعدة المحتاج".

وبحسب شري فإن الحملة بدأت نهار الاربعاء في 11/12/2019 ، وهي مستمرة حتى  25/12/2019 وذلك من الساعة 9:00 صباحاً حتى 5:00 عصراً، في الأماكن التالية:

1ـ خيمة عاشورا ـ الجناح
2ـ مجمع سيد الاوصياء (ع) ـ برج البراجنة.
3ـ مجمع السيدة خديجة (ع) ـ المصيطبة.
4ـ قاعة الولاء ـ خلدة.
5ـ مجمع الامام الباقر (ع) ـ حي السلم.
6ـ مجمع الامام الخميني (قده) - تحويطة الغدير.
7ـ مجمع الامام الكاظم (ع) ـ حي ماضي.
8ـ مجمع الامام علي (ع) ـ الشياح.

"مما تحبون" .. العطاء بالعطاء

ثمانية مراكز اساسية تم اعتمادها لاستقبال وتوضيب المساعدات والتقديمات، وتقديمها وفق الحاجة للعوائل المسجلة عند العمل الاجتماعي والهيئات النسائية في حزب الله. هذا بالاضافة إلى المندوبين الحاضرين بشكل دائم وأرقام التواصل هذه: 657280 / 76  ــ 745241 / 03  ــ 277519 / 01.

ويختم شري لموقع "العهد" بالقول إن "رهاننا كان دوماً على الأهل وهذه البيئة الطيبة والخيّرة، والدليل على ذلك أن هناك من بدأ المشاركة في الحملة قبل انطلاقها رسمياً..".

حمادة

الحاجة سمر حمادة، وهي مسؤولة العمل الاجتماعي في الهيئات النسائية تقول لموقعنا إن "الحملة تشمل التبرعات المالية والعينية، والتجاوب ممتاز، ويبيّن معدن الناس الناصع والطيب، الناس المفطورة على الخير والعطاء".
وتضيف حمادة لموقع "العهد" أنه تم وضع سلل في المحلات التجارية لتوضيب حصص تموينية عبرها، ونحن نعتبر أن هذه الحملة تفتح باب الاجر للناس والتعاضد والتكافل والمودة والحب، لذلك ندعو للمشاركة فيها".

العطاء دفء .. وقود الإنسانية

هنا، العطاء دفء، مع كل ما تحتويه كلمة الدفء من معانٍ حسيّة جميلة، وعملية واقعية، هنا الدفء من القلب إلى القلب كما يقال .. ومن القليل إلى كثير مما تحتاجه عائلاتنا في مناطق بعيدة، جبلية، ونائية، تحديداً مادة التدفئة الأولى "المازوت".

أهمية هذا المشروع الذي تقدمه جمعية الإمداد الخيرية، أنه يسد فراغاً كبيراً في منظومة واجبات الدولة أمام مواطنيها، العاجزين عن تأمين مواد التدفئة في فصل الشتاء والثلوج .. فكانت الفكرة البسيطة جداً، والناجعة جداً وهي التالية: بـ 10.000 ل.ل ساهم بمشروع التدفئة لـ 5200 أسرة أيتام وفقراء ترعاهم جمعية الامداد الخيرية>

قصير

لتوضيح الصورة أكثر، يشرح الحاج يعقوب قصير ـ مدير العلاقات العامة وشؤون التطوع في جمعية الامداد الخيرية، يشرح لموقع "العهد" خصائص مشروع التدفئة، ضمن حملة "العطاء .. دفء"، فيذكر أن "الجمعية أصلاً تقدم مادة المازوت منذ 33 سنة ضمن مشروع مساعدة العائلات في المناطق النائية والفقيرة، ولكن ما اختلف هو الكمية التي بدأنا بزيادتها بما يتناسب مع حاجة المنازل والعائلات".

" آخر 10 أعوام لاحظنا في الجمعية أنه لا بد من زيادة كمية المازوت المقدمة للمنازل، خصوصاً تلك البعيدة والجبلية، لذلك صارت الكمية المعتمدة في هذا العام تتراوح ما بين 200 إلى 300 ليتر مازوت لكل عائلة، وذلك بحسب عدد الافراد والحاجة" يضيف قصير.

ثم يبيّن لنا، كيف أنه  "من خلال المشاركة بمبلغ زهيد يبلغ 10 الاف ليرة لبنانية، يمكن إدخال الدفء إلى 5200 أسرة موزعة على أكثر من 310 قرية وبلدة، وهنا لا بد من التذكير أن أكثر المناطق حاجة هي منطقة البقاع الاوسط والهرمل والبقاع الغربي".

يجزم قصير لموقعنا أنه لولا دعم الناس والأحبة والخيّرين لما استمر هذا المشروع الإنساني، لذلك يجدد الدعوة لمن يريد ويستطيع، للمشاركة في دعم هذا المشروع من خلال المساهمة بـ 10 الاف ل.ل شهرياً يمكن إيداعها في حساب الجمعية في القرض الحسن بعنوان مشروع التدفئة، أو عبر صندوق الصدقة لمشروع التدفئة، أو عبر مكاتب الجمعية، لان الاستمرار هو المهم، وتوسيع رقعة التقديمات هو الهدف لكي لا يدخل البرد إلى بيوت ناسنا وعائلاتنا وهو ما نسعى اليه، وسنصل اليه بعون الله، ومحبة الناس وبصيرتها"، يختم قصير.

مما تحبونلجنة الإمدادالمازوت

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة